على الرغم من أن الكثير من الناس يرونها بمئة رجل وتُساهم في حل الكثير من المشكلات الخاصة بالحالات التي تظهر معها في برنامج "إنتباه" إلا أنها تعترف بأنها شخص ضعيف ودموعها قريبة للغاية حيال أي موقف تتعرض له، وفي الوقت نفسه لا تعيش حياة الرفاهية التي يعيشها بعض الإعلاميين الذين يتقاضون رواتب عملاقة ويقولون إنهم يضطرون للعمل بأكثر من ناحية لسد ظروف معيشتها.

. هي الإعلامية المتميزة منى عراقي التي تتحدث لـ"الفن" في حوار مُثير للجدل تكشف فيه عن تفاصيل كثيرة في حياتها الخاصة والعملية والمقارنة مع البرامج الأخرى، وتتحدث عمن يحاولون تقليدها وتكشف ما هي الفاتورة التي تدفعها نظير عملها الإعلامي ونجاحها وأشياء أخرى كثيرة تتحدث عنها في اللقاء الآتي:

في البداية.. تتعرضين لضغوطات نفسية كبيرة نتيجة عرض حلقتين كل أسبوع من برنامج إنتباه بعد أن كُنت تُقدمين حلقة واحدة، فما الذي دفعك لذلك؟

دفعني لذلك ما حققه البرنامج من نجاح كبير إلى جانب وجود الكثير من الرسائل الخاصة بمن لديهم مشكلات على قوائم الإنتظار، فكانت الرغبة مني وبالإتفاق مع إدارة القناة بعرض حلقتين كل أسبوع، ومع أن الموضوع مُرهق وصعب للغاية لكنني سعيدة بأنني أُقدم المُساعدة للناس وأقف إلى جوارهم وهذا في النهاية يأتي على حساب حياتي الخاصة لكنني أتحمل لأنني أحب عملي وسعيدة بما أُقدمه للناس.

برنامج "إنتباه" فاضح وكاشف للأزمات وتكلفته الإنتاجية قليلة مقارنة بالبرامج الأخرى، فكيف ترين هذه التركيبة هل هي في صالحه؟

بالتأكيد في صالحه وسعيدة للغاية بما حققه البرنامج، وبالفعل البرنامج "دمه تقيل" وفاضح وكاشف وموجع وفي الوقت نفسه هو رقم واحد مشاهدة في الوقت الذي فيه البرنامج هو الأقل تكلفة من الناحية الإنتاجية مقارنة بالميزانية المهولة للبرامج الموجودة على الخريطة في الوقت الحالي.

وهل تعترفين بأنك رقم واحد في نوعية البرامج الإنسانية في الوقت الحالي؟

بتلقائية قالت: "ليس لنا منافس أولاً لأنه لا أحد يقدم تحقيقات استقصائية وليس هناك من لديهم القدرة على الاستمرار في تقديم هذه النوعية من التحقيقات كما استمررنا لثلاثة أعوام وحتى الوقت الحالي، فالكل كان يقدم تحقيقات استقصائية في البداية ولا يستمر، إلى جانب أن لدينا تحقيقات اجتماعية في وقت ما هو موجود في السوق تقارير فقط، والفرق الوحيد بين التقرير والتحقيق أن الثاني يخرج بنتيجة والأول لا يخرج بنتائج مهما كان عمق الموضوع ومدته، وهناك برامج في الوقت الحالي تقودنا وتحاول تعديل مسارها وأن نتحول إلى عدوى للآخرين فهذا شيء يسعدني".

إذاً.. أنت ترين أن كثيرين يحاولون تقليدك في الوقت الحالي؟

ردت قائلة: "طبعاً وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولكن مين يقدر!".

لكن كل شخص لديه "رادار" بداخله يستشعر نجاحه من خلاله.. فهل ترين المقارنة مع ريهام سعيد عادلة أم ظالمة؟

أراها مقارنة سطحية للغاية لأنني لا أرى أي أوجه تشابه بيني وبين أي برنامج موجود سواء في طريقة العرض او المعالجة المهنية، فلا أحد يقدم ما نقدمه لسبب بسيط جداً.. هل هناك من يقوم بالإعداد لنفسه ويصور ويكتب السكريبت ويمنتج ويخرج ويقدم برنامجه بنفسه؟.. الحقيقة أنني لا أرى ذلك ولا يوجد من يقوم بذلك غيري.

