تمكن الكاتب السوري هوزان عكو من خلق الجدل بعد عرض مسلسل "الهيبة"، واشتعل النقاش بين الناس حول قضية العمل وشخصياته وأحداثه فاستحق الثناء بغض النظر عن النجاح الجماهيري الذي يحققه العمل.

موقع "الفن" كان له لقاء مع كاتب "الهيبة" هوزان عكو، الذي روى كيف بدأت فكرة العمل، وقال: "شركة الإنتاج صباح بروكشن اقترحت علي أن أدخل في نصي إلى هذه المنطقة بين الحدود اللبنانية السورية، والتطرق إلى هذه البيئة، فقمنا بجلسات نقاش مع مدير الإنتاج زياد الخطيب والمخرج سامر البرقاوي والمنتج صادق الصباح وبدأت ببلورة القصة".

يضيف: " قمت بجولات في هذه المناطق الحدودية، وقابلت العديد من الأشخاص وكان لديهم العديد من المواضيع للحديث عنها، لم ندخل لتوثيق الحالة بل هدفي الأول أن أقدّم قصة موضوعية".

منذ عرض الحلقات الأولى من "الهيبة" بدأ البعض يتساءل إذا كانت قصة "جبل شيخ الجبل" مستوحاة من قصة نوح زعيتر، يرد هوزان واضعاً النقاط على الحروف: "لا أبداً، كثر سألوني عن هذا الموضوع، نحن لم نقتبس القصة من أي شخص، والهيبة ليست إسقاطاً لأي مكان. المشاهدون لهم مطلق الحرية أن يقوموا باسقاط أي مكان على الهيبة أو أي شخصية على جبل شيخ الجبل لكنني لم أقصد شخصاً أو مكاناً بعينه".

وعن أبطال العمل يقول الكاتب: " تيم حسن رفع الشخصية إلى حدّها الأقصى. أداؤه كتابة فوق الكتابة، وأخذ الشخصية إلى مكان أبعد، نادين نسيب نجيم نجحت في تقديم شخصية عليا على أكمل وجه لدرجة أنّ الجمهور لم يعد يميّز بين عليا ونادين، الست منى شهادتي مجروحة بها، تفرض هيبتها على الكاميرا من دون أن تتحدث، أويس مخللاتي صخرة الهيبة التي تسند الجبل، وعبده شاهين أثبت موهبته ورهان المخرج عليه، هو من الممثلين الذين يمتلكون موهبة نادرة وقراءة للشخصية بالغة الذكاء".

رغم أنّ العمل منذ بدايته لم يطرح قصة حب بين بطلي العمل، إلاّ أنّه مع تصاعد الأحداث وزواجهما المبرر من طرف كلٍّ منهما لسبب معين، خلق تساؤلات ومطالبة من الجمهور لبدء قصة حب بين "عليا و جبل"، يجيب هوزان: " العمل منذ أن بدأنا في الترويج له قلنا إنّه غير مبني على قصة حب، ومنذ بداية العمل إلى هذه المرحلة نبني الحالة الطبيعية والمنطقية للعلاقة بين جبل وعليا، بعض الناس شعروا أنّ المسلسل أصبح في مكان آخر بعد أن ابتعدا عن بعضهما قبل أن تعود عليا مجدداً إلى الهيبة. الرهان اليوم هو إذا كان البطلان سيغرمان ببعضهما أم لا. نوع المشاعر سيكون طبيعيا بينهما ولا نعلم إلى أين ستأخذهما أحداث المسلسل".

كثرت الأخبار من قبل المواقع الإلكترونية حول تصوير جزء ثان من العمل بعد النجاح الكبير الذي حققه، يكتفي الكاتب بالقول إن هناك مشاورات جديّة في هذا الموضوع لكن لا نعلم إلى أين ستصل والقرار النهائي ستعلن عنه الشركة.

أما الجدل الأكبر حول شخصية "جبل" واعتبار البعض بأنّها محاولة لإيصال صورة جيدة عن تاجر الأسلحة والمخدرات، من ضمنهم الكاتبة منى طايع، يقول هوزان: "الحكم على شخصية تتطور خلال العمل يحتاج لبعض التروي، الشخصيات لا تثبت في مكانها، وكل الشخصيات والأحدات ستتطور. منذ البداية أكدنا أننا لا نتحدث عن العصابات والسلاح بل نتحدث عن عائلة، ظروفها وبيئتها تتخلل هذه الأجواء..هم بالتأكيد تجّار..لكننا نقدم الصورة كاملة والحكم للجمهور. قد يأخذ المشاهد شخصية جبل بطريقة جيدة وطريقة سيئة وليس دورنا توجيه الناس".

يضيف: "قدّمنا صورة موضوعية عن جبل، هو الأخ الذي وضع يده على بطن شقيقته الحامل بطريقة مؤذية، وهو الذي ساعد عائلة وأسعفها إلى المستشفى. كما من الواضح أن قصة عليا وحكايتها تؤكد أنّنا ضد السلاح ويجب أن ننتظر النهاية لنفهم الرسالة.

في ختام اللقاء يؤكد هوزان أنّ النهاية ستكون منطقية لتصاعد أحداث العمل..فما الذي ينتظرنا؟