يطلق عليها "جزيرة المساجد" و"جزيرة الأحلام"، هي "جربة" الجزيرة الوديعة الهادئة التي تتوسد جنوب شرقي تونس، وتعلن نفسها أميرة البحر الأبيض المتوسط، لا تنافس على سحرها.

يجد زائر "جربة" التنوع في الديانة والعرق، وحتى في المذاهب الإسلامية؛ حيث إن المذهب الإباضي هو الأكثر أتباعاً في الجزيرة، رغم أن معظم سكان تونس ينتمون إلى المذهب المالكي.

فالجزيرة التي يقطنها نحو 160 ألف نسمة تحتوي على 366 مسجداً، اُستوطنت قديماً، وفيها كثير من الآثار المهمة، لعل من بينها "معبد الغريبة"، الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا، حيث يعود تاريخه إلى قرابة 2600 سنة، ويزوره يهود من أنحاء العالم كل عام لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ"حج اليهود".

وتزعم روايات تاريخية أن امرأة يهودية قدمت إلى "جربة" واستقر بها الحال في مكان كنيس الغريبة الآن، وعرفت هذه المرأة بالكرامات، فأقيم لها هذا المقام عند الممات، كما سمي الكنيس "الغريبة" نسبة إليها.

ويرجع البعض التعايش الموجود في جزيرة جربة إلى عدة عوامل، من أهمها العامل الجغرافي، إضافة إلى مرور معظم الحضارات على الجزيرة؛ من الإغريق إلى الرومان ثم الفتح الإسلامي وصولاً إلى الغزو الإسباني.

وفي الجزيرة مساجد تحت الأرض، وفيها أبراج عديدة، منها برج "الغازي مصطفى" الذي يعود تاريخه الى سنة 1560.

تُعرف جزيرة الأحلام بأنها من أجمل الأماكن السياحية وأحلاها، حيث تعد مكاناً يقصده كل من زار البلاد، لغناها بإرثها الثقافي والتاريخي.

والتونسيون يعشقون "جربة" وقد تغنوا بجمالها وسحرها قبل غيرهم.