ليس هُناك إنكار في أن هناك مسؤولية ومخاطرة كبيرة في إسناد بيتر ميمي مخرج مسلسل "كلبش" مسؤولية تقديم شخصية غريبة وصعبة وغامضة مثل "زناتي" أمن الشرطة في المسلسل للمطرب "دياب"، ولكنه يستحق هذه الثقة الكبيرة بأدائه الرائع وكأنه يعزف على جيتار أوتاره الكره والحقد والإجرام والوصولية ورغباته الدفينة في أن يُصبح له مكان في الدنيا بعد ظروف طفولته الصعبة وتربيته مع زوج أمه، فسيكولوجية شخصية "زناتي" صحيحة ومن الطبيعي أن تكون كل هذه المشاعر موجودة بداخله حتى دون أن يقوم المخرج بعمل "فلاش باك" لمرحلة طفولته الصعبة بل أن الصورة إتضحت كاملة في مشهده مع زوجته.

وقد أثبت دياب بأدائه غير العادي بمسلسل "كلبش" وتجاهل فكرة أنه مطرب في الاساس والإبتعاد عن السحية في إختيار أدواره بأن ولادته على ساحة التمثيل كانت سهلة بتحقيق النجاح والتأثير في الناس وصعبة بعد سنوات من الحضور على الساحة على صعيد الغناء فقط، فالصراع الاساسي داخل مسلسل "كلبش" هو بين بطل العمل أمير كرارة ودياب.. فمن سيكسب فيهما الرهان؟... الحقيقة أن الرهان محسوم لصالح النجمين ولمخرج العمل بيتر ميمي الذي إختار توظيف كل ممثل في مكانه وبترتيب مُتقن للغاية، لذا وجب علينا أن نقول "برافو" لدياب، ولكن المسؤولية الأكبر عليه في التحدي بينه وبين نفسه على إحداث صدمة للجمهور في أعماله المقبلة مثل التي أحدثها بدوره في "كلبش".