إبراهیم معلوف عازف بوق لبناني ومؤلف وموزع موسيقي مشهور عالميا.

حقق نجاحات كبيرة في كل أنحاء العالم. في رصيده 8 البومات موسيقية بالاضافة إلى مجموعة من الأعمال التي ألفها لأفلام سينمائية عالمية. رغم نجاحه في الخارج وشهرته الكبيرة، يبقى ابراهيم ابن بيروت .. هو ابن عازف البوق نسيم معلوف وعازفة البيانو ندى معلوف وحفيد الصحفي والإختصاصي الموسيقي رشدي معلوف، ومن أقارب الكاتب أمين معلوف. هذا الخليط الفني الأدبي اثمر عازفاً محترفاً ذاع سيطه في كل العالم. يطل علينا هذا الصيف ضمن فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية في 22 تموز 2017. موقع "الفن" التقى المبدع ابراهيم معلوف وكان لنا معه هذا اللقاء:

انت متحدر من عائلة فيها شعراء وادباء وفنانين وموسيقيين .. اختيار البوق كان بسبب والدك الذي يعزف على نفس الآلة أم كان خيارك أنت؟
في البداية كنت أشاهد أبي وأقول انني أريد ان أكون مثله. لاحقاً عانيت كثيراً لأني والدي كان يريدني أن عمل بطريقة معينة ما تطلب مني مجهوداً كبيرا لأستمر بالعزف على الرغم من أنني لم اكن احب البوق وكنت أريد أن اتخصص في الهندسة الداخلية. ولكن بعدما علمني والدي كل شيء عن هذه الآلة أصبح لدي مهنة في عمر 17 عاماً. هنا فهمت الفرصة التي حظيت بها وقررت أن اتجه نحو هذا الفن وهذا النوع من الموسيقى.

لو كان لديك الخيار هل كنت ستختار آلة موسيقية أخرى ؟
أنا أعزف على البيانو منذ 30 عاماً تقريباً. لقد تعلمت العزف عليه بنفسي ولم اخضع لدروس. لا اعلم اذا كنت سأختار آلة موسيقية أخرى.

نعرف ان بعض الالات يمكن تطويرها. هل فكرت في تطوير البوق وابتكار نسخة خاصة بك؟
والدي فعل ذلك. البوق العادي يحمل 3 صمامات ويسمح لك بعزف "أنصاف الاصوات". وفي ستينيات القرن الماضي عندما غادر والدي إلى فرنسا وتعلم في أكبر واهم مدرسة موسيقية لتعليم العزف على البوق في العالم، خطرت بباله فكرة أن يضيف صماماً اضافياً لعزف "أرباع الاصوات". واعتبر ذلك أهم تطور في العالم ولا يمكن الذهاب بهذا المجال أبعد من ذلك، فلست بحاجة إلى المزيد بما يتعلق بتقنيات الآلة بل أهتم وأركز على تقديم موسيقى جديدة.

عندما تؤلف معزوفات موسيقية أكانت خاصة أم للأفلام تستخدم البيانو أو البوق ؟
استخدم البيانو لأنه آلة متكاملة. واذا اردت أن تكتب الموسيقى لا يوجد أفضل من البيانو.

وهل تدخل من بعدها البوق في الموسيقى ؟
أحياناً.. عندما اعمل على ألبوم فنان آخر أو على موسيقى تصويرية لفيلم ما، اتجنب وأطلب عدم استخدام البوق، ولكنهم يلزموني على ذلك علماً أنني لا أريد. مثلاً هناك فيلم "Hikari" الذي شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، تلاحظ أنني ألفت الموسيقى بطريقة لكي لا يكون فيها البوق وقد ادخلته في مقطع واحد بعد الحاح اصحاب الفيلم.

موسيقى الأفلام تكون مستوحاة من قصة العمل بينما موسيقى ألبومك الخاص تكون من حياتك اليومية. أيهما أصعب: ترجمة أفكار الآخرين أم ترجمة أفكارك موسيقياً ؟
سهلان وصعبان في نفس الوقت. الامر يختلف بطريقة العمل. عندما تحضر موسيقى لعمل سينمائي عليك أن تأخذ بعين الاعتبار دائماً ما يريده الآخر منك وهنا العمل يكون أكثر تقنيا، وعندما تعمل على ألبومك الخاص فأنت صاحب القرار وهذا أيضاً أمر صعب لأنه لا يوجد من يقول لك اذا كان عملك جميلا أم لا.

