ليس جديداً على محطة الـLBCI أن تكون رائدة في مجالها وحتى في مجالاتٍ أخرى، فالمحطة الإخبارية التي ارتقت بالدراما عنواناً من خلال تخصيص قناة خاصة للدراما المحلية تكمل مسيرتها اليوم الداعمة لهذه الدراما من خلال تخصيص موقع لتصوير أبرز المسلسلات الكفيلة برفع مستوى الدراما.

الموقع الجديد الذي ستتخذه المحطة مسرحاً لتجربة جديدة رائدة في لبنان والشرق الأوسط هو مكان تعرف إليه الجمهور من خلال برنامج "الوادي" الذي كانت بطلته هيفا وهبي سيتحول اليوم الى موقعٍ منه تنطلق شرارة مضيئة جديدة في سماء الـ LBCI ومن يدري قد تكون مجرد شرارة معدية لتلحق بها باقي المحطات لتجعل من الدراما اللبنانية بطلتها الوحيدة خلال رمضان وحتى خارج إطاره.

وفي إطار تعزيز الدراما اللبنانية، إحتضن الوادي مجموعة من الإعلاميين لإلقاء نظرة على المشروع الجديد، فبدت لنا انطلاقة مهمة الأمر الذي دفعني لإطلاق شعار "هوليوود لبنان" على الموقع الجديد.

يشكّل موقع "الوادي" قفزة نوعية في عالم الدراما المحلية، بهذه العبارة أكد الشيخ بيار الضاهر في حديثٍ خاص للإعلاميين أنّ "الوادي هو كناية عن استوديو يشمل مساحة واسعة تضمّ هنغارات وديكورات مخصّصة لمسلسلٍ معين. فهذا الموقع الذي نشأ في العام 2005 وكلفنا نحو 400 ألف دولار أميركي أضحى اليوم مكاناً مهماً لصناعة الدراما اللبنانية بعيداً عن زحمة الحياة اليومية".

وعن السبب الأساسي لخلق هذا النوع من المكان، يؤكد الضاهر "أنّ السبب يعود الى تخفيض كلفة الإنتاج، خصوصاً أنّ متوسط ساعة الدراما في لبنان توازي 20 ألف دولار أميركي، فيما يبلغ متوسط سعر الدراما عالمياً مليوني دولار".

وشدد على أنّ "الدراما أضحى لها حصة الأسد عند المشاهد اللبناني، الأمر الذي دفعنا الى أن يكون لدينا مدينة إنتاج، وهي عبارة عن مركز لإنتاج الدراما كمحاولة أولى بهدف تعزيز الدراما لدينا وتسويقها للعالم العربي". ولفت الى أنّ لم يعد هناك أيّ شرطٍ لتشجيع الكتاب الجدد إذ بتنا نوافق على الأوراق بدلاً من إعداد حلقة عن المسلسل".

من المعلوم أنّ الكلفة الكبيرة في الدراما تصبّ في خانة أجور الممثلين في الدرجة الأولى، بعدها يأتي مكان التصوير ثم النصّ والموسيقى. وفي هذا الإطار، أكد الضاهر أنّ "شركات الإنتاج العربية تخصّص مبالغ خيالية للممثلين، أما اليوم فالموضوع يأتي على شكل عرض وطلب، ومَن سيرفع أجره سيتم استبداله، ما يدفع نجوم الدراما المحلية الى تخفيض أسعارهم وإلاّ!".

وعمّا إذا كان موقع "الوادي" يكفي لتصوير كل مشاهد المسلسل، اعتبر الضاهر أنها قد تكون كافية، ولكن في حال كنّا بحاجة الى أماكن أخرى تخدم المشهد لن نتردد في اعتمادها".

وعن مسلسل "الحرباية" من بطولة هيفا وهبي، أعلن الضاهر سبب عدم عرضه على محطة الـLBC راجعاً ذلك الى السبب الماديّ، وكشف أن المفاوضات لم تصل الى نتيجة والمسلسل لن يعرض على القناة، وذلك أن إدارة القناة تقوم بعمل جدول والتحضير للمسلسلات التي ستعرض في رمضان قبل سنة.

ويرى الضاهر أن لبنان قد يشكل وجهة سياحية لتصوير المسلسلات، لسبب بسيطٍ أن "الربيع العربي حدّ من الحريات في معظم البلدان العربية، ما يدفعنا الى الاستفادة من وضع لبنان الأمني والاقتصادي، إضافة الى الانترنت الذي يشكل عاملاً مهماً اليوم لانتشار العمل الدرامي، ناهيك عن القدرات البشرية لدينا المتميزة بالنسبة لمحيطنا". وأكد أنّ "الرقابة في لبنان هي شكلية، وهناك عمل دؤوب مع السلطة لإزالتها خصوصاً في السينما، رغم أن المنتج يضع خطاً احمر في بعض الأحيان ليحمي نفسه".

ولفت الى أنّ ظاهرة الـPan Arab قد مضت وبات التركيز على العمل المحلي الممتاز الذي يمكن نشره عالمياً. وعما إذا كانت الحرب ستنقل من البرامج الى الدراما في رمضان، قال: "البرامج هي دراما والدراما هي برامج"، معلناً أنّ أغلى مسلسل هو "عمر" من إنتاج محطة الـMBC.

وفيما يتعلق بالدراما المصرية في لبنان أكد الضاهر أنها زالت، وقال: "لدينا دراما خليجية بين يدينا، ونحتار إذا كنا سنعرضها في رمضان".

وإذ اعتبر أن التلفزيون بشكله الحالي اليوم سينتهي في العام 2020 ويتحول الى انترنت، شدد على "أننا كنا نعمل بطريقة معينة، سننساها ونتّجه نحو طريقة جديدة مختلفة تتماشى مع العصر".