المستوى الإعلامي المحترف الذي وصل إليه الاعلامي ميلاد حدشيتي لم يكن بين ليلة وضحاها، بل مرّ في مراحل عدة، تستحق أن تكون عبرة بصعوباتها والقدرة على تحدي الذات.

فصارت حواراته مع الضيوف كل أسبوع، حدثاً تتحدث عنه الصحف والمجلات نظراً إلى المضمون المميّز الذي يحرص على نبشه من أعماق الوجدان والقلب. حدشيتي ليس إعلامياً فحسب، بل مدرّباً خبيراً في علم المظهر والصورة الشخصية والماركة الاجتماعية.

مع الإعلامي والمدرب ميلاد حدشيتي كان هذا اللقاء المتنوّع والعميق لموقع "الفن":

الحوار الذي تقوم به لا يشبه أي حوار آخر كيف تتوصل إلى أن تطلق سكوب من دون فضيحة؟

السؤال بحدّ ذاته قوة وهذا الأمر لم أعرفه في الإعلام بل عندما ذهبت إلى عالم الـCoaching فأدركت مدى القوة التي تكون في السؤال. فعندما تسألين شخصًا تملكين قوة عليه كأنني أملك سلطة عليه فكل سؤال يقابله جواب. لهذا عندما يقوم الإعلامي بحوار يسمح للضيف بأن يعبر عن أفكاره أو أن يخفي أفكاره. وصرت أصغي أكثر إلى ضيوفي صرت أستمع أكثر إلى ما لا يقال. والعديد من الإعلاميين عبر التلفزيون يمسعون ما يقال بينما أنا أستمع إلى ما لا يقال الذي يعبر عنه بحركات الجسد والتنفس ولا تقوله الكلمات. أحد السياسيين الفرنسين قال: "الكلام أعطي للإنسان ليخفي أفكاره".

هل تلاحظ هذا مع الفنانين والضيوف الذين تستقبلهم؟

نعم بالتأكيد. ليس الجميع لكن الغالبية تخفي أفكارها. لأن البشر يمرون بمشاكل وبأمور سلبية.

هل لأنهم يريدون أن يعطوا الجميل للناس أم من منطلق أنهم يخافون أن يقولوا الحقيقة؟

ليس كل الناس يستوعبون الفنانين ومشاكلهم. فالناس في ظل السوشيال ميديا وكل شخص يبدي رأيه ويتدخل فصار لهم الحق بأن يحموا أنفسهم وبيوتهم وعائلاتهم وأفكارهم.

هل الـ Coaching أصبح موضة أم هو أمر أساسي في حياتنا؟

أنا أتابع الماستر في لندن ولها علاقة بالـ Coaching لكن حتى في لندن لا تزال الـ Coaching مهنة جديدة بعد العلاجات القديمة. لأنها لا تزال حديثة فممارستها حديثة أيضاً ولهذا أقوم بماستر في الـ Coaching وكيفية تطبيق علم النفس عليها فيصبح أسلوباً.

هل هناك بالفعل ذبذبات سلبية وأخرى إيجابية أم أن هذا يعود إلى الإنسان إما متشائماً أو متفائلاً؟

هناك شيء إسمه Mind Set وأنا أعتمد على علم النفس الإيجابي فهناك العقلية إما تكون منفتحة أو منغلقة. هناك أطفال يربون في بيئة منغلقة فيرون كل شيء أسود وهناك من يربى في بيئة منفتحة فيرى الأمور بتفاؤل وهؤلاء يعيشون حياة سعيدة.

حتى لو يعيشون في بلد فيه حرب إقتصادية وحرب نفايات...

نعم وإلا سيغرقون في السلبية. وإذا كنت تقصدين اللبنانيين فهم لديهم المرونة التي تعودوا عليها. لكن هذه العادة مشكلة لأن المرونة هي التأقلم من دون أن تصبحي مثل الواقع لكن نحن رضخنا للواقع وقبلنا به. ويمكن أن نعيش حالة اكتئاب جماعية لأننا كلنا راضون بالواقع.

ربما حاولنا أن نغير الواقع بوسائل مختلفة لكننا لم نفلح؟

ربما حاولنا أن نغير لكن بوسائل خاطئة وهناك وسائل تصلح للتغيير لم نجربها.

ما هي؟

عندما نريد التغيير من الداخل. لأنني أعتقد أن اللبنانيين لا يريدون التغيير في داخلهم. فأكبر كذبة هي أننا نريد أن نغير. هذا استعراض للتغيير. فهناك من يأتي من أجل الـ Coaching وهو لا يريد التغيير من داخل نفسه فأقول له لا تكذب على نفسك إذا لست مستعداً.

​​​​​​​هل الـ Coaching بعيدة عن الله وتتبع طريق الإلحاد؟

لا أبداً. فهو يعتمد على مبادئ علم النفس وتدريبات من علم النفس ولا علاقة له بالإلحاد. وله شروط المعالجة النفسية نفسها، ومنها سرية المهنة.

هل العلاج بالـ Coaching باهظ الثمن كالعلاج النفسي؟

لا فأهدافها مختلفة عن أهداف العلاج النفسي. وهناك تدريبات وأمور يجب أن يقوم بها الشخص في المنزل كالفروض ويكون هناك متابعة. هناك عدد جلسات معينة من 5 الى 8 جلسات، يجب أن يكون الشخص قد حصل على التغيير المطلوب أو يكون هناك مقاومة عندئذ نجد حلاً بعد أن ندرك السبب.

مَن من الفنانين بحاجة الى الـ Coaching؟

"مين ما بدو"... ليس هناك من إنسان على وجه الأرض ليس بحاجة الى شخص يسمعه وينصحه. فالصديق يمكن أن يجامل، لكن خلال جلسات الـCoaching يمكن أن نعطي الحلول على المدى الطويل. في هذا الإطار، كل الفنانين والسياسيين بحاجة الى استراتيجية تفكير جديدة، فنلحظ معهم أسباب حصول المشاكل وعدم تكرارها.

كيف يدرك الشخص أنه بحاجة الى الـ Coaching؟

عندما لا يستطيع أن يصل الى أهدافه، أو عندما يشعر أنه مكبل، فيقع في الأخطاء نفسها. كما أن جلسات الـCoaching تساعد من يشعر دوماً بأن هناك بعض الأشياء التي تزعجه، علماً أننا لا نتعاطى مع من يعاني من أمراض نفسية.

هل تشعر بأنّ برامج التفكير الايجابي يمكن أن توصل الى نتيجة؟

مبيعات كتابي تخطت الـ9 آلاف كتاب، هذا دليل على أن الكتاب يجد إقبالاً خصوصاً أن الناس متعطشون لهذا النوع. الناس يتواصلون معي ويقولون لي إنهم لمسوا تغييراً عندما بدلوا عاداتهم.