إعلامي متميز إستطاع أن يُخرِج نفسَه من الدائرة التقليدية للإعلام المصري والتي تحاكي الأوضاع الداخلية فقط، ويُقدم برنامجاً يهتم بالشأن العربي ويسير من خلاله عكس التيار ليكون متميزاً ومختلفاً عن الآخرين، فهو يسعى بهذا البرنامج للعالمية وخاصة بعد حديث وكالات أنباء عالمية عن تغطياته الإخبارية المتميزة وتواجده بأماكن الصراع العربي الأخطر بالمنطقة العربية، وعلى الرغم من تعرضه لهجمات وإطلاق نار، إلا أنه يقول إن النجاح والتميز لا يأتي إلا بالمجازفة.

. هو الإعلامي يوسف الحسيني الذي يتحدث لـ"الفن" عن توجهه لإنتاج الأفلام الوثائقية ويكشف حقيقة إنتاجه لفيلم سينمائي عالمي وتفاصيل أخرى كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية.. ما الذي دفعك للتوجه لتقديم برنامج مُختص بالشؤون العربية والخارجية؟
هناك كم كبير من البرامج في مصر والتي تتحدث فقط عن الشأن الداخلي من دون إلقاء نظرة على ما يحدث في الدول العربية وعلاقتها بمصر وهذا الأمر بالنسبة لي زحامٌ شديد في نوعية ما يتم تقديمه على الساحة الإعلامية، وأنا لا أحب الإزدحام الإعلامي بمنطقة معينة وأفضل أن يكون لي خط معين، لذا إخترت تقديم برنامج "بتوقيت القاهرة" والذي يتحدث عن الشأن العربي لربط العلاقات العربية والوضع الدولي وما إلى ذلك من أمور.

ولكن الجمهور أصبح يكره مشاهدة البرامج السياسية ويتوجه للترفيه، فكيف خرجت عن الإطار العام إعتبارا من هذه النقطة؟على الرغم من أن الحديث في برنامج "بتوقيت القاهرة" أيضا سياسي إلا أن هناك أموراً مختلفة كليا عن كل ما يتم تقديمه من البرامج الاخرى، فنحن نُقدم برنامجاً يهتم بالشأن العربي ونتواجد في قلب الحدث، فالإبتعاد عن جو الأخبار المقصوصة كان أسمى هدف والتواجد في مكان الحدث ومنطقة الصراع هي أهم أهداف البرنامج.

لذلك.. فأنت لم تستعن بإرسال مراسل لتغطية الأحداث خارج مصر وقررت القيام بالمهمة بنفسك؟
هذا صحيح والحمد لله كل ما نفعله في برامج "بتوقيت القاهرة" يلاقي صدى كبيراً للغاية من الجمهور العربي وكذلك الأجنبي، وخاصة أن البرنامج لاقى أصداء إيجابية على وكالات الأنباء العربية والأجنبية، فنحن ندخل مكان الحدث ونقوم بتغطيته، فلقد دخلنا إلى سوريا والأردن وعدة دول أخرى قمنا بعمل تغطية خاصة من مكان الحدث والصراع.

ألم تخشى من خطورة تواجدك بمكان الأحداث الملتهبة؟
لا أنكر أن الأمر صعب وخطير عليّ أنا كمذيع أن أتواجد بمكان الصراع والحدث نفسه أكثر من حضور أي مراسل بنفسه، لأنني مذيع وحامل لوجهة نظر قد لا تعجب الكثير من الجماعات والأحزاب، وبالتالي فما ذكرته لك يجعلني عرضة للخطر ولكن لا شيء في الدنيا يأتي بسهولة، والمكاسب لا تُجنى إلا بالألم والمشقة.

تقول إن هناك وكالات عربية وأجنبية مهتمة ببرنامجك "بتوقيت القاهرة".. فهل ترى أنه سيكون بوابة العالمية بالنسبة للإعلام المصري؟
أتمنى أن يكون برنامجي بوابة للعالمية وأن يكون لنا دور في خريطة الإعلام في العالم، وانا أقوم بكل ما لدي من مجهود أنا وفريق البرنامج والنجاح هو من عند الله، ولكن ما حققه البرنامج من أصداء طيبة شجعني للغاية على إستكمال الطريق الذي بدأته.

بداية تواجدك بأماكن الصراع كانت من سوريا وليبيا وهما أصعب منطقتين مُشتعلتين في الوقت الحالي، لماذا كل هذه المخاطرة والبداية الصعبة؟
سوريا وليبيا هما بالفعل أكثر دولتين بهما صراع وأحداث في الوقت الحالي وكان من الضروري التركيز عليهما، وعلى الرغم من معرفتي بأن سوريا وخاصة "حلب" هي أخطر مكان على الصحافة إلا أن هذا الأمر لم يقلقني بل جعلني أتحمس أكثر للذهاب لهذه المنطقة وتغطية الأحداث بها، وكما ذكرت لك لا يوجد نجاح كبير من دون مخاطرة.

وهل هناك أماكن تسعى لزيارتها خلال الفترة المقبلة؟
اسعى لزيارة كل مناطق العالم وتغطية الأحداث بها، فأنا أتمنى منذ بدايتي في الإعلام دخول فلسطين والقدس الشريفة ولكني أعتبر هذا الأمر مشروع مؤجلاً لحين إسترداد الأراضي الشريفة، كذلك أسعى لزيارة أفريقيا وما يحدث بها من جوع وفقر وكذلك أفغانستان وباكستان واليمن والعراق وكل الدول وكذلك في أوروبا.

وهل صحيح أنك تعرضت لهجمات وإطلاق نار خلال تواجدك في ليبيا؟
هذا حدث بالفعل وإطلاق النار علينا إستمر لدقائق طويلة وقمنا بالفعل بتصوير هذه اللقطات، والحمد لله تم توفير الحماية لنا من قبل الجيش في ليبيا.

خضت تجربة إنتاج الافلام الوثائقية.. فما الذي دفعك لذلك؟
هناك متعة شديدة بالنسبة لي فإنتاج وتقديم الأفلام الوثائقية وخاصة أن الرغبة الأساسية لدخول هذا المجال هي تقديم أعمال بنفس مستوى الأفلام الوثائقية التي يتم تقديمها في أوروبا بجو إحترافي عالي الدقة، ولكن لا أُنكر أن الأمر مرهق للغاية من ناحية المجهود والماديات.

وهل صحيح أنك تستعد لتقديم فيلم سينمائي خلال الفترة المقبلة؟
هذا حقيقي وتم رصد ميزانية ضخمة للغاية لهذا العمل، ولكن الأمر محل التحضير ولا مناقشة في الوقت الحالي، لذا لا أريد الكشف عن اية تفاصيل تخص هذا العمل في الوقت الحالي، ولكن ما أريد أن اقوله هو أنني أُقدم من خلال هذا الفيلم تجربة سينمائية عالمية وأسعى أن يتم عرضها في كافة المهرجانات السينمائية العالمية، والقصة والمحور الاساسي للفيلم هي مصر.

وفي النهاية.. كيف ترى أوضاع ماسبيرو في الوقت الحالي؟
أتمنى أن يعود ماسبيرو لمكانته من جديد وخاصة أنه يحتوي على كوادر مهمة للغاية، ولا أحب أن تصل حالته للتدهور لأنه أكبر وأهم تلفزيون في الوطن العربي، ولا ننسى أن ماسبيرو قدم الكثير من البرامج والأعمال التي مازالت تعيش بيننا إلى الآن، والموضوع يحتاج لأحد يُعيد له البريق من جديد لأن ماسبيرو يستحق ذلك.