حين أطلّ الفنان باسم فغالي في برنامج ستوديو الفن، أذهل كل مَن شاهده بقدراته الفائقة وإمكاناته الكبيرة في تقليد الشخصيات.

وأصبح منذ ذلك الوقت «ظاهرة» واستطاع مع مرور الأعوام فرض نفسه كرقم صعب في الوسط الفني وعلى صعيد العالم العربي. باسم فغالي شخص غامض فعلاً، فهو يظهر على الجمهور كما يريد ووفق الصورة الفنية التي رسمها لنفسه. ترافق مشوار فغالي الفني مع انتشار الكثير من الأخبار، سواء عن حياته الخاصة أو العائلية أو حتى الفنية، غير أنه كان يلتزم الصمت دائماً، ويكمل عمله.

مع باسم فغالي كان هذا اللقاء الذي تطرق فيه إلى آخر أعماله وآرائه في الفن وغيرها من المواضيع:

لماذا أنت غائب فقد اشتقنا إليك؟

أنا هنا وأحضر لمناسبة حلول شهر رمضان خمسة عروض في الأردن وأحضر لـ stars on board للنسخة الأوروبية والأوكرانية.

ماذا تحضر لـ stars on board ؟

أحضر مادة دسمة بسبب وجود عدد كبير من النجوم المشتركين. لدي ثلاثة عروض في كل مرة.

هل هذه المرة الأولى لك في stars on board ؟

لا إنها المرة الثانية التي أشارك فيها لكن في المرة الأولى كنت خائفاً ولم أكن أعرف ما هو البرنامج. لكن هذه المرة أفضل.

أول مرة أسمع من فنان كلمة "عم حضر"..

نعم لأنني أحفظ الكلام والحركات والثياب بحاجة إلى تمرين ففي كل مرة التمرين يكون أصعب فكل قميص يفكّ بطريقة ما خصوصاً أن تبديل الثياب يكون مباشرة أثناء تقليدي للشخصيات وأغيرها بسرعة على المسرح. وهناك شاب يدرّبني على الموسيقى.

وتأليف النص الذي تقدّمه على المسرح لمن؟

تأليف النص لي، أنا من يؤلف ويقوم بخياطة الثياب وأحضرها، طبعاً هناك مساعدون لي لكن إجمالاً العمل الأكبر عليّ.

أنت من الفنانين المثقفين الذين يستخدمون ثقافتهم في أدوارهم...

طبعاً لأنني كنت أشاهد تجارب الكبار. واليوم أتذكرهم بفرح مثل سيمون أسمر وصباح وروميو لحود. فكما أنهم علموني يجب أن أعلّم انا أيضاً من يريد أن يدخل في هذا المجال أو يحب الفن.

هل هناك أحد يستطيع أن يكمل من بعدك يعني هل هناك أحد يمتلك موهبة باسم فغالي أو يشبهها؟

هناك كثيرون يستوحون الطريقة لكن يؤدونها بطريقة مختلفة. يمكن ما يقومون به أفضل أو أنا أقوم ببعض الأدوار أفضل لكن كل هذا يصب في خانة الفنّ والجمال والتثقيف.

هناك البعض يتهمك بأنك من أنشأت صفحة عديلة على مواقع التواصل.. هل أنت عديلة؟

لا لست عديلة لكنني من المعجبين بعديلة ومن المتابعين لها. لكنني لا أعرف من هو الشخص وراء هذه الشخصية فأنا أتحدث إليها كعديلة لأنني أحب أن يعيش الدور أكثر فيقوم بأمور أجمل عندما أكلمها كعديلة.

خصوصاً أن نقدها يشبه نقدك...

صحيح لكنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا النوع من النقد.

أنت تصدم جمهورك دائماً بالصور التي تنشرها... لماذا تقوم بهذه الأمور الصادمة؟

نحن مضطرون أن نأخذ ونعطي في هذا المجال وأن نسمع نقداً من هنا وهناك. ففي النهاية مثلاً في صورتي مع الشاب هي ضمن حدود النظرة الفنية لهذه الصورة. وبما يتعلق بصورة التابوت فالموت بالنسبة لنا هو فرح وهذا شائع في عصرنا هذا.

ما رأيك بالمثليين الجنسيين؟ هل تدعمهم؟

أنا أعتبر المثلية الجنسية طريقة عيش فيجب ألا نضعهم في إطار معين.

أنا أعرف أنك عميق بتفكيرك... لماذا هناك جيل من الفنانين أصبحوا نجوماً وليس هناك غيرهم على الساحة حتى اليوم؟

هناك نجوم ساعدهم التفرد وهناك نجوم ساعدتهم ديكتاتورية التلفزيونات وقتذاك. لكن هناك نجوم لا يتكررون.

أنت كنت مع ديكتاتورية سيمون أسمر؟

لا أقصد كان هناك تفرد بالتلفزيون. لكن اليوم هناك وسائل تواصل وإنترنت.

