كل الفنانين ينطلقون في طريق الشهرة والأضواء خطوة بخطوة، وربما يحتاجون لسنوات حتى يكتسبوا النجومية إن كان من الجمهور أو حتى الإعلام.

لكن سوزان نجم الدين وحدها بدأت نجمة، وحافظت على نجوميتها حتى باتت اسماً محفوراً بأحرف من ذهب في الدراما السورية أولاً، والعربية ثانياً.

من منا لا يتذكر "لبيبة الشقرق"، هذه الشخصية التي سرقت القلوب في مسلسل: "نهاية رجل شجاع"، وقد أدتها في أول وقوف لها أمام الكاميرا تحت إدارة مخرج كبير هو نجدة أنزور؟ بل مازالت مطبوعة في ذاكرة المشاهدين ولا تزال تسحرهم كلما أعيد بث هذا المسلسل، حيث أبدعت، وهو العمل الذي أطلقها إلى النجومية بسرعة قياسية ورسخها كممثلة للأدوار الصعبة والمركبة والجريئة، لتقدم لنا أهم الأعمال التي أثرت في الدراما السورية كـ"الثريا" و"نهاية رجل شجاع" و"الكواسر" و"خان الحرير" و"ملوك الطوائف" و"الظاهر بيبرس" و"فرصة العمر" و"حنين" و"الهاربة" و"شجرة الدر" و"زوج الست".

ولأنها تؤمن بالنوع وليس بالكمّ كعادتها، فقد اختارت نجم الدين هذا العام، الظهور بعمل سوري واحد بشخصية "روز" في مسلسل "شوق"، لتكون البطلة الأولى بإحساسها العالي وثقافتها الواسعة وأدائها المميز ومصداقيتها الاستثنائية، وبكثير من الحب والعطاء.

ورغم أن مشاهدها لم تكن الأكبر، إلا أنها سرقت الأضواء بشخصية لعبتها بإتقان وحرفية كبيرين، جعلت المشاهد يعيش معها ويصدق معاناتها، فكان دورها الأهم والأبرز في العمل، علماً أنها مرت بأسوأ الظروف النفسية والجسدية لتعيش جزءاً كبيراً من المعاناة الحقيقية التي عاشتها السبايا المخطوفات لدى "داعش"، لتثبت مجدداً أنها موهبة خاصة جداً ومتفردة.

"روز"، طبيبة نسائية وناشطة ميدانية تُخطف أثناء توزيع المعونات، لتعيش مأساة إنسانية عميقة وتقوم بفعل استثنائي يغيّر مجرى حياتها، فتكون المرة الأولى في الدراما العربية التي نعيش فيها تفاصيل حدثت حقيقة في الواقع. وفي الوقت نفسه تعيش علاقة استثنائية وحباً نادراً لم يزعزعه اختلاف الآراء.