ممثلة سورية شابة، صغيرة في عمرها وكبيرة في مسيرتها الفنية، وجميلة في شكلها حتى جذبت عيونها الملونة كل من رآها.


نجحت في سنوات قليلة باعتلاء منصات النجومية بعد مشاركاتها في الكثير من الأعمال المهمة، منها "بانتظار الياسمين" و"عناية مشددة" و"صدر الباز" و"أيام لا تنسى" و"أهل الغرام" ومؤخراً "الهيبة" و"غرابيب سود" و"شوق".
ورغم أنها درست في قسم السينوغرافيا في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أنها اقتحمت عالم التمثيل من الباب الواسع.
روزينا لاذقاني حلت ضيفة على موقع "الفن" وكان الحوار التالي:

بدأت موسمك بالمشاركة في مسلسل "شوق"، ما رأيك بأصداء عرضه قبل رمضان؟
أديت في المسلسل شخصية "سلاف" ابنة العائلة الرئيسية التي تدور حولها الأحداث، وهي طالبة جامعية تعاني كباقي بنات جيلها من الظروف الصعبة التي تمر فيها البلد، فتعيش حالة ضياع وكأنها بلا هدف، ما يجعلها تتمسك بأي بصيص أمل كي تجد لنفسها فسحة صغيرة من الفرح.
وشعرتُ بالدهشة من الكم الكبير من الرسائل والإطراءات الإيجابية، ولم أكن أتوقع أن يحصل العمل على كل هذا الصدى كونه عرض خارج الموسم الرمضاني وعلى قناة مشفرة.
كما أن لمسلسل "شوق" معزة خاصة كوني افتتحت موسمي به، وهو بمثابة "بشرة خير" بغض النظر عن آراء الناس إن كانت سلبية أم إيجابية.

"شوق" أول تعاون لك مع المخرجة رشا شربتجي كيف تصفين هذه التجربة؟
هي مخرجة تعمل على تفاصيل التفاصيل، وتتعامل مع إدارة الممثل بطريقة صحيحة، وتعير انتباهها إلى "رفة العين"، وعلى الصعيد الشخصي سعدتُ كثيراً بالعمل معها.

أيضاً شاركتِ بعدة حلقات من مسلسل "شبابيك"؟
شاركت بثلاث لوحات، واحدة بدور بطولة واثنتين مشاركة، وقد أحببت فكرة وقصة العمل لأنها قريبة منا جميعاً ومن المجتمع وبعيدة عن الحرب والحزن، ولا أعلم مدى حداثتها لكني أرى أننا بحاجة لمثل هذا الأعمال.
العمل يقدم مادة جميلة وحساسة وخفيفة وثقيلة في الوقت ذاته، ويتحدث عن الحب والعلاقات الإنسانية، كما أن احتواء كل حلقة على نفس الاسمين "عماد" و"رهف" يخلق فضولاً لدى المشاهد للتعرف عليهما في الحلقات القادمة.
"شبابيك" مشروع محبب تعرفت من خلاله على مخرج مهم وهو الأستاذ سامر برقاوي، وهو إنسان مريح وطاقته إيجابية وجميلة، ويدرك تماماً ما يريد، وهذا الأمر مهم لي شخصياً ومهنياً.

وقفت أمام المخرج نفسه في "الهيبة".
"شبابيك" منحني فرصة المشاركة بمسلسل "الهيبة"، ولعبت فيه شخصية جميلة وهي "منى" الفتاة التي تتعرض لممارسات القمع والتهميش من عائلتها، الأمر الذي يولد اضطرابات بعلاقاتها العائلية، وخاصة مع والدتها القوية والمتجبرة التي تفتقد لحنانها.
دوري كبير ما يقارب 150 مشهدا، وهو أمر صعب حمّلني مسؤولية كبيرة، خاصة وأنني وقفت أمام قامات كبيرة، ووقفت للمرة الثانية أمام القديرة منى واصف بعد "شوق"، فحاولت أن ألعب على النقاط المشتركة بين شخصيتي العملين وإظهارهما بطريقة مختلفة.

