رغم أن بدايتها الفنية لم تكن من سنوات طويلة إلا أنها خطفت الأنظار بأدائها العالي وبأدوارها التي يصفها البعض بالجرأة لكنها ترفض فكرة تصنيف البعض لها على أنها ممثلة إغراء، وقد شاركت في أعمال درامية كثيرة حققت من خلالها النجاح إلا أن حضورها السينمائي لم يكن سوى في تجربة وحيدة مع المخرج داوود عبد السيد من خلال فيلم "قدرات غير عادية".

. هي الفنانة نجلاء بدر التي تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها بمسلسلين وهما "30 يوم" و "رمضان كريم" إلى جانب فكرة الصنيف الفني وما تنجذب له من بطولات، وهل الماديات هدفها من الفن، وهل الزواج جعلها تشعر أكثر بالإستقرار، هذا وتتحدث عن المستقبل وموقفها من أعمال السيرة الذاتية وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء الآتي:

في البداية.. شاركت العام الماضي بمسلسل واحد فقط، وهذا العام تظهرين بمسلسلين وهما "30 يوم" و "رمضان كريم".. فما السبب؟

ليست هناك أسباب سوى أنني أُعجبت بسيناريو العملين ووجدت إختلافاً كبيراً بين الدورين لذا قررت تقديمهما، إلى جانب أنني إعتذرت عن أعمال أخرى كانت معروضة علي، ولا أرى الأمر غريباً بخاصة أنني شاركت في أكثر من مسلسل ضمن موسم درامي واحد، لكن المهم وما يتحكم في حضوري بأكثر من عمل بموسم واحد هو سؤال أطرحه على نفسي.. هل هناك إختلاف بين الدورين؟.. هل الجمهور سيشعر بأنه سيرى شخصيتين مغايرتين عن بعضهما؟ وحينما أجد الإجابة عن ذلك أُقرر موقفي على الفور، وهذا ما وجدته بالفعل.

من ناحية اخرى.. ألا ترين أن تجربة سينمائية وحيدة في مشوارك الفني هو أمر سلبي بالنسبة لك؟

لا أرى الأمر سلبياً بل أنني كُنت محقة في رفض بعض البطولات السينمائية في فترة لم أكن أستطيع تحملها إلى أن سنحت الفرصة للمشاركة بفيلم متميز ومع مخرج كبير مثل داوود عبد السيد فوافقت عليه من دون قرائته، كما أن الفترة التي دخلت فيها التمثيل لم تكن تشهد إنتعاشاً سينمائياً بل الدراما كانت مُنتشرة أكثر، وأنا في الحقيقة كُنت أتمنى أن تكون بدايتي في السينما مع مخرج مهم وبفيلم مميز وتحققت الأمنية مع داوود عبد السيد.

وكيف ترين فكرة التصنيفات السينمائية المنتشرة خلال هذه الايام؟

أرفض فكرة التصنيفات لأن التصنيف لا بد أن يكون قائماً على أسس ومعايير معينة وما يحدث في فكرة التصنيف لا يعتمد على أي أسس صحيحة، فالتنوع أمر مطلوب للغاية والجمهور متشوق للغاية لمشاهدة الكثير من النوعيات في السينما لأن فكرة التصنيف والنمطية تخلق حالة من الروتين لدى الجمهور، وأرى أن السينما تغيرت وبدأت في التحسن في الوقت الحالي بوجود الكثير من الأعمال الهادفة والمميزة والمختلفة عن بعضها البعض.

كثيرون يصنفونك على أنكِ ممثلة إغراء.. فما ردك؟

أرفض هذا التصنيف ولا أرى نفسي فيه بل أن كثيرين قدموا الإغراء ولم يتم وصفهم بهذا الأمر، فالإغراء له طرق كثيرة سواء بالعين أو مشاهد أخرى، لا سيما أنني يأتيني سيناريو أقرأه في العموم وموقفي منه لا يكون على أساس الإغراء أو مثل هذه الأمور بل يكون على أساس السيناريو بشكل عام والدور نفسه الذي أُقدمه، كما أنني لم أُقدم الإغراء فقط طيلة مشواري الفني بل قدمت الكثير من الشخصيات المختلفة والمتنوعة، لذا فهذا التصنيف لا أرى قيمة له وغير صحيح.

