صعدت الممثلة ياسمين صبري بسرعة الصاروخ لتحتل مكانة مهمة ضمن نجمات الوسط الفني، في السنوات القليلة الاخيرة، وأصبحت من اكثر الفنانات طلباً في الاعمال الفنية، لما تتمتع به من إطلالة جذابة وكاريزما كبيرة، وهذا ما جعل المخرج احمد خالد موسى، يستعين بها لدور البطولة امام النجم احمد السقا، في مسلسل: "الحصان الاسود"، الذى عُرض في شهر رمضان.

واستطاعت ياسمين لفت الانظار اليها بشخصية:" حسناء"، التي قدمتها في العمل، بعدما كشفت الاحداث انها المحرك الرئيسي لها، وأنها صاحبة حل اللغز الذي بحث عنه الجميع طوال الحلقات... وفى حوار خاص مع موقع: "الفن"، تحدثت ياسمين عن تجربتها في العمل واعتذارها عن فيلم:" هروب إضطراري"، مع أحمد السقا و المخرج ذاته، وردود الافعال والاشياء التي ضايقتها بعد عرض المسلسل.

حدثينا عن حكايتك منذ البداية، مع مسلسل: "الحصان الاسود"، الذي عُرض في شهر رمضان ؟
بعد انتهائي من تصوير فيلمي الاخير: "جحيم في الهند"، مع محمد إمام، العام الماضي، لم أكن قد قررت بشكل نهائي ماذا سأقدم من بعده، ولكنني كنت على يقين بأنني لن اشارك في تجربة كوميدية. ثم جاءتني عروض وقصص من اكثر من نجم، وعُرض عليّ نوعان من المسلسلات،تلك التي تعتمد على نجم كبير، والتي تعتمد على القصة والبطولة الجماعية. الى ان تحدث معي المخرج أحمد خالد موسى، للمشاركة في فيلمه: "هروب اضطراري"، قبل اعتذاري عنه، وفي نفس الوقت، عرض علي دور:" حسناء"، في مسلسل: "الحصان الأسود".

ولماذا وافقت على مسلسل:" الحصان الاسود"، تحديداً، من بين كلّ تلك العروض؟
المسلسل لم يكن مكتوباً حين عُرض عليّ، ولكنني استلمت معالجة وقرأتها، فوجدت أن شخصية:" حسناء"، طموحة وجميلة وتخطط وذكية ومن طبقة فوق المتوسطة. تَزَوّجَت من شخص يكبرها كثيراً من اجل المال، لكي يحقق لها طموحاتها وأحلامها، وحين تجتمع هذه الصفات في شخصية، فهي تكون مستفزة لأيّة فنانة، ولذلك أُعجبت بها ووافقت على تقديمها.

​​​​​​​كيف جاءت التحضيرات الخاصة بشخصية:"حسناء"، خصوصاً وأنها ثرية وتحتاج إلى مظهر خاص؟
لقد حضّرت لشخصية:" حسناء"، بشكل مكثف وأكثر بكثير مما كنت أحضر لشخصياتي السابقة، لأنها تتطلب ملابس معينة وباهظة الثمن. ولذلك سافرت الى لبنان وميلانو وإسبانيا لشراء ملابسها، وأنفقت مبالغ كبيرة على ذلك، لشعوري بأنه يتوجب عليّ الاستثمار في كل ما يخص الشخصية، حتى أنني أصبحت على دراية كاملة بمكياجها وقرأت في كتب علم النفس بسببها، ونظرت الى نماذج موجودة في حياتنا عن السيدة القوية التي تكون جذابة ومخيفة في آن، لبعض الرجال الذين يعجبون بها من: "بعيد لبعيد"، وأن تكون ملابسها وحقائبها وفساتينها ملائمة للطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، لأنني إذا استهترت بهذه التفاصيل، لما انتبه احد إليها او تركت انطباعاً لدى المشاهد.

​​​​​​​يبدو لنا من خلال حديثك، انك اخترت العمل مع النجم على حساب المشاركة في عمل يعتمد على الموضوع؟
ليس كذلك، لان: "الحصان الأسود"،مسلسل توفر لي فيه العمل مع نجم كبير مثل احمد السقا وفي الوقت ذاته، الموضوع جيد ودوري فيه مؤثر في الاحداث، بل ان الموضوع كله قائم عليه، ولو وجدت ان دوري غير مؤثر في هذا المسلسل لما كنت اخترت الموافقة عليه، ففي الحلقات الأخيرة منه، اكتشف الجمهور ان:" حسناء:، هي التي دبرت لجريمة القتل وانها تتظاهر امام الاخرين بأشياء اخرى، وأعتقد ان الاحداث قائمة على جريمة القتل والبحث عن مرتكبها.

