كرم الزمن الجميل ممثلاً قديراً أبدع في التمثيل فترك بصمة خاصة في نفوس جمهور من مختلف الاجيال.

إنه عبد المجيد مجذوب الذي شكل ثنائية متميزةً مع الممثلة الراحلة هند أبي اللمع فأضحى ممثلاً محترفاً يحتذى به. ولم يقتصر هـذا الإسم الكبير على الأدوار التمثيلية فحسب بل يعتبر مرجعاً ثقافياً مهماً. مع عبد المجيد مجذوب كان هذا اللقاء الخاص .

أعلم أنّ محبة الناس هي أهم تكريم، لكن أخبرني كم يعني لك تكريمك مؤخراً في مهرجان الزمن الجميل؟

أنت قلتها يا عزيزي، أهم تكريم هو محبة الناس، أقول لك بكل صدق وأمانة إنّه لولا محبة الناس لما جاء التكريم من الأساس. ما يُجبر أهل التكريم على تكريمك هو محبة الناس، وكيف تأتي محبة الناس إن لم تكن الأسباب موجودة؟ الناس رأوا ما قدّمت وقيّمته وشعرت بصدقك في أدائك وإلتزامك بالقيم، فدخلت إلى قلوبهم وتحولت إلى قيمة، هذه القيمة ربما الجهات الرسمية تتجاهلها ولا تتهتم بها كثيراً، لكن في الأخير كم الإعجاب والحوار حول صدق هذا الإنسان وجمال عطائه، يفرض على الآخرين تكريمه.

كيف تلمس محبة الناس لك؟

الذي يعنيني هو حب الناس، عندما ألتقي بانسان في الطريق ويبتسم كنوع من الإحترام والصفاء وكأنّه يربّت على كتفك ويقول لك شكراً على ما قدّمته، آهِ على ذاك الزمن ما أجمله.

لم برأيك يتم اليوم تكريم أصحاب الزمن الجميل؟

في الفترة الأخيرة حدث أكثر من تكريم تحت عنوان الزمن الجميل، لأنّ الناس مفتقدين لزمن الصفاء والأخلاق والقيمة والإبداع النقي والعلاقات الطاهرة والتعامل بصدق هذا كله ينتفي للأسف الشديد، وهذا ليس حصراً ببلدنا لبنان بل بكل العالم، لذا نرى الناس يتحسّرون على الزمن الجميل. زمن العطاء والحب والأهم صدقية الحب ونقاء الحب.

لهذا السبب لليوم يتم إعادة أعمال قديمة؟

يبقى الزمن الجميل في الذاكرة لأنّ الأعمال يُعاد بثها وتجد مؤخراً أنّ هناك تركيزاً على إعادة تلك الأعمال، لعلّهم يعيدون إلى الناس كيفية التعاطي والإستمتاع بالأشياء الطاهرة والطيبة.

وألهذا السبب أيضاً يتم تصوير حقبات زمنية قديمة في الأعمال الجديدة؟

العودة إلى حقب زمنية قديمة وراءها نوع من التوجه السياسي، لكشف الغطاء عن نضال الإنسان لكي يتخلص من الاستعمار.

هل فقد الفن قيمته في هذا الزمن؟

القيمة موجودة..الله يضعها حيث يشاء بغض النظر عن الزمان والمكان والشباب اليوم ما شاء الله جميعهم مثقفون وخريجو معاهد فنية..لكن المواضيع التي يتم تناولها في هذا العصر سخيفة خالية من القيم لأن الزمن فرض ذلك. نحن نعيش في زمن كل شي فيه يعود إلى الوراء، هو زمن الإستهلاك والإسترخاص وطغيان المادة على الروح.

ما رأيك بالممثلين الموجودين اليوم على الساحة الفنية؟

طبعاً يوجد ممثلون يملكون الموهبة اليوم، يوجد ممثلون رائعون لكن المواضيع لا تثير اهتمام الناس. الإسترخاص هو عنوان هذا الزمان، لذلك يرجعون إلى الزمن الجميل حيث كانت القيمة هي الميزان والمقياس.

اشتاق محبوك إليك، هل سنراك قريباً في عمل جديد؟

أنا مشتاق للعطاء أكثر من الناس. مشتاق للوقوف أمام عين الكاميرا لكن هذا ليس سبباً كافياً يسمح لي بأن أطلّ. إذا كان عملاً ذا قيمة أقدّم من خلاله للناس شيئاً جميلاً أنا مستعد الآن لكي أعود، ومستعد لأتنازل عن مسائل حقوقية تتعلّق بالمادة مقابل القيمة، لكن هذا العمل لم يُعرض عليّ بعد.