السينما معروف عنها الجرأة بعض الشيء عن الدراما، وأول فيلم سينمائي شاركت به وهو "قدرات غير عادية" مع المخرج داوود عبدالسيد تم وضع لافتة "تحت إشراف عائلي"، فهل تعتبرين ذلك تأكيداً على وصفك بممثلة الإغراء؟

لا أعتبر ذلك تأكيداً على الإطلاق ووقت وضع هذه اللافتة على الفيلم لم أفهم السبب فيها لأن الحوار الخاص بالفيلم لم يشهد أي ألفاظ خارجة إلى جانب أن كل مشهد في الفيلم كان له مُبرر درامي وفقا لسياق العمل، ومن ناحية أخرى احيانا نجد في كثير من الاعمال الدرامية ألفاظاً ومشاهد جريئة وهي في الوقت نفسه يكون بها ضيوف على الجمهور في بيوتهم، وهذه اللافتة أعتبرها علامة إستفهام بالنسبة لي ولم أفهم سببها إلى الآن رغم مرور شهور طويلة على عرض الفيلم، وعلى العكس هذه الجملة كانت في مصلحة العمل وليست ضده.

ألم تخافي من التعامل مع مُخرج كبير مثل داوود عبد السيد في أولى تجاربك السينمائية، فهي مسؤولية من ناحية وفي الوقت نفسه يُقال إنه كثيراً ما يحذف بعض المشاهد للممثلين؟

لم أقلق على الإطلاق من التعاون معه بل أنني تشرفت به وشيء مهم في حياتي الفنية أن يكون أول عمل سينمائي لي مع مخرج كبير مثل داوود عبد السيد والكثيرون يحلمون بفرصة معه، كما أنني قبلت الفيلم من دون قراءته، وفكرة حذف المشاهد هو أوعى وعلى دراية أكثر من أي شخص بما يفعله لأنه قائد السفينة، وهذا حدث بالفعل أنه تم حذف بعض المشاهد الخاصة بي وكانت له أسبابه ولم أتناقش معه في هذا الأمر بل أنني سعيدة بالتجربة بشكل عام وأتمنى تكرار التعاون معه.

ولماذا تحرصين على المشاركة في الأعمال الدرامية الطويلة، حيث شاركت في "قلوب" ومن ثم "نسوان قادرة"، ومعروف عن هذه النوعية أنها مرهقة ومُهدرة للوقت؟

موقفي من أي عمل فني يكون على أساس السيناريو الذي أقرأه وأحدد موقفي منه ومن ثم الدور ومدى إختلافه عن غيره، ولا أُنكر أن الاعمال الدرامية الطويلة مرهقة لكنني أراها تجربة ممتعة وإستمتعت للغاية من خلال "قلوب" و "نسوان قادرة" وكل عمل كان مختلفاً وله ما يميزه عن الآخر، كما أنني لا أُقدمها كل عام بل هناك وقت طويل بين العملين، لا سيما ان مشاركتي في هذه الأعمال لم تؤثر على غيابي بل أنني شاركت في دراما رمضان وكذلك في السينما.

أي نوع من البطولات تنجذبين له؟

أحب البطولات الجمايعة واراها مفيدة للجمهور وللفنان وهي وسيلة للصراع مع نفسي لإخراج أفضل ما بداخلي من طاقات فنية، وشاركت في هذه التجارب من قبل لأكثر من مرة، لا سيما أن إنتشارها في الوقت الحالي دليل على نجاحها مع الجمهور، فهي غالبا ما تكون مليئة بالقصص والدراما والخيوط التي تُساعد على إنتشارها ونجاحها، واعتقد أن عصر البطولة المطلقة في إنقراض شديد في الوقت الحالي.

وهل الماديات هدفك من الفن أم تسعين لها؟

هذا غير صحيح ولم أفكر في الناحية المادية نظير مشاركتي بأي عمل فني والدليل أنني في بدايتي الفنية قبلت أعمال تقاضيت منها أجور لا تساوي قيمة شراء ملابس العمل، لكن هناك ممن إستغلوا أنني لا أفكر في هذا الأمر وبدأوا يتعاملون معي بالمبدأ نفسه حتى بعدما حققت النجاح وزادت أسهمي، لكن نحن فنانون وبحاجة لأجور تغطي تكاليف شراء الملابس والإنفاق على الدور والجسات وما إلى ذلك من أمور لكن أجري يكون متفقاً عليه في الوقت الحالي من دون أي مبالغة بل بما يُرضي الطرفين.

وما هي نظرتك للمستقبل؟

أُفكر في المستقبل وأخاف أن أضطر لقبول بعض الأعمال فيما بعد من أجل العمل والتواجد بخاصة أن العمل بمجال الفن يوم في السماء ويوم في الأرض، ونجومية وبريق الفنان لا تدوم طوال العمر.

وما موقفك من أعمال السيرة الذاتية؟

أرفض أعمال السيرة الذاتية ولا أفكر فيها على الإطلاق لأنني أخاف أن أفشل في تقديمها بسبب فكرة المقارنة والتي تكون ظالمة دائما.

وفي النهاية.. هل الزواج أعطاكِ شعوراً بالإستقرار؟

بالتأكيد.. هناك إستقرار كبير في حياتي بعد الزواج، وزوجي يتفهم طبيعة عملي ويدفعني ويحمسني نحو العمل والنجاح، وأنا وهو متفاهمان للغاية.