كاتب كبير إسمه بغنى عن التعريف، انطبع في ذاكرة الفن اللبناني وفي أذهان الناس من خلال قلمه، خبرته طويلة إلا أنه لا يسمح لنفسه بأن يعطي رأيه بزملائه في الاعلام ويفضل توجيه الملاحظة إذا وجدت مباشرة للشخص المعني ولأخلاقه نرفع القبعة.

جريء الى أبعد الحدود ويحضر حالياً العديد من الأعمال المرتبطة بسياسة الوطن... هو الأستاذ شكري أنيس فاخوري الذي معه كان لنا هذا اللقاء الحصري.

بداية، أخبرنا لماذا إخترت في فيلم "زفافيان" أن تتناول موضوع الأرمن في لبنان؟

نعيش منذ زمن واقعاً وهو أن الأرمن كثر في لبنان، رغم ذلك لم يشركهم أحد بلغتهم في الدراما اللبنانية، نلاحظ مشاركتهم باللهجة اللبنانية وهم ممثلون لبنانيون أرمن. من هنا، حان الوقت لنتوجّه ونلتفت الى حياتهم وبيئتهم في لبنان في إطار كوميدي جميل.

ماذا عن أصداء "الارمن" تجاه الفيلم؟

الاصداء إيجابية جداً ولقد تخطينا الـ 30 ألف مشاهدة خلال أسبوع واحد.

على أي أساس جاء اختيار بطلي العمل كارلوس عازار وإيميه صياح؟

شخصية "سامي" في زفافيان تحتاج لشاب ككارلوس عازار وشخصية "سيفانا" تحتاج لصبية ناعمة كإيميه، وأي شخص غيرهما لم يكن ليكون في المكان الصحيح والحمدلله تمكنا من الاتفاق معهما لنرى اليوم هذه النتيجة.

ماذا عن الاخراج؟ تجمعك بكارولين ميلان نجاحات عديدة فهل يطمئنك ذلك؟

أكيد أنا مطمئن من هذه الناحية، "زفافيان" ناجح في كل عناصره من الإخراج الى ما يتبعه. هو سلس يجعل المشاهد مبتسماً ومتأثراً في مكان معين مثلاً عندما اكتشفت سيفانا كذب سامي بطل القصة. والأهم أنه يخرح بنظرية صحيحة وهي "المصاري وصبّاط الانسان سوا".

ألا تجد أنك مقل في الكتابة؟

لديّ أعمال مصورة وجاهزة للعرض لكنها لم تبصر النور حتى اليوم، مثلاً لديّ عمل عن حياة الشهيد رفيق الحريري، وأيضاً مسلسل "غبطته والشيخ" مكتوب وجاهز بانتظار توفر إنتاجه بعد شهر رمضان، لهذا السبب أنا غائب عن الشاشة لكن الجمهور يعتقد أنني لا أكتب، ولو عرضت أعمالي المذكورة لما كنت مغيباً.

كم مسلسلاً تستطيع أن تكتب في السنة؟

هذا موضوع آخر، ليس لديّ طاقة الآخرين الذين يكتبون أكثر من عمل في السنة، لكنني عندما كتبت "العاصفة تهب مرتين" 177 حلقة كنت أكتب على مدار الساعة لإرتباطنا بالتلفزيون فكان لديّ هذا الايقاع السريع وكتبت وقتذاك مجموع العملين "العاصفة" و"نساء في العاصفة" 333 حلقة موزعة على 15 موسماً وهذا الرقم لم يصل إليه أحد في الدول العربية.

ماذا عن المواضيع التي تعالج اليوم في الدراما اللبنانية؟

"ما بدنا نتخبى ورا أصبعنا" هذه المواضيع موجودة في حياتنا، لكن بنسب متفاوتة، وكل كاتب يختار الموضوع الذي يؤثر فيه لكن طريقة المعالجة تختلف وتميّز العمل، ولست في موقع لأعطي رأيي بزملائي الذين أحترمهم جميعاً.

