في الحلقة الثانية من مسلسل "قناديل العشاق"، دخل الكاتب في تجريد الأحداث الدرامية التي تجسد الحركة السياسية في ذاك الوقت، حيث كانت البيئة الشامية خاضعة للدسائس والمكائد، وكانت الحياة برمتها صعبة.

بدأت "إيف" أي سيرين عبد النور رحلة الانتقام بعد أن فقدت زوجها وابنتها. إن الانسياق الدرامي للقصة متجه نحو تصوير الحارة الشامية وتحديداً "القباضايات" الذين تميزوا بالجرأة والبسالة، لكن هذه الحارة مختلفة كلياً عن الحارة التي كنّا نشاهدها في المسلسلات الأخرى، فهي متجردة من أنانية السيطرة أو الزعامة المطلقة. نقل لنا الكاتب حقيقة الاضطهاد وبشاعته من خلال مشاهد دفن "إيف" لزوجها منفردة بسبب تهديد الاغا لرجال الضيعة أن شاركوا بالدفن.

الغريب بمجرى الأحداث كيف ربط الكاتب سلطان الاغا على البطلة واستمالته لها وهي ما زالت قادمة من دفن زوجها بدون مقدمات أو إشارات ترمز الى إعجابه بها، خصوصاً أن الكاتب استطاع أن يوجز مشاهده بسبب الدخول الى مجرى الأحداث.

المعادلة الرئيسية في نمط المسلسل هو دور ديما اندلفت الحريصة بكل هذا الحب على حياة زوجها، فالوطنية والتمسك بالأرض من أهم ركائز هذا العمل.

إن الخيوط الدرامية التي تتشابك منذ الحلقة الثانية تأخذنا كمشاهدين الى عدة ترشيحات أولها كيف ستنتقم سيرين لزوجها وابنتها التي قتلت أثناء اجتيازها النهر هروباً من رجال الاغا؟

تمحورت الحلقة الثانية حول مفاتيح الدخول الى حرم اللعبة الدرامية، فإذا بالاتجاهات المتداخلة تولد اللعبة الرومنسية التي ينتظرها المشاهد من النص.