مخرج لبناني في رصيده فيلم قصير بعنوان "الشباك" أطلقه عام 2003، وفيلم وثائقي بعنوان "ملاكي" تناول فيه قضية أمهات المخطوفين.

وبعد سنوات، يستعد المخرج خليل زعرور لاطلاق فيلمه الروائي الطويل الأول الذي سيبصر النور قريباً وهو بعنوان "نور" وبطولة نخبة من الممثلات اللبنانيات كجوليا قصار، عايدة صبرا، نيبال عرقجي، ايفون الهاشم... المخرج خليل زعرور يتحدث لموقع "الفن" عن اصداره الجديد واليكم التفاصيل ..

عندما يقرر المخرج أن يقوم بعمله الأول. ما هي الأمور التي يأخذها بعين الاعتبار ؟

أولاً يبحث عن الفكرة والسيناريو فهما الأساس في العمل. أنا كمخرج لبناني من واجبي الاضاءة على القضايا الانسانية ولا أحب أن اتوجه نحو الاعمال الكوميدية والتجارية البحت انما ابحث عن موضوع استطيع من خلاله ان اغير شيئا في المجتمع. هكذا بدأت بفيلم "ملاكي" مع أمهات المفقودين ثم بفيلم "نور".

ومتى بدأت العمل على "نور" ؟

منذ 3 سنوات بدأت التحضير لهذا الفيلم وقابلت فتيات تزوجن بسن صغير جدا وشاهدت كم عانين بحياتهن وتعذبن وكم فضلن الموت على اعادة تجربة الزواج. قررت بناء على بعض شهادات الحياة والقصص الحقيقية أن أبني السيناريو أنا واليسا أيوب.

لقد بدأت العمل على الفيلم منذ 3 سنوات. ألم تخش ان يقر في هذه الفترة قانون يمنع زواج القاصرات فيتضرر عملك؟

العمل الآن يأتي في وقته المناسب .. العمل فيه قصة حب وبعض المشاهد الكوميدية ويتضمن رسالة نستنتجها في النهاية أن الزواج المبكر أمر مضر للفتيات المراهقات جسديا وصحياً ونفسياً ... يظنون أنهم يقدمون خدمة لفتاة بتزويجها باكراً ولكنهم يدمرون حياتها.

زواج القاصرات كان مادة للجدال منذ فترة. هل انت مستعد لما قد تتعرض له بسبب الرسالة التي توجهها من خلال هذا العمل؟

أنا آخذ موقفا مع قناعتي، هناك من سيعارض ومن سيدعم فهذا الأمر يحدث في كل شيء واينما كان. أنا جاهز لكل شيء. واذا تم قرار قانون منع زواج القاصرات، واتمنى ذلك، سنكون جميعنا تحت القانون. الفيلم لا علاقته له بالدين والطوائف، بل هو يركز على ان السبب الأساسي لزواج القاصرات هو الجهل.

ما هي ديانة شخصيات العمل أم لم تكشف عن هذا التفصيل ؟

كلا الديانة مكشوفة والضيعة مسيحية. انا أقوم بعمل سينمائي وليس مسلسلات سخيفة. أريد أن يكون الفيلم أصلي وواقعي ويصدقه الجمهور. وأنا كمسيحي أتحدث عن مجتمعي ولم آخذ موقفاً ضد احد ولكن هذا الأمر يحدث في كل مكان وزمان.

قلت ان سيناريو العمل مبني على شهادات سمعتها من قاصرات عانين من الزواج المبكر. ما مدى مأساوية القصص التي سمعتها ؟

ماساوية جداً وهذا ما دفعني إلى القيام بهذا العمل. هناك قصص محزنة جداً. واذا سألت الفتاة في حال عاد بها الزمن الى الوراء هل تقدم على الزواج تقول لك انها كانت تتمنى لو انتحرت. وهناك منهن من تزوجن وعندهن بنات فيقلن لك انهن يفضلن قتلهن على تزوجهن في سن مبكرة.

هناك الجانب الجنسي من هذا الموضوع. هل تطرقت له في العمل وهل سيكون هناك مشاهد جنسية في العمل ؟

سنتطرق إلى هذا الموضوع ولكن بطريقة ليست مبتذلة.

كيف تصدر إلى الوقع الذي سيتركه العمل في الصالات السينمائية ؟

أنا مؤمن ومتفائل بأن هذا العمل سيكون له جمهور كبير في الصالات لأنه ليس فني بحت انما نفذ بطريقة سلسلة ويضمن ممثلين رائعين مثل جوليا قصار وعايدة صبرا وايفون الهاشم ونيبال عرقجي...

هذا الفيلم سيطرح في الصالات قبل المشاركة في المهرجانات. الا يؤثر ذلك سلباً على مشاركته فيها ؟

العمل سيطرح في الصالات اللبنانية أولاً في 27 نيسان ومن بعدها ساتوجه به إلى المهرجانات. وبما انه عرض في بلد المنشأ فلا مانع من مشاركته في المهرجانات السينمائية.

كيف كان التعاون مع الممثلين وكم استغرق اختيارهم ؟

استغرق بعض الوقت ايجاد ممثلة لتأدية دور الفتاة قبل ان نكتشف فانيسا. اما بالنسبة لجوليا وعايدة ونيبال فمن البداية ومنذ كتابة السيناريو كنت أفكر فيهن لتأدية الادوار. فكل واحدة منهن تليق بالشخصية التي تقدمها. التعاون معهن كان رائعاً.

من ساهم بانتاج الفيلم ؟

أنا قمت بانتاج الفيلم باستقلالية تامة ولهذا استغرق تحضيره 3 سنوات. انا سعيت بمجهودي الخاص للقيام بالعمل. لقد حصلت على مشاعدات من السفارة الاميركية والسفارة الهولندية والسفارة الكندي، مؤسسة الصفدي، skills Beirut، بالاضافة إلى مساهمة مني ومن أصدقائي وحتى انني اخذت قرضاً من المصرف لأكمل الفيلم.