سنوات طويلة حملت معها مسيرة مليئة بالإبداع الفني لسيدة الشاشة اللبنانية رولا حمادة.

بداية نجوميتها كانت مع "العاصفة تهب مرتين"، الذي يُعرض لغاية اليوم على الشاشات اللبنانية مروراً بـ "نساء في العاصفة"، "فاميليا"، "فارس الأحلام"، "جذور" وصولاً إلى "وأشرقت الشمس"، "الشقيقتان" واليوم تدخل المنافسة الدرامية بـ "ورد جوري".

لم تخذلنا يوماً رولا بدور أو عمل تُشارك فيه، وقامت بنقلة نوعية لدور الأم بمشاركة أبرز الكتّاب اللبنانيين، فبعد أن كان يلقى الضوء على علاقتها بأولادها فقط، أصبحت المرأة العاشقة والتي لها حياتها الخاصة. مبدعة في التمثيل، تعلم جيدًا كيف تتقن أدوارها، مع رولا حمادة كان هذا اللقاء:

دعينا نتكلم عن مسلسل ورد جوري على ماذا يسلّط الضوء؟

المسلسل يشعر المشاهد بالحزن لأنه يشبه مجتمعنا، والفكرة التي ركّز عليها أنه طرح وجهة نظر الحالة التي يعيشها المغتصب وأهله، فدائماً كنا نعرف ماذا سيحصل مع المغتصبة وأهلها والناس كلهم سيتعاطفون معها بالتأكيد، لكن المغتصب وأهله هم أيضاً ضحية لناس آخرين، ودور إبني "المغتصب"، مركّب بطريقة تظهره على أنه ضعيف ومحتدّ دائماً ولا يعرف المبادرة.

ماذا عن الشاب الذي يلعب دور إبنك؟

المشكلة أن الجمهور غير مثقّف تمثيلياً، فالشاب الذي يجسّد دور إبني في المسلسل، هذا أول دور تمثيلي له على الشاشة، ويلعب دورا صعبا جداً ودوره أصعب من دور ستيفاني عطالله "المغتصبة"، فهو أخذ الطريق الصعب.

كنت دائماً تجسدين دور الأم المقهورة وتؤديه بقوة، فيما في "ورد جوري"، نجدك تؤدين دور الأم الضعيفة والعاشقة المقهورة..

بالمبدأ كل أم مقهورة بمشاكلها اليومية ومشاكل أولادها، وتأتيني فرص للتنويع بأدواري، فسابقاً كانت كل المسلسلات تعطي صورة واحدة عن دور الأم، أما الان ،فالكاتبات وشكري أنيس فاخوري ،"كي نعطي الحق للجميع"، قاموا "بنفض" أدوار النساء وجددوا دور المرأة في المسلسلات.

قصص الغرام في المسلسلات من منى طايع في "أشرقت الشمس" وكلوديا مرشليان، الى شكري أنيس فاخوري في"العاصفة تهب مرتين" و"نساء في العاصفة" و" أعطوا دور الأم العاشقة أيضاً..

نعم صحيح، لقد أغنوا شخصية المرأة وهي في النهاية إنسانة ولديها أحاسيس أيضاً، قبل ذلك كان دور الأم يتبع القصة الأساسية والتي هي تتمحور حول البنت أو الإبن، لكن الان أصبح للمرأة قصتها الخاصة وكل شخصية لديها قصتها وعلاقتها بالمجتمع الذي نعيش فيه والذي يتماهى مع الأعمال الفنية وهو خليط، ونرى قصصا مختلفة في كل الأعمال التي تعرض بغض النظر عمّا إذا كانت جيدة أم لا.

دائماً كنت تجسدين دور المرأة القوية حتى ولو كانت "معترة" أو "فقيرة"، لكن في ورد جوري، انتقدك البعض لتجسيدك دور المرأة الضعيفة والبسيطة.....

هذا أجمل إطراء وصلني وسعيدة بهذا الكلام، لأنني ركزت على هذه الشخصية التي كتبتها كلوديا مرشليان، وكنت حريصة على أن لا أظهر أي قوة في شخصيتها، فهي ضعيفة وتخسر كل شيء، ووقعت في مصيبة وأنها تدور في فلك إبنها وحبيبها ففي كل مشهد كنت أقول في نفسي "ميرنا" توترني، لأنها هي الضحية في المسلسل، ومن خلال هذه الشخصية أردت أن أتكلّم عن الأشخاص الضائعين.

اعتاد المشاهد، أن يقدم ممثله المفضّل الشخصية ذاتها، لكن في "ورد جوري" ظهرت بدور مختلف؟

أنا لا أعمل من أجل متعة المشاهد بل لمتعتي، وبشخصية "ميرنا" ،أخدم الشخصية ولا أخدم صورة رولا بعين المشاهد.

أنت وعمار شلق ،هل ستبقيان مغرومين ببعضكما لآخر حلقة بالمسلسل؟

أنت تحاولين إستدراجي بهذا السؤال.. لا أعرف.. عمار رائع وشريك فعلي وكريم بعطائه لشريكه الممثل، ودائماً موجود بالصمت كما بالكلام وبالإحساس و الإنفعال، لا يترك شيئاً ليفاجئك، يعطيك بكرم كي تتألقي وهو يتألق أيضاً، وهذا يجب أن نفهمه ونعرفه.

ما رأيك بنادين الراسي؟

من أجمل أدوراها في مسلسل "ورد جوري".

وستيفاني عطالله؟

جيدة وموهوبة وأتوقع لها مستقبلاً، وطبعاً كأول مرة على الشاشة هناك بعض الأشياء عليها الإنتباه اليها والعمل أكثر.

هل تتابعين مسلسلات في رمضان؟

نعم أشاهد مسلسل كراميل، "مهضوم وبشيل الهم عن القلب"، وماغي بو غصن موفّقة بدورها فيه وليست متصنعة، وأحب طلال الجردي، وفأجأتني مي صايغ التي تظهر لأول مرة بهذا الدور.

شيء جميل حديثك عن مسلسل آخر بهذه الطريقة؟

ولم لا؟.. من الضروري أن ندعم بعضنا كممثلين، نتنافس لنتكامل لا لندمر بعضنا.

نجحت أنت وعمار شلق في المسرح، هل ستجتمعان بعمل جديد؟

لدي مسرحية ،لكن ،هل هناك مسرح؟!، لأن مسرح مونو لم يعد يستقبل الحجوزات بسبب أعمال الصيانة، وباقي المسارح مغلقة "كثر خير الله"، ولا أعرف ان كنت سأعرض المسرحية هذا العام،"وعمار موجود ومش موجود معي ،ولا أعرف بعد الشخصيات التي ستشارك في المسرحية".

وهل لديك أي مسلسل قريباً؟

أقوم بقراءة مسلسل، ولا أعلم ما إذا كان سيتم الإتفاق، لأنني إخترت دوراً وهم أعطوني دوراً آخر، ولا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله الان قبل الإتفاق، اذ يمكن ألّا يدفعوا ولا يحصل الإتفاق.

نتمنى لك التوفيق دائما ونتابع أعمالك بإستمرار..

شكرا لك هلا.