فنانة ونجمة صنعت لنفسها تاريخاً فنياً طويلاً من خلال العمل على نفسها بمبدأ التمرد والتناقض في كل أدوارها التي تُقدمها على الساحة، فهي صاحبة تاريخ سينمائي ودرامي مميز، وفي كل عمل فني جديد تظهر فيه تُحقق المفاجأة للجمهور ورغم وصولها للنضج الفني منذ سنوات طويلة إلا أن موهبتها ونجوميتها تزيدان يوم عن يوم.

. هي الفنانة هالة صدقي التي تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها بمسلسل "عفاريت عدلي علام" وتكشف لنا حقيقة غضبها، وتتحدث عن عادل إمام وفكرة البريق الفني والنجمة الاولى وتوضح سبب غيابها عن السينما وموقفها من دخول ابنائها مجال الفن وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء الآتي:

في البداية.. كيف ترين المشاركة بمسلسل "عفاريت عدلي علام" مع الفنان عادل إمام وظهورك في الإعلان الدعائي للعمل بلوك غريب ومختلف؟

سعيدة للغاية بالمشاركة في هذا العمل الذي يتقدمه قيمة فنية وإنسانية كبيرة وهو الفنان عادل إمام، وإسمه غني عن أي تعريف أقوله عنه، فكل العوامل متناسقة ومترابطة في هذا العمل الذي قبلته من البداية لوجود الزعيم فيه ومع معرفة دوري في العمل تحمست للغاية لأداء شخصية جديدة وغريبة علي، وبالفعل أُقدم شخصية غريبة علي بعض الشئ ولا أستطيع الحديث عنها بل أفضل أن يُشاهدها الجمهور ويحكم بنفسه عليها.

وكيف ترين التعاون مع الفنان عادل إمام في هذا العمل؟

سعيدة بالتعاون مع نجم كبير وله جماهيرية في أرجاء الوطن العربي كله، فهو أسطورة تمثيل وكوميديا ومن الصعب مقارنته باي فنان آخر، فهو حالة خاصة في التمثيل وتشرفت بالتعاون معه، وجمعتني به كواليس أكثر من رائعة في العمل، وعلى المستوى الشخصي هو إنسان بمعنى الكلمة، وأرى أن عادل إمام يستحق الحصول على رقم قياسي عالمي في الحفاظ على مستواه وأدائه الفني.

ولماذا تحاولين التنوع في الأدوار وتظهرين كل عام على النقيض مما قبله؟

أحاول التنوع في أدواري والإبتعاد عما قدمته في العام الماضي بخاصة أن الفكر الإنتاجي قد يحصر الفنان بمنطقة معينة في التمثيل، فأنا حققت النجاح بدور تراجيدي من خلال مسلسل "ونوس" في العام الماضي ووصلتني عروض كثيرة في نفس الإطار لكنني إعتذرت عن جميع هذه الأعمال وفضلت المشاركة هذا العام بمسلسل "عفاريت عدلي علام" وهو عمل كوميدي ودوري فيه مختلف عما قدمته في العام الماضي، وهذا هو ما أحرص على القيام به.

ولكن ألا يخلق هذا التنوع في الأدوار والتناقض فيما تُقدميه من أدوار نوعاً من القلق بداخلك؟

بالتأكيد.. يكون هناك قلق في كل مرة أُقدم فيه دوراً جديداً بغض النظر عن النوعية التي أُقدمها، وأشعر بنوع من المجازفة في الوقت نفسه، ولكنني أُقدم ما علي فعله وأبذل مجهوداً فيما أُقدمه وأنتظر ردة فعل الجمهور على كل عمل، ولا أستطيع أن أقول إنني أستشعر نجاح كل دور بل يكون هناك نوع من القلق ينتهي مع ردود الأفعال حول ما أُقدمه من أدوار.

لكن لماذا تُفضلين الظهور بعمل درامي واحد كل عام؟

أُقدم أدواراً كبيرة وأختار بعناية شديدة ما أظهر به في كل عام وأحاول التركيز فيها من دون أن أُشتت نفسي في أكثر من عمل، والموضوع لا يكون مخططاً له بل لو عُرضت علي أعمال مميزة ووجدت أنني قادرة على الظهور بعملين في وقت واحد فلا مانع لدي من ذلك.

