صاحبة المشاعر والأغنيات الرومانسية والصوت الذي يتسلّل إلى قلب وعقل كل من يستمع إليه شيرين عبد الوهاب، افتتحت مهرجانات ضبية الدولية لهذا العام ومزجت بين العاصي والنيل، أهرامات الفراعنة وهياكل بعلبك، لتصنّف بسهرة العمر وإفتتاح لموسم صيف سيكون حافلاً بعد أن كانت البداية معها.

بعد النجاح الكبير الذي حققته مهرجانات ضبية الدولية العام الماضي، تواصل السيّدة كورين الأشقر بتنظيم وإدارة مهرجان ضبية لعام 2017، من خلال تقديم المفاجآت الضخمة لهواة الفن والذوق الغنائي الرفيع، من خلال الأمسيات الغنائية والفنية التي تقيمها هذا الأسبوع في ضبيه – الواجهة البحرية – Water Front City التي تشهد تجمعاً لمختلف الأطياف البشرية والسياح المغتربين من دول قريبة وبعيدة.

حضر الحفل العديد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية، وبدأ عند الساعة التاسعة والنصف مساءً بكلمة من الإعلامية ميراي عيد حيث رحبت بالحضور وتمنت لهم تمضية أوقاتاً سعيدة وبعدها تم عرض "ريبورتاج" ملفت عن ضبيه وتاريخها ومكانتها الراقية الحديثة وأهميتها على صعيد الوطن.

على أنغام "مش عايزة غيرك إنت" دخلت شيرين إلى المسرح ورحبّت بالجمهور اللبناني الذي وصفته بصاحب الذوق الرفيع، وشدّدت على حبّها الكبير لهذا البلد وأنّه الوحيد بعد مصر الذي تعتبره بلدها. وكان لافتاً تواضع شيرين الكبير في الحفل الذي ظهر بالتجاوب مع كل مطالب الجمهور حتى لو لم يكن ضمن برنامج الأغنيات، حيث شعرنا برهبة شيرين للجمهور وتقديرها الكبير لذكائه وذوقه ورغم نجاحاتها الكبيرة في كافة الدول العربية إلاّ أنّها رغبت بكسب ثقة اللبنانيين للمرة الثانية بعد تفوّقها في مهرجانات بعلبك العام الماضي.

شيرين قدّمت العديد من الأغنيات لها خلال الحفل، منها التي صدرت في السنوات الأخيرة كـ "هو ده"، "كده يا قلبي" "مشاعر"، "كلّي ملكك"، بالإضافة إلى أجمل أغنياتها القديمة مثل "جرح تاني" "صبري قليل" "أنا في الغرام" "كتير بنعشق". ورغم أنّها تملك في أرشيفها عشرات الأغنيات الناجحة الأخرى إلاّ أنّها فضلت تكريم جمهورها اللبناني بالغناء لكبار فنانينه ونجومه، حيث قدّمت للسيدة فيروز أغنيتين "بحبك يا لبنان" و "كيفك إنت"، وللعملاق وديع الصافي "عندك بحرية" ولسيدة الغناء ماجدة الرومي كما وصفتها صاحبة "على بالي" غنّت "كلمات"، بالإضافة إلى وائل كفوري و أغنية "يا ضلّي يا روحي".

الفن الإبداعي لا محالة تتمثل ركيزته الأساسية في عدم التكرار، أو لا يجب أن تكون مثل الآخرين. وغالباً حين يوجد هذا الشخص المختلف يكون بمثابة المجنون، وعندما يكون الشخص مبدع فهو يمتلك هذا النوع من الاختلاف، ولذلك الناس دائماً تقول عن المبدعين مجانين. وقيمة الإبداع والجنون معاً هي أن الشخص المبدع يختلف عن الآخرين فيما يفعل، وفي حالة شيرين هي "مجنونة رسمي" كما يرددون في مصر، فمن غيرها سيطلّ على المسرح ويتحدث على الطريقة اللبنانية كما تفعل هي؟ من يجمع غيرها بين الصوت القوي والإحساس المرهف، والعفوية المطلقة وخفة الدم؟.

هكذا هي شيرين، وهذا ما فعلته على المسرح في ضبية، راحت تتصرف بعفوية تامة تُردّد "لو عايزين أغني لبناني، حفضل أغني لوائل كفوري للصبح"، ترد على أحد معجبيها الذي طالبها بالغناء لوائل عند قرار غنائها لراغب علامة "هو راغب كخة ولا إيه؟"، وعندما أرادت أن تتحدث عن الطقس الحار قالت "لو عارفة كدة كنت لبست بنتكور".

أحبت أن تُفاجئ الجمهور بأغنية لبنانية قديمة فغنّت "عندك بحرية" ثم عادت وضحكت لأنّها لا تعرف كلمات الأغنية ووعدتهم أنّها ستعيد تقديمها عندما يحضرون لها كلمات الأغنية وبالفعل، هذا ما فعلته حتى لو استبدلت كلمة "الشرقية" بـ "الشقرية".

شيرين في بيروت الجمهور مازحت الجمهور وضحكت معهم، ثم عادت ونقلت الحضور إلى عالم مليء بالإحساس والرومنسية ومرّت نحو الطرب مع السيدة أم كلثوم والرقص مع أغنياتها السريعة..إنّها المجنونة شيرين عبد الوهاب.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً اضغطهنا