تطلين عبر مسلسل "غرابيب سود" حدثينا عنه.
يتناول العمل ممارسات تنظيم داعش في سوريا، وأول ما وصلني النص وبدأت بقراءته لم أتمكن من المتابعة، لأنه موجع جداً كونه يتحدث عن واقع سوريا، والموضوع حساس جداً كونه يتعلق ببلدي وأولاده، ورغم أننا جميعاً أصبحنا نعرف ممارسات تنظيم داعش الإرهابي وماهيته، إلا أنه لا يمكننا التعامل باستسهال مع هذه المواضيع ولا الاستخفاف بمشاعر الناس.
ألعب فيه شخصية "حفصة" الفتاة المهجرة التي تقطن مع شقيقها الصغير في أحد المخيمات بعد أن خسرت باقي أفراد عائلتها بالحرب، هدفها الأول في الحياة رعاية شقيقها والعطف عليه إلى أن تفقده هو الآخر.
ولا أتمكن من وصف شعوري لأن الدور أخذ مني الكثير باعتباره يتحدث عن مليون فتاة سورية، وكل الشكر للمخرج عادل أديب الذي ساعدني على تأدية دوري بالشكل الصحيح.

ألم تتخوفي من المشاركة بعمل يسلط الضوء على ممارسات تنظيم داعش؟
ربما يبدو كلامي مبالغا فيه أو يحتوي على وطنيات، لكني سأقول الصراحة إني لم أتخوف أبداً، فأنا ممثلة وإن لم أوافق على تجسيد هذه الشخصية انطلاقاً من خوفي على نفسي فما نقوله عن الجندي الذي يحمل دمه على كفه ويخاطر من أجل سلامتنا؟، "أساساً عيب قارن حالي فيه".
سلامة سوريا أهم من أي شيء آخر بعض النظر عن رأيي وموقفي السياسي، على العكس اعتبرتُ العمل فرصة كي أسلط الضوء على هذا الموضوع حتى لو عرّضتُ حياتي للخطر، وحتى المسلسلات التي تسلط الضوء على الوجع السوري لن تتمكن من ملامسة الحقيقة بالكامل، لأن هناك ناس يعيشون فعلاً في ظل هذا الواقع، أما نحن فنقوم بأداء دورنا ونعود بعدها إلى منازلنا وحياتنا الطبيعية.

من الملفت اختياراتك الدقيقة والانتقائية هذا العام.
أعتبر نفسي محظوظة هذا العام، لأني اتخذت قراراً منذ بداية الموسم بأن لا أعمل بشكل عشوائي، لذا فكرت بعناية بانتقاءاتي.
في بعض الأحيان من الممكن أن تسقط بعض الأمور منا سهواً ونضطر للمشاركة بأعمال غير مقتنعين فيها نتيجة ظروف معينة، لكني الحمد لله راضية تماماً هذا العام عن الأعمال التي شاركت بها، والتزمت بالمخطط الذي رسمته لنفسي.

​​​​​​​درست السينوغرافيا لكنك توجهت للتمثيل، لماذا لم تدرسي التمثيل أصلاً؟
لا ارغب أن يقال عني إني درستُ التمثيل، ولا أحب الكذب بهذا الموضوع ولا التعدي على فرصة أحد، صحيح أن دراستي تتضمن بعض النقاط المشتركة مع قسم التمثيل لكني لم أدخل هذا القسم لظروف معينة، لكن التمثيل يبقى رغبتي الأولى والأخيرة والقديمة والحديثة.
دخلت قسم السينوغرافيا لأنه يشبهني، باعتباري أحب الفن والرسم وحالة الخلق المشابهة لحالة خلق كاركتر أو شخصية.

هل يعني أن عائلتك رفضت دراستك التمثيل؟
لولا عائلتي ما كنت وصلت لما أنا عليه اليوم، فمع كل القيود التي يفرضها المجتمع، وتحديداً كوني ابنة مدينة محافظة، وقف أهلي إلى جانبي وقدّموا لي الدعم وتحديداً والدي، وأنا مطمئنة لأنهم إلى جانبي.

كيفِ توجهت للتمثيل؟
دخلت التمثيل بمحض الصدفة، كنا في جلسة أصدقاء وطلبَ مني أحدهم المشاركة بفيلم قصير من إخراجه، فقلت بأنها فرصة كي أختبر نفسي وإمكانياتي، وكي أتأكد بأن رغبتي في التمثيل ليست وهمية، وبعدها أتخذ قراري بالمتابعة أو التوقف، لأن المهنة تكشف الناجح من الفاشل، وفي حال لم أنجح بهذه التجربة حتماً كنت سأعزل عن الفكرة لأني لا أحترم الشخص الفاشل الذي يتابع بمهنته.