أخبرنا عن مراحل التحضير التي تمر بها أثناء انجاز اعمالك ؟
بالنسبة لي هناك مراحل يمر بها تأليف العمل. البداية هي الأكثر تأثيراً أي عندما تأتي الأفكار، وهذا الوقت لا يمكنك تحديده قد يكون في الليل او في النهار .. وبعد ان تأتي الفكرة عليك ان تضعها أمامك وتبدأ العمل عليها وهذا قد يستغرق بعض الأسابيع أو الأشهر وأحياناً سنوات عدة، لأنني قد اسمع الموسيقى بعد فترة من تأليفها وأرى أنها غير مناسبة رغم أنني كنت مقتنعا بها عندما ألفتها. وقد يحدث العكس ولا تعجبني الموسيقى في البداية ولكن بعد أن اسمعها أجدها جيدة. والمرحلة الثالثة هي أن آخذ هذه المادة وأحاول ان أحضرها وأقدمها بقالب جيد وهذا قد يستغرق سنوات أيضاً.

​​​​​​​هل انت منظم بعملك. وهل تستطيع العمل على أكثر من مشروع في نفس الوقت؟
بالعادة اعمل على أكثر من مشروع في الوقت نفسه وبالتالي انتقل من عمل إلى آخر. اعتقد أنني محظوظ لأنه لدي هذا القدر من العمل وانا ارى انه كلما زاد انتاجي كلما كنت راضيا اكثر على الموسيقى التي اقدمها.

ابراهيم هذا ليس حفلك الأول في لبنان وهذا الصيف ستكون في مهرجانات بعلبك. ليس سهلاً الوقوف على هذا المسرح العريق !
الحفل في بعلبك له رمزية خاصة. كما ذكرت، سبق لي أن احييت العديد من الحفلات في لبنان وهذا يشعرني بسعادة كبيرة. أنا أحترم كل المهرجانات وأحبها ولكن يبقى لبعلبك رمزية تاريخية فهذا المكان ساحر بالفعل.

​​​​​​​هل سيقرب هذا الحفل ابراهيم معلوف من الجمهور اللبناني أكثر ؟
بصراحة لا أعلم لأنني أجهل من سيحضر حفلي. عادة عندما أحيي حفلا يكون لدي فكرة عن الجمهور الذي سأقف أمامه ولكن عندما أكون في لبنان لا أعرف ذلك أبداً ! طبعاً عائلتي وأصدقائي سيتواجدون ولكن اجهل الباقين. بكل صدق لا اعرف كيف سيكون وقع الحفل على الجمهور اللبناني ولا اعرف اذا كان سيحب ما سأقدمه له.

لماذا ؟
لأنني اعزف الموسيقى والجمهور هنا معتاد على الحفلات الغنائية وليس الموسيقية. وعندما يجدونني أحمل البوق واعزف عليه لا ادري اذا كانوا سيحبون ذلك. في المقابل اعرف ان هناك جمهور في لبنان يقدر الفن الذي أقدمه ويحبون الموسيقى التي أعزفها ويحضرون الحفلات التي أقدمها.

​​​​​​​لقد حققت نجاحاً عالمياً ولكن كلبناني لا تزال علاقتك مع جمهور بلدك ضعيفة. هل من مخطط لتحقيق شهرة أكبر في لبنان ؟
لقد قمت بجولة فنية تضمنت 28 بلداً، وكان الاستقبال في كل البلدان رائعاً . هناك بلدان حققت فيها نجاحاً كبيراً جداً ولكن البلد الوحيد الذي لا يتابعني فيه الجمهور بشكل وفيّ هو لبنان. كنت في مصر والجزائر والمغرب وتونس وكان الجمهور رائعاً واستمر حفلي لأكثر من 3 ساعات.. كذلك في أوروبا وأميركا وطوكيو وغيرها. ولكن ربما هناك أمور تبعد بيني وبين الجمهور اللبناني. اولا حافظت على اسمي كما هو ولم استخدم اسم مستعار أجبني. ثانياً انا اعزف على البوق وهي الة غير معروفة ومستحبة في لبنان. أضف إلى ذلك أنني أقدم موسيقى ولا أغني. اللبنانيون يحبون النجوم ولكنني بصراحة لا أسعى إلى الشهرة والنجومية.

​​​​​​​​​​​​​​ما هي تحضيراتك الجديدة ؟
لدي الكثير من المشاريع قيد التحضير. هناك ألبومان بالاضافة إلى اطلاق نسخة مصورة عن الحفل الذي قدمته في "Bersie" في كانون الأول الماضي وهي أكبر قاعة للحفلات في فرنسا. كما أنني اعمل على تحضير مجموعة من القطع الموسيقية لباقة من الأفلام التي هي قيد التحضير.

ما هي الرسالة التي تحب ان توجهها للجمهور اللبناني وكل متذوقي الفن والموسيقى ؟
ادعو اللبنانيين للحضور إلى بعلبك لأننا سنقدم معاً حفلا رائعاً. أحتفل هذا العام بمرور 10 سنوات على طرح أول اعمالي، وبعدما احتفلت بذلك في فرنسا أشعر أنني محظوظ بالفرصة التي سنحت لي ان أحتفل بهذه المناسبة في بلدي والحفل سيكون مليئا بالمفاجآت !