لكن من الأهم من شكري أنيس فاخوري ليعطي رأيه بالكتاب اللبنانيين؟

"لا لا" لا أعطي رأيي بغيري عبر الاعلام، أفضل أن أتصل بالشخص المعني مباشرة وأخبره بوجهة نظري، لكن دوركم أنتم كإعلاميين أن تبدوا أراءكم بالشخص والعمل.

لماذا عدد الكاتبات أكثر من الرجال؟

"لك إنتو البنات في أحلى منكن" المرأة هي رحم الكون "يا ريت كل شي بهالبلد مستلمينو نساء". المرأة يوثق بها لأنها تعمل بضمير خصوصاً أنها تحب أن تثبت نفسها ضمن إمكانياتها وأكبر مثال منى طايع، كلوديا مارشليان، كلود صليبا وغيرهنّ.

هل ظلم الاخراج مسلسل "أمير الليل" وماذا عن نص منى طايع؟

القصة كانت طاغية في العمل وهي التي سيطرت في أمير الليل، المشاهدون تابعوا قصة ولم يفكّروا بتاتاً في الإخراج والى ما هنالك. علينا أن نميز بين المشاهد المحترف في مهنة النقد والتصوير والإخراج وبين المشاهد العادي الذي يستمتع بالتفاصيل الصغيرة وهذه الشريحة الأكبر في المجتمع. نعم الإخراج سيء جدا بإعتراف منتجي العمل بسبب تغيير المخرج مرات عديدة واستدعاء مخرج محترف بالإضاءة وليس بالاخراج "الاخراج ضعيف والنص شقل المسلسل".

لماذا نصك غائب عن المنافسات الرمضانية؟

أفضل أن يعرض خارج رمضان ليأخذ نصيبه من ناحية المشاهدة، أنا أفضل أن أعرض في الأشهر العادية.

​​​​​​​أخبرنا عن مسلسل "غبطته والشيخ" المسلسل الذي يتطلب إنتاجاً ضخماً...

وعدوني بأن ينفَّذ بعد رمضان، القصة عبارة عن علاقة صداقة تجمع بين البطريرك الماروني ومفتي المسلمين عام "1975"، طبعاً القصة خيالية، تندلع الحرب ونروي قصتهما منذ فترة شبابهما حتى إندلاع هذه الحرب وما كان موقفهما منها. غبطته والشيخ قصة أتمنى لو كانت حقيقية لأن البطريرك والمفتي الآن هما المثال الحي لبطلي القصة.

الى هذ الحد أنت راضٍ عما يحصل دينياً؟

مواقفهما الدينية راقية جداً.

ولماذا لا تترشح للانتخابات النيابية؟

أحتاج إلى 10 ملايين ليرة ولديك الحملة الانتخابية غير المتوفرة عندي، مضيفاً: "وكرمال شو حتى أعمل نايب"؟ أنا فنان ولا أرى أي حافز للترشح.

بعيداً عن السياسة ساهمت بنجومية الكثيرين فمن اليوم وفي لشخصك؟

كلهم أوفياء لأنه لا يمكن أن يكونوا بلا وفاء، "لحظة لبتوقع عيني على هيدا الشخص لح يقلب قد الكمشة ما هيك"؟ إذا ادعى عدم الوفاء.

ما الفرق بين الوقاحة والجرأة؟

الجرأة أن يدخل الكاتب في كل تفاصيل الموضوع، أما الوقاحة فهي الكشف عن هذه التفاصيل.

لمن تتوقع النجومية من الجيل الحديث؟

باميلا الكيك، سيرينا الشامي، سارة أبي كنعان، زينة مكي وغيرهن.

كيف تمضي يومياتك؟

أستيقظ صباحاً وأكتب قليلاً، من ثم أذهب الى الجامعة وأهتم بتلاميذي وأعود لأهتم بأمور تتعلّق بنقابة الفنانين كوني رئيس مجلس الإدارة.

كلمة أخيرة؟

أشكرك على هذه المقابلة وعلى إلمامك وعمق ثقافتك في المواضيع كافة.