لكن كل هذا الجهد الذي تبذلينه بالتأكيد أثر على حياتك الخاصة والأسرية؟

بالتأكيد أثر بخاصة أنني مريضة وهناك ألم شديد في أربع فقرات في العنق وهي من أصعب الفقرات في جسم الإنسان بداية من الفقرة الثالثة وحتى السادسة، والرابعة فقرات يدفعون فاتورة الشقاء الكبير الذي أتعرض له من وقت دخولي الإعلام وهذا على المستوى الصحي بخاصة أنني أشعر بأنني طوال الوقت أتنفس ألماً، فانا لم أجد أحداً يعمل معي بأسلوبي بخاصة أنه ليس لدينا في الإعلام العربي ما يسمى بالإعلام الشامل إلا في المؤسسات الإعلامية العالمية بمعنى أن يكون فريق العمل مكوناً من شخصين على أقصى تقدير وبالنسبة لي أحياناً أخرج بمفردي.

ألا تشعرين بالخوف حيال ما تقدمينه من قصص وحلقات مثيرة للجدل، بخاصة أن البعض وصفك بالمسترجلة لانك تعرضت للضرب والاهانة بسبب برنامج "انتباه"، فكيف ترين ذلك في صالحك أو ضدك؟

بالتأكيد أخاف بخاصة على أبنائي، لكن ما لا يعرفه الجميع أنه بداخل منى عراقي التي يراها الناس أرجل من مئة رجل امرأة عادية وبسيطة للغاية وتمنع دموعها في كثير من الأحيان، لكن الأمر الذي زاد خوفي حتى لو أنني كنت قوية من قبل هم أبنائي خاصة أنني أصبحت أخاف عليهم للغاية.

رغم أن برنامجك هو رقم واحد في الوقت الحالي، لكن لماذا صرحت أن العمل الإعلامي غير مُربح وأنكِ تعيشين حياة بسيطة تختلف عن جو الثراء الذي يعيشه كثير من الإعلاميين في الوقت الحالي؟

أنا شخص فقير ولا أحصل على راتب ضخمة، فأنا أقوم بالتدريس في جامعتين وأقدم البرنامج والصرف على فريق العمل وفي النهاية لا أحصل على عائد مادي مثل الإعلاميين المشهورين.

لكن كيف لا تحصلين على رواتب ضخمة مثل بقية الإعلاميين المشهورين وبرنامجك هو الأعلى في نسب المشاهدة؟

هناك جملة مؤمنة بها للغاية وهي أن العدل صفة غير متحققة طوال الوقت لكنك قد تحصل على أجرك في أشياء أخرى، فأنا القاضي راتب من قناة "المحور" لكن العائد لا يجعلني أعيش مثل بقية الإعلاميين المشهورين، فسيارتي بالتقسيط وأكافح من أجل متطلبات الحياة وأعترف بأنني أعيش فى مستوى "بي كلاس".

هناك من يقول إن حلقات البرنامج أشبه بالأفلام الروائية القصيرة وانت في الأساس مخرجة، فهل ساهم ذلك في وصول مضمون قصص برنامجك بسهولة للجمهور؟

أخرجت أفلاماً قصيرة من قبل عندما كنت أعيش في لندن وكنت أعيش حياة زي الفل، وكان لدي شركة إنتاج ما زالت موجودة إلى الآن لكنني أهملت الإنتاج بسبب رغبتي في التركيز في عملي الإعلامي بخاصة انه ليس لدي وقت في الوقت الذي أقدم فيه البرنامج وأقوم بالتدريس في جامعتين كما ذكرت لك، وهذا لا يعني أن منى المخرجة لن تعود بل سيكون في الوقت المناسب وحين أصل لأهدافي من العمل الإعلامي.

وفي النهاية.. ما هي أهدافك من العمل الاعلامي؟

أتمنى أن تتحول لعدوى، فلو رأى أي شخص أشياء مخالفة للقانون أقول له صور وانشر، ولو كلنا فعلنا ذلك ستتحول لأداة رقابة مجتمعية وهذا ما هو معد بشكل مفيد لأن النزول للشارع في ثورة أداة لم تصبح متاحة وثبت فشلها، وفي الوقت نفسه نحن نريد التغيير وهنا أقصد رقابة المجتمع لنفسه وبعد ذلك سيصاب الناس بالخوف والقلق من الخطأ لأنهم سيشعرون طوال الوقت بأنهم تحت الرقابة ولا يدركون من أين يأتيهم التصوير.