​​​​​​​هل من الممكن أن تفكري بدراسة التمثيل؟
لا أبداً، فمنذ بداية دخولي لمجال التمثيل بحثت عن نقاط ضعفي وعملتُ على تطويرها بمساعدة أساتذة من المعهد العالي، كذلك المواد التي تدرّس ضمنه وأنا لا أعرفها.
لن يتمكن الإنسان من التطور إن لم يجتهد كي يظهر بصورة مقبولة على الأقل.

قلت بأنك تلقيت تدريبات للصوت..هل تفكري بخوض تجربة الغناء؟
نعم أفكر بالغناء ضمن عمل درامي، بحيث أوظف الغناء بالتمثيل لكني لا أفكر أن أصبح مغنية، لأني أرى أنه من الضروري أن يتقن الممثل جميع الأمور (غناء.. تمثيل.. رقص.. لهجات.. لغات) وأن يكون قادراً على أداء جميع الكركترات، وأعتقد أن الدراما تشهد توسعاً وتنوعاً بالمواضيع المطروحة، وعلى الممثل أن يتقن كل الأمور، ومن غير المعقول أن أؤدي دور مغنية من دون الخضوع لجلسات تدريب حتى لو تواجدت الخامة الجميلة.

هل هذا سببه قلة ثقتك بنفسك؟
لا أبداً وإنما طموح للأفضل، وهو ليس بتواضع كاذب ولا قلة ثقة بالنفس، على العكس ثقتي بنفسي وإرادتي قويتين، ولو لم أكن كذلك لما وصلت للدرجة الأولى، وكنتُ هُزمت منذ زمن طويل، كما أني أؤمن بفكرة أن الله يعطي الشخص على حسب نيته، وعندما أرى أنني لن أقدم شيئاً لهذه المهنة سأحترم نفسي وأنسحب بكل بساطة.

​​​​​​​صنفتِ أنك واحدة من أجمل الممثلات السوريات الشابات، ما ردك؟
هذا الكلام يسعدني بكل تأكيد، وأي فتاة ستفرح إن سمعت ذلك.

هل ساعدك جمالك بدخول مجال التمثيل؟
لا أستطيع نكران ذلك، واليوم عندما أشاهد أعمالي السابقة أنتقدها لأنني كنت لا أفقه شيئاً، لكني بالعموم أحب الأشخاص الأذكياء بالحياة.
وكوني فتاة سأقول إنني أحب الفتاة الذكية وأكره البلهاء التي تتكل على مظهرها وعلاقاتها، هذه النوعية من الأشخاص لا أحترمها.
المشاهد يتقبل الفتاة الجميلة لفترة قصيرة لكنه سيمل منها فيما بعد، ويبدأ بالبحث عن الأداء الجيد، والممثل الجيد هو من يستوقف المشاهد، وهناك الكثير من الممثلين المحترفين الذين يستوقفون المشاهد بحيث ينتقل معهم إلى أي محطة رغم أنهم غير جميلين.
صحيح أن شكلي جميل الحمد لله، لكن إلى هنا تنتهي مهمة الشكل الخارجي والجمال، مظهري كان واسطتي وساعدني لدخول المهنة.
والمخرج الذي يستقطبني لعمل معين انطلاقاً من جمالي فقط، سيقدم لي دوراً صغيراً، وهو دور الفتاة الجميلة وسأؤطر ضمن هذا النطاق، وسيتم استبعادي عن الأدوار التي تتطلب أداء ممثل.

​​​​​​​​​​​​​​أتعتبرين نفسك اجتماعية بالوسط الفني؟
أعتبر نفسي انطوائية أكثر من كوني اجتماعية، لكني أحب الناس وحتى من لا يحبني ومن يتمنى لي الشر، وليس لديّ أي مشكلة مع أحد.

ما السر أنك أصبحت معروفة بوقت قصير؟
تفردي بخط جديد رسمته منذ بداية مشواري لا يشبه غيري سواء بطريقة حياتي الخاصة أو المهنية، بالطبع هناك ممثلات أجمل وأفضل مني لكني مقتنعة بنفسي هكذا.