قبل كانت البرامج تلاحق الفنان بعد يخرج من البرامج لكن اليوم لا يهتمون بهم ؟

صارت الساحة اليوم مباحة.

هل صحيح أن هناك فنانين يطلبون منك أن تقلدهم لينشهروا؟

أكيد هناك فنانون يطلبون هذا. مثلاً تلفتني شيراز بالموسيقى التي تقدّمها فأحببت أن أقلدها وصرنا صديقين وأضأت عليها لأنها نجمة.

هل قلّدت شيرين عبد الوهاب مثلاً؟

لا لكن سيأتي الوقت وأقلدها. شيرين تظهر وهي تتحدث وأنا أريد أن يظهر الفنان بكراكتير كامل طريقة لبس وكلاماً.

لماذا لم تدع مثلاً لتكون ضمن لجنة تحكيم برنامج أراب غوت تالنت لأنه برنامج مواهب؟

لا أعرف يمكن سيأتي يوم ويدعونني إلى المشاركة في لجنة تحكيم ربما عمري ليس مناسباً. أنا ضد أن نحضر موهبة ونشنقها في حلقة وتذهب إلى البيت. أنا أفضل أن ننمي الموهبة ونشجعها ونطلقها. يجب ألا يكون الشخص سلعة من أجل البرنامج واستمراريته.

ألم تتجه مرة إلى تقليد السياسيين؟

لا قليل. لأن من يقلدهم جيدون جداً. وإذا احتجت إلى أن أصور مقطعاً سياسياً فأستعين بأحد ممن يقلد السياسيين.

إذا أردت أن تستعين بأحدهم من يكون؟

لا اتذكر أسماء لكن هناك الكثيرين محترفون.

ما رأيك بهشام حداد وما يقدمه؟

هشام حداد على الموضة ودارج ودمه خفيف كل الناس يشاهدونه منذ أن كان يقدم برنامج "لول". هو ابتكر خطاً خاصاً به وأحب هذا الأمر.

وعادل كرم؟

عادل ممثل مهم جداً لكنني أخاف على هؤلاء الممثلين من التلفزيون لأن كثرة الظهور عبر التلفزيون ليست في صالح النجم وشهرته. فإذا شاهدتني كل يوم ولو كنت طريفاً ومحبباً ستملين مني في النهاية.

وفادي رعيدي؟

أحبه جداً وأحب أن يعطي أكثر لكن أفهمه لماذا هو مقل.

لماذا هو مقلّ؟

لأنه فنان إلى هذه الدرجة والفنان يختبئ أحياناً كما السلحفاة عندما ننفخ عليها.

ماريو باسيل؟

لديه طريقته لكنني لست من متابعيه بل أتابع فادي رعيدي. ماريو يستطيع أن يذهب إلى أبعد الحدود والناس يتقبلونه.

أنت عاشرت فنانين عن كثب وكنت مقرباً من صباح وغيرها. من تعشق الأكثر وتقول لن يأتي مثله؟

طبعاً صباح لا تتكرر فأنا أعرفها شخصياً وعن قرب فاشتاق إليها اليوم وأشتاق إلى أن أجلس معها مع شخص عبقري ويفهم كثيراً.

لماذا انتقدوك عندما كرمتها؟

انتقدوني لأسباب شخصية، فيريد أن يضيء الإعلام عليه ليقول إنه قريب من صباح. ومن الأقرب إلى صباح أكثر مني من أسرة فغالي ومن وادي شحرور؟

لماذا تظهر دائماً مقلّداً شخصية أخرى؟

لأن الناس اعتادوا عليّ هكذا بالتقليد فأفضل أن يبقى باسم الشخص بعيداً عن الأضواء وليبقى بالي مرتاحاً. وفيها نوع من الغرابة واللغز.

هل اشتقت إلى والدتك؟

طبعاً وإلى الآن استوعبت والآن بدأت أحزن واشتاق إلى والديّ لأن الفرق بين رحيل والدي ورحيل والدتي لم يتعدّ الثلاثة أشهر. وما يزعجني أنني أحلم وأراهما يقولان إننا لن نغيب كثيراً وسنعود. وفي كل مرة أستيقظ مع غصة ولم أعتد نمط الحياة من دونهما.

ما تفسير هذا الحلم؟

من يحلم هكذا أحلام لا يريد في الواقع أن يتقبل أن والديه قد غابا. وهناك طبيب قال لي إن هذا أمر طبيعي لشخص حزين على فقدان والديه. وقد حان الوقت لاشتاق إليهما وأحزن لأنه عندما توفيا لم أستطع أن أحزن عليهما.

كلمة أخيرة لموقع الفن وقرائه..

أريد أن أوجه كلمة لك لأنك شخص عزيز عليّ وموقع الفن أيضاً عزيز وأفتخر أنني وصلت إلى وقت تريدين أن تحاوريني فأشكرك كثيراً. وأوجه تحية لجمهوري من خلال أعمالي.