​​​​​​​​​​​​​​بعد انتهاء عرض: "الحصان الأسود"، كيف وجدت ردود الافعال حول العمل وشخصيتك فيه؟
تابعت المسلسل مثلي مثل الجمهور،و لم أرَ مَشاهدي قبل العرض،لا في المونتور ولا في المونتاج، لأنني أحب أن أُفاجأ كالجمهور . وفي اليوم الاول لعرض المسلسل، وجدت إسمي تريند على تويتر، وأنا كمشاهدة كنت،" متلخبطة"، في أول وثاني يوم، وبقيت كذلك لمدة أسبوع، ورغم مشاركتي في العمل، شعرت بالضياع وبأن الاحداث تذهب لمناطق مختلفة، وفي ذلك الوقت، كنت أقابل الناس في الشارع، وأسألهم عن المسلسلات التي يشاهدونها، وأجدهم غير فاهمين للاحداث! وعلى تويتر، الجمهور:" مش فاهم حاجة"!وأنا كممثلة، تخوّفت من أننا نفقد اهتمام المشاهد، الى أن جاء الاسبوع الثالث وبدأت القصة تتّضح وتُفهم أكثر.

هل شعر الجمهور بالصدمة بعد اكتشاف انك المخططة لجريمة القتل؟
البعض صُدم بالفعل حين اكتشف انني من دبّرت للجريمة، لانهم طوال الحلقات ركزوا أكثر على ماكياج:" حسناء"، وشعرها ولون روجها، وذلك ضايقني، لانني شعرت ان المجهود الذي بذلته على الشكل الخارجي خطف الاضواء اكثر مما قمت به كتمثيل، وتأكدت من أن ما قمت به هو سلاح ذو حدين، إذ حين تكون الفنانة مبهرة في الشكل،فإن ذلك يشتت انتباه الجمهور عن التمثيل. كما شعرت ان الشباب والبنات يشاهدون:" حسناء"، لكي يعرفوا ماذا ترتدي او ليرَوا تسريحة الشعر او الماكياج، وهذا جعلني أقول ان بعد كل هذا المجهود في التمثيل، يذهب الاهتمام الى مكان آخر، ولكن بعد أن كشفت الاحداث عن القاتل، وجدت إشادات بي وبتمثيلي، إذ ميخطر ببال احد ان اكون انا القاتلة.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​ماذا اضاف لك دورك في:" "الحصان الأسود"، بعد تجاربك السابقة في: "طريقي"، و"جبل الحلال" و"الاسطورة"؟
أضاف لي مساحة دور وضعت نفسي فيها، لان الدور هنا محوري والاحداث كلها قائمة على هذه المساحة، وهذا يجعلني في المستقبل لا اوافق على اي دور اقل تاثيرا من:" حسناء". كما زاد العمل من قدراتي التمثيلية، فبعدما كنت "أبربش بعينيّ"، امام الكاميرا، استطعت السيطرة عليهما،كما سيطرت على درجة علوّ صوتي والفرق بين النبرة الجادة وغير الجادة واشياء اخرى استفدت منها في: "الحصان الأسود".

​​​​​​​بعد دور البطولة في الحصان الاسود هل تشترطين ادوار بطولة في اعمالك المقبلة؟
المخرجون والمنتجون، يعرضون عليّ ومنذ الان، أدوار بطولة مطلقة لرمضان المقبل، ولكنني لا اشعر بأني استطيع القيام بهذه الخطوة حاليا لانني لست جاهزة، ولكن في الفترة المقبلة سيكون تركيزي بشكل أكبر على القصة في المسلسل، وأريد تغيير جلدي تماماً لكي أكون مختلفة تماماً عن:" حسناء"، التي قدمتها في الحصان الاسود.

​​​​​​​​​​​​​​اعتذرت عن فيلم:" "هروب اضطراري"، قبل التصوير، فهل قلقت من غضب احمد السقا واحمد خالد موسى منك، خاصة وانك تعملين معهما في: "الحصان الاسود"؟
لم أفكر قَطّ في هذا الامر، لانني لا أنظر الى الامور بهذه الطريقة ولا أشغل بالى بمن سيتضايق ومن سيكون سعيدأً، لانني أفكر دائما في ما أراه صحيحاً. وما شعرت به، ان فيلم: "هروب اضطراري"، رائع ومهم، الا انني لم أشعر بالدور الذي عُرض عليّ، ووجدته غير مناسب، ولن استطيع اقدم من خلاله شيئا مختلفاً، خصوصاً لانني لا اقدم ادواراً فقط للتواجد والظهور على الشاشة، فالاهم بالنسبة إليّ، ان يكون الدور محوري ويخطف انظار المشاهدين.

​​​​​​​هل وضعت امام عينيك بطولتك لفيلم: "جحيم في الهند"، ولذلك اعتذرت عن: "هروب اضطراري"، لانك لست البطلة فيه؟
هذا كان جزء من تفكيري حينها، لانني أشعر ان الفنان لابد ان تكون خطواته للامام وألّا يبقى في مكانه، وبالتالي شعرت ان دوري في: "هروب اضطراري"، لن يضيف لي شيئاً، ليس فقط بسبب حجم الدور ولكن لعدم وجود تأثير فيه، ومن الممكن أن اكون على صواب او على خطأ، ولكن حين قرأت السيناريو، لم أشعر بالشخصية المعروضة عليّ او بأنه دورٌ محوريٌ.

نذكر ختاماً،أن الفنانة ياسمين صبري، مرتبطة بعمل جديد ولديها جلسات عمل قبل بدء التصوير.