إسم من ذهب حفرته الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم في عالم الدراما العربية، لتصبح من الإسماء الأكثر طلباً لدى المشاهدين في الوطن العربي، وتكسب جماهيرية أدخلتها المرتبة الأولى في الترند العالمي بعد حلولها ضيفةً على برنامج "مجموعة إنسان".


في "الهيبة" نادين وصلت إلى قمّة الإبداع في تشخيص "عليا" للجمهور، وكانت رسول الإتصال والتواصل بين الشخصية والمشاهدين على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم، لتصبح "عليا" الشاغل الأكبر للناس وللشباب العربي.
يُذكرنا أداء نادين أمام الكاميرا بمقولة مأثورة تفيد أنّ الفعل السليم يعتمد تماماً على الإحساس السليم، تُمسك بالشخصية وتدخلها إلى ثنايا العقل والوجدان، لا تمثّل الشخصية بل تكونها بعد أن تبخّرت نجيم فور سماعها لكلمة And Action. أمام الكاميرا لا مكان للتمثيل بل للإحساس كعازف تشيللو بارع يخلق المتعة ويصل بها إلى مرحلة السحر.
على عكس العديد من الممثلات، لا تعتمد نادين على الـ Over Acting، وتلعب شخصية "عليا" التي يعتقدها البعض أن أداءها بسيط وسهل وهي من أصعب الشخصيات، حيث وجب أن يتوافر فيها الإحساس وقوة التركيز للأفكار وقوة التذكر للحركة الجسمانية، فعاشت نجيم في الدور وتسلّلت تحت جلد الشخصية، وتمكنت من إيجاد العلاقات الذهنية ومنطقية الإحساس والقدرة على التحليل النفسي.
كانت نادين أم جبل ورأسه كما يعني إسم "عليا" في العمل، وبلا تكلف شكلّت هيبتها الخاصة متنقلة من حالة الى اخرى بسلاسة تامة. لا مبالغة في مشاهد الزوجة التي اعتادت على واقعها الجديد ولا في دور الام التي وجدت نفسها ضحية ومضحية في سبيل ابنها فأظهرت بأدائها حنكة نص هوزان عكو وبراعة المخرج سامر البرقاوي وسخاء شركة "صادق الصبّاح".

مشهدان أبدعت فيهما نادين نجيم في العمل وكانا من أصعب المشاهد في "الهيبة"، الأول عندما أخذ منها إبنها وراحت تهدّد عائلة "شيخ الجبل". أخرجت في هذا المشهد لوعة كلّ أم تُجبر على الإبتعاد عن أولادها. ومشهد آخر كان في الحلقة 26 وهو المواجهة بينها وبين "جبل" شكلّ حالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتم تداوله بشكل كبير عبر هذه المواقع لما حملته من عمق في الإحساس الهادئ والطبيعي.
مخطئ من يظن ان دور عليا كان قليلا على نادين نسيب نجيم. فكانت ومازلت رقما صعبا وهذا ما تؤكده تعليقات الجمهور عبر مواقع التواصل الإجتماعي من الجنسين، كيف لا وهي التي تختزن هيبة في الشكل والمضمون كفيلة بدخولها الى كل بيت... وكل قلب.