وهل صحيح أنكِ غضبت من الكشف عن شخصيتك في مسسل "عفاريت عدلي علام" من خلال الإعلان الدعائي للعمل؟

هذا غير صحيح ولم أنزعج أو أغضب من ذلك الأمر بل هو أمر طبيعي أنني أُشارك في المسلسل ولا بد من وجود بعض اللقاطات في البرومو الخاص بالمسلسل أو الإعلان الدعائي، لكن ما قصدته أنني طيلة الفترة الماضية كُنت أحافظ على تفاصيل الشخصية التي أُقدمها لكن من الضروري وجود إعلان دعائي للعمل، وفي الوقت نفسه لم يتم الكشف عن تفاصيل الشخصية التي أُقدمها بشكل كامل بل أن هناك أحداثاً وكواليس أخرى داخل العمل ستكون مفاجأة بالنسبة للجمهور.

وماذا عن رؤيتك لفكرة البطولة المطلقة؟

لست مقتنعة بفكرة البطولة المطلقة وأراها مجرد شعارات وهمية لا قيمة لها، كما أن الجمهور يمل من مشاهدة نجم واحد داخل أي عمل فني وطيلة أحداث المسلسل، لا سيما أن الدور المميز والمختلف هو المقياس الحقيقي للنجاح ومن أهم معايير الإختيار بالنسبة لي، لذا فلست مهتمة بالأمر ولا يشغل تفكيري.

ولماذا التواجد على صعيد الدراما والغياب عن السينما؟

لا أعتبر نفسي غائبة عن السينما بل إنني أتواجد حينما أشعر بأن هناك أعمالاً ذات قيمة تستحق التواجد بخاصة أن السينما هي الأرشيف بالنسبة للفنان وعليه أن يُدقق في إختياره لأن ذلك سيعيش له طوال العمر وحتى بعد مماته.

وهل أنت ضد دخول أبنائك مجال الفن؟

لست ضد هذا الأمر لكنني لا أحب أن يعملوا بهذا المجال لما فيه من صعوبات كثيرة وجدتها بنفسي وشعرت بها خلال عملي في مجال الفن طوال السنوات الماضية، لكن لو وجدت لديهم إصراراً وموهبة تستحق ذلك فلا مانع من دخولهم الفن.

وكيف ترين وصف أبناء الفنانين على أنهم دخلوا المجال الفني بما يُسمى الوساطة الفنية؟

لا أرى في الفن وساطة لأن الحكم في نهاية الأمر للجمهور ومهما قام الفنان بمساعدات لأبنائه فالجمهور هو الحكم والقبول أهم شيء، لذا فلا أرى أي نوع من الوساطة في الفن بالتحديد والموهبة هي الأساس وقبل كل شيء، كما أن هناك أبناء فنانين كثيرين أثبتوا وجودهم على الساحة وأصبحوا نجوماً لهم جمهورهم وهذا دليل على عدم وجود فكرة الوساطة في الفن.

برأيك.. هل بريق الفنان يختفي مع تقدمه في العمر؟

لا أرى ذلك بل أن بريق الفنان يظل ملازمه طوال عمره وحتى بعد الوفاة لو أن الفنان له بصمات واضحة ومميزة في تاريخه لأن الأمر لا يعتمد على الشكل أو العمر بل على مقاييس أخرى مهمة وهي التاريخ الفني الذي يصنعه كل نجم لنفسه.

وفي النهاية.. هل تقتنعين بمصطلحات النجمة الأولى في مصر وما إلى ذلك من شعارات تم إطلاقها خلال الفترة الأخيرة؟

لا أقتنع بأي من هذه المصطلحات لأن الفن ليس تدرجاً وظيفياً وليس هناك نجمة أولى وثانية بل إن المؤثر هو الدور المميز الذي يصنع شخصية تؤثر على الجمهور، ومثل هذه الأمور إختفت ولم تعد موجودة في الوقت الحالي.