مخرج لبناني له بصمة خاصة في أعماله.

يتمتع بخبرة كبيرة ولكنه في الوقت نفسه يشعرك دائماً بأن كل عمل جديد هو مسؤولية كبيرة ولا يقبل ان يخرج بصورة لا تليق بالمشاهد. ثقة الممثلين به كبيرة فهو يعرف جيداً كيف يخرج منهم الأفضل. المخرج سمير حبشي يتحدث عبر "الفن" عن أعماله الأخيرة منها التي عرضت كمسلسل "الشقيقتان" ومنها ما يتم تصويره حالياً... إليكم التفاصيل:

أنت مخرج انتقائي جداً. ما هي العناصر التي دفعتك لاخراج مسلسل "الشقيقتان"؟
من دون شك أن شخصيات العمل والقصة والشريط الصوري له كانوا من الأمور التي شجعتني على المشاركة في هذا العمل. فالسيناريو كان بصرياً. عادة المسلسلات تفتقد الى البصريات لأن قصة العمل تدور في الغرف والمطاعم والفنادق. وما يميز مسلسل "الشقيقتان" بنظري هو الغنى البصري الموجود فيه والناتج عن سيناريو العمل. سيناريو "الشقيقتان" كان "فوتو جينيك" وبالتالي هذا الأمر شكل نقطة مهمة بالنسبة لي كمخرج.

عندما توجد عناصر مهمة كالتي ذكرتها من الطبيعي أن يصر المخرج على أن يكون ابطال العمل من الممثلين الموهوبين الذين يجيدون تقديم الأدوار؟
لا يكفي أن يكونوا موهوبين ولكن الأهم أن يكونوا في مكانهم الصحيح في العمل. كل ممثل يجب أن يشبه الشخصية التي يجسدها. هناك ممثلين موهوبين جداً ولكن الدور لا يليق بهم ولا يشبههم. هذا الأمر مهم في كل مسلسل وكل فيلم. اختيار الممثلين عملية اخراجية بحتة. الممثل هو اداة التعبير الاهم لدى المخرج من هنا لا يجب أن يتم أي تهاون وتنازل في هذا الموضوع. المخرج هو المسؤول وأي فشل يقع اللوم عليه وبالتالي لا يجب أن يتساهل المخرج في أي مرحلة من مراحل الانتاج.

​​​​​​​
​​​​​​​المخرج دائماً يعيد رسم المسلسل بعدسته وهذا يخلق في بعض الأحيان مشاكل بين الكاتب والمخرج. هل قمت ببعض التغييرات في النص وهل كنت تتواصل مع الكاتبة كلوديا مرشليان؟
عندما أستلم النص يصبح لي، واعيد تأليفه من جديد على الكاميرا. انا وكلوديا نعمل منذ فترة طويلة مع بعضنا ومتفقان على هذه الامور. ونحن على تواصل مستمر ولكن ليس لدرجة أن نتحدث عن كل مشهد.

​​​​​​​العمل تاريخي ولكن في بعض الأحيان كنا نشعر بانه عصري .
العمل تاريخي وفي كل مشهد هناك تفاصيل كثيرة توحي لك بالحقبة الزمنية التي تجري فيها الأحداث: الديكور، الملابس، الماكياج وغيرها ... لقد صورنا في بعض المنازل التي لا تزال حتى اليوم تحافظ على صورة الحقبة التاريخية التي شيّدت فيها من هنا قد تدخلها وتشعر أنك في ذلك العصر.

لا بد أنك لاحظت ان أحد مواقع تصوير مسلسل "الشقيقتان" هو نفسه الذي استخدم في مسسلسل "امير الليل" الذي عرضته المحطة مباشرة قبل عرض مسلسلك.
هذا الموقع هو أساسي في عملنا وصورنا فيه الكثير من المشاهد الأساسية في المسلسل وهو كان منزل "كرم بيك الأسمر". والمسلسل الذي عرض قبلنا استخدموا فقط واجهة المنزل الخارجية أما من الداخل فالتصوير تم في مكان آخر. وانا انتبهت لهذا الموضوع قبل ان يتم التداول فيه وادركت انهم استخدموا الواجهة فقط .. هذه الأمور تحدث !

​​​​​​​انتقد البعض مشاهد المسلسل الليلية التي صورت ولكن كان هناك اضاءة خارجية توحي أن المشهد صوّر نهاراً. ما تعليقك وهل صورتم بعض المشاهد الليلية في النهار بسبب ضيق الوقت؟
هذا الأمر غير صحيح ! الحدائق لا تطفئ انارتها في المساء وهذا كان مصدر الضوء.

هل انت راض عن الأصداء التي حققها المسلسل؟
بحسب ما اطلعت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل التي تلقيتها فالاصداء كانت ممتازة !

​​​​​​​
​​​​​​​أعلن في بداية عرض المسلسل انه من 30 حلقة لكن تمت اطالته ليصبح 35 حلقة. ما تعليقك على الأمر.
لم تتم اطالة المسلسل دقيقة واحد. بل تم تعديل مدة الحلقة. يمكن ان يُعرض المسلسل نفسه على مدار 30 حلقة أو 70 حلقة .

وهل أضرّ العمل؟
انا أشرفت شخصياً على عملية اعادة تقطيع الحلقات. فبسبب كثرة الاعلانات خلال عرض المسلسل، كان هناك للمحطة طلب خاص مع اقتراب انتهاء الحلقات، فتمنى علي الشيخ بيار الضاهر وسألني اذا كان بامكاني أن اضيف بعض الحلقات من خلال عملية مونتاج. وبصراحة الحلقات الأخيرة من المسلسل كانت طويلة وكانت تصل إلى 55 دقيقة لأني كنت مصراً على أن انهيها كما كتبتها كلوديا. وقلت له ان بعد المونتاج قد يصبح المسلسل من 35 حلقة وهذا ما حصل.

نهاية المسلسل كانت لافتة. لم تكن تفاصيلها كثيرة ومن ثم انتقلنا فيها إلى العام 2016 .
كنت افضل هذه النهاية. ليس من الضروري أن تكون النهاية في كل مسلسل سعيدة ومتوقعة. الحياة ليست هكذا دائماً. وأنا أحببت فكرة أن نرى كيف أصبح بيت كرم الاسمر بعد سنوات وكيف انهارت العائلة وأصبح بيتاً مهجوراً. وهذه النهاية تشبه الحياة كثيراً.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟
حالياً أشارف على الانتهاء من تصوير مسلسل "ورد جوري". ومنذ أشهر انتهيت أيضاً من تصوير الجزء الثاني من مسلسل "وين كنتي". والعملان سيعرضان خلال شهر رمضان المقبل على شاشة الـLBCI.

وهل من أعمال سينمائية؟
في الفترة الأخيرة الدراما اللبنانية في تقدم مستمر وهي تسير صعوداً. وصراحة لا أجد الوقت لكي ألتفت إلى السينما "مش عم بخلوني آخد نفس". لدي العديد من الأفكار والمشاريع ولكني بحاجة إلى الوقت فقط لتنفيذها.