هي أشبه بذكرى وطنية لمن احتضن الوطن بأنس جمل موسيقية توهجت القا وعراقة في العالم اجمع.

وكيف لا وهو الذي تشبع ابداعا ليصبح ذاك الوجه الخالد في تاريخ الموسيقى اللبنانية والعربية.

عاصي الرحباني الاسطورة الخالدة الحية في مكتباتنا العربية والعالمية. لن نحيي ذكرى رحيلك وفق الطقوس المتعارف عليها ارضيا فأنت ممن لا يرحل لنعيد ذكرى الرحيل فلأمثالك نضيء شموع الفرح ابتهاجا ان عظيما مثلك مر من هنا من وطن هتك فيه الاسفاف ضنى الابداع والزمن الجميل.

ماذا لو قدر لعاصي ان يبقى على قيد الحياة حتى اليوم؟ ماذا كان ليقول في هذا الزمن الرديء سياسيا وفنيا واجتماعيا وهو عاين وعالج كل المشاعر وطباعنا البشرية التي قولبها في نوتات حتى تحولت إلى جمل موسيقية راقصت امانينا واغانينا واعادت إلينا ذكريات الماضي والحاضر القاتم والمستقبل الضبابي.

كيف لنا ان ننسى ذاك التاريخ النابض بالواقع المعاش... اهو "طريق النحل" في مسرحيّة "ناطورة المفاتيح" ذاك النمط الشرقي المطور ام "يا حلو" و "يا طير" و "حبّيتك بالصيف" و "سنرجع يوماً". تلك الاغنيات البديعة التي توجج فينا عطر النوستالجيا على وتد الحزن النابعة من جمالية التوزيع والاداء الفيروزي.