هل رسمتِ لنفسك خطاً منفرداً بالشكل أيضاً؟
لستُ مع عمليات التجميل لنفسي لكني لستُ ضدها للآخرين، فإذا التجأ شخص لها كي يبدو أجمل نفسياً وبالمظهر الخارجي فأشجعه على ذلك.
وبغض النظر إن كنتُ بحاجة للتجميل أم لا، فإني راسمة شخصيتي المختلفة، وفي حال خضعت للتجميل سأشبه غيري وسأنحصر بنمط معين من الأدوار وربما لم يعد باستطاعتي أداء دور الفتاة الفقيرة أو المهمشة، ولهذا السبب أنا ضده لي.

من هو عرابك بالفن وبالحياة؟
لا أحد.. دائماً أنطلق من نفسي.

​​​​​​​لماذا تحجبين حياتك الشخصية عن الأضواء؟
الأمر يتعلق بطبيعتي وليس للمهنة علاقة، فحياتي لي وأفضّل أن أخص الناس بالأمور التي أرى بأنه من الضروري أن يعرفونها.
وأحيانا أخص الجمهور بأمور لا أفضّل كشفها للعلن لكن محبتهم تفرض عليّ ذلك، وخاصة الأشخاص الذين يحبون التعرف على أخباري باستمرار، وأتواصل معهم لأن هذا واجبي تجاه المحبين الذين يعطونني من وقتهم وعليّ أن أرد لهم ذلك.

هناك شائعة عن ارتباطك بقصة حب مع أحد الفنانين ما صحة هذا الخبر؟
رغم أني لا أحب تسليط الضوء على حياتي الخاصة، لكن ليس لديّ مشكلة بالإعلان عن ارتباطي بشخص والخروج معه والتقاط الصور، بغض النظر عن نظرة الناس لهذا الموضوع، فأنا لا أقوم بأي فعل خاطئ، لأن الارتباط والحب حق لكل إنسان.
ليس هناك أجمل من الحب والارتباط، وأن يعيش الإنسان مشاعر جميلة مع شخص يكن له مشاعر الحب، وأتمنى أن أعيش هذه المشاعر بالوقت الحالي لأني بحاجة إليها.. ولو كنت مرتبطة لصرحتُ بذلك ولن أخبئ الموضوع.

غبتِ عن حفل جوائز "نجوم درامانا" ما السبب؟
لم يدعني أحد لحضور الحفل ولم أسمع بالتكريم إلا بعد عدة أيام من انتهائه، وحتى لو دعيتُ ما كنتُ استطعت الحضور لأني كنت أصور مشاهدي في مسلسل الهيبة في بيروت.

هل الجوائز مهمة بالنسبة لك؟
لا تعني لي، وليست معيار نجاح أو فشل، وللأسف نحن نعيش حالة فوضى في الدراما السورية.
أنا لا أجتهد بعملي كي أحصل على جائزة أو تكريم، بالعكس ما يسعدني هو الآراء الإيجابية من الجمهور، وبرأيي هي أهم من الجوائز.

مؤخراً انطلقت حملة على فيسبوك عبر هاشتاغ "أنا مع الدراما السورية" ما رأيك بها؟
لا أحب الشعارات، وأنا انطلقت من الدراما السورية والفضل لها بكل ما أقدمه حالياً، ولديّ تعصب كبير تجاهها حتى لو عملتُ في الخارج.
أنا مع سوريا رغم الفوضى والأخطاء، ولا أتمكن أن اختصر ذلك بجملة واحدة بل سأقول أنا مع سوريا بدراما ومن دون دراما، بسينما ومن دون سينما.

​​​​​​​هل شاركت بحملة الهالشتاغ؟
لا لأن القرار ليس بأيدينا، ومشاركتي وعدمها لن تقدم ولا تأخر، ولو كان ذلك سيصحح من الدراما السورية لعملت مئة هاشتاغ.

تعتبرين نفسك نشيطة على السوشيل ميديا؟
لم أكن أهتم كثيراً لكني مؤخراً أصبحت نشيطة خاصة على إنستغرام وسناب شات.

ما هي هواياتك المفضلة؟
أنا "بيتوتية" لا أحب الخروج من المنزل، أحب مشاهدة التلفاز ومتابعة الأفلام وسماع الموسيقا والطبخ والتسوق.

أكثر أكلة تجيدين طبخها؟
صدقاً كل شيء من المحاشي حتى المعكرونة.. الطبخ فعلاً من هواياتي المفضلة.