لا تكوني أبداً مثيرة للشفقة كوني دائماً مثيرة للإعجاب، للنقاش والجدل.

شعارٌ أنثويٌ مقنع، يجب أن ينطبق على كل إمرأة في عالمنا العربي لكي تخرج من صمت الظلم. هذا الشعار تطبّقهُ الفنانة المصرية سما المصري، التي وبزمن طغيان الأخوان وعندما صمت الكثير من الرجال بؤساً وخوفاً، رفعت صوتها المصري الأصيل كنيل الحياة وتحدّت مشروعهم الشيطاني المشبع دماً أسود. سما المصري أهميتها ليست بالمادة التي تقدمها من غناءٍ أو أداء، أهميتها فيها، في ثورتها، جنونها، وطنيتها المفرطة، ذكائها، إنفتاحها صوب الآخرين، صراحتها، وثقافتها السياسية. بغض النظر عن رأي أيّ أحدٍ بأعمالها الفنّية، فهي شكّلت حالة في المجتمع المصري تخطّت حدود سيناء والاسكندرية وأصبحت في كنف الشهرة العربيّة. سما المصري، بحوارٍ خاص مع موقع "الفن" أجابت بصراحةٍ لم نعتد عليها في هذا اللقاء:

• سما المصري أهلاً بك في موقع الفن...

أهلاً بكم، وبكل الشعب اللبناني الحبيب. أريد أن أوجّه تحية لهذا الشعب، الذي أحترمه وأعتبره قريباً من فكري وهو الفكر المتحرر الذي ينتمي إلى الحريّة، وهي أن تكون مسؤولاً عن تصرفاتك وفي نفس الوقت متحضراً. فاللبنانيون متحضرون. ولا أقصد أن المصريين غير متحضرين بالعكس، هم أصل الحضارة وأذكياء و"بيفهموها وهيّ طيّرة" لكن المشكلة لدينا أن الإعلام يؤثر في بعض الأوقات على آراء الناس ,هناك من يخاف من تأثير الإعلام فلا يعبّر عن رأيه الحقيقي.

• بم تعرفين عن نفسك؟ فنانة؟ إستعراضية؟ مغنية؟ ثائرة سياسية؟

أنا خريجة أدب إنجليزي، أحببت الفن ودخلت هذا المضمار، قمت بإنتاج فيلم "على وحدة ونص" لكنه لم يحصد الإنتباه لأنه عرض خلال ثورة 25 يناير، حينها كانت الفوضى سائدة. أنا لست سياسية، ولا علاقة لي بالسياسة، عندما تحدثت بالسياسة قمت بذلك من منظار الفن لأنني مغنّية وعضو في نقابة الموسيقيين. لست مطربة، فأنا لا أغني الطرب، ممكن أن أصنّف نفسي كمؤدية أو فنانة إستعراضية لكنني لست "راقصة" ، لأن مفهوم هذه الأخيرة عندنا هي من ترتدي بدلة الرقص وترقص في الحفلات وهذا الأمر لم أقم به في حياتي. هناك من يسعى إلى مضايقتي عبر تصنيفي بالراقصة لكنني لن أتأثر بهم. الرقص ليس عيباً، هو فنّ معترف به.

ترشحت إلى الإنتخابات عام 2015 ليس من منطلق سياسي وإنما من منطلق خدمة الناس. لكنني أرغب الآن في متابعة المهنة التي أحب وهي التمثيل.

• أنت أوّل من تحدى الأخوان في مصر، وقد حصدت الشهرة من وراء تحديك لهم، اليوم الأخوان أطيح بهم وقد إنتصرتم كشعب مصري. هل رحيل الأخوان ساهم في التخفيف من نشاطك على مواقع التواصل الإجتماعي؟

لقد فهمت مقصدك من السؤال، أنت تريد أن تسألني بطريقة تجنّبك الإحراج، سؤالك هو: هل بعد إنتهاء زمن الأخوان خفّت الضجة من حولك فقررتِ أن تقدّمي أعمالاً غريبة ومثيرة للجدل لكي تحافظي على شهرتكِ؟ وسأجاوبك على هذا السؤال. عام 2013 رحل الأخوان حينها أسست قناة "فلول" ومن ثم ترشحت إلى الإنتخابات وقد أحدثت ضجة كبيرة في الرأي العام. من بعدها عام 2016 حضرت مهرجان السينما الأمر الذي أحدث ضجة أيضاً، والسنة كان الصخب هو بسبب إعلاني عن تقديم برنامج ديني في رمضان. انا لا أسبب هذا الصخب عن قصد، بل أقوم بخطوات عادية لكنها تثير الضجة لأن إسمي بحد ذاته مثير للجدل. وهذا الأمر لا يزعجني، ففي الحياة هناك دائماً أشخاص يتمتعون بكاريزما مميّزة يثيرون الضجة بأيّ عملٍ يقومون به، ومن الممكن أن تكون الضجة سلبية أو إيجابيّة.

سأعطيك مثالاً على ذلك، في نهاية السنة الماضية، حضرت مهرجان السينما، وهذا من حقي فأنا منتجة وأملك شركة كما أنني عضو في غرفة صناعة السينما، حضرت المهرجان كمنتجة وليس فنانة تغني أو ترقص مع العلم أنني لست بـ"راقصة" لكنني مللت من تبرير هذا الأمر. كما أن هناك الكثير ممن حضروا المهرجان من الأشخاص العاديين ولا علاقة لهم بالمهرجان أبداً. فبدأت البلبلة، والأسئلة تُطرح، من الذي دعاها؟ لماذا حضرت؟. وجهت الدعوة إلي و من حقي أن أشارك، الأمر الذي دفعني في نهاية المهرجان بأن أُظهر للصحافة الدعوات التي بحوزتي وكانت من صفة "غولد VIP " والذي أعطاني هذه الدعوات هو "تامر أمين" وقد أعلنت ذلك وهو لم ينفِ الأمر.

• لماذا ينتقدكِ دائماً بقسوة؟

كان صديقي، وكنا نخرج معاً كأصدقاء، وهو يخرج و"يعرف" الكثير من الفنانات و"الراقصات" يشجعهنّ ويصفّق لهن. كما أنه يعيش حياته "بطولها وعرضها". لكن هذه هي طباعه، فهو متلوّن كالكثيرين. يفعل ما يفعله في الليل وفي النهار يقول نقيض أفعاله الليلية.

• ما هو سرّ شهرتك السريعة ومحبة الناس الكبيرة لك وقد لاحظت ذلك خلال جولتي برفقتكِ في القاهرة؟

إن محبة الناس هي من عند الله. شهرتي الأولية كانت نتيجة إنتقادي للأخوان على الإنترنت. كل عمل أحققه، أقوم به من قلبي ومن دون نفاق وليس سعياً للشهرة. إنتقادي للأخوان تسبب لي بالتهديد، وبدأت الإشاعات تدور حولي على أنني مجنّدة من قبل أجهزة الدولة، وهذا أمر غير صحيح.

• تستخدمين مواقع التواصل الإجتماعي أكثر من الفنانات الشهيرات في مصر، لماذا؟

لأن شهرتي أتت نتيجة "السوشيل ميديا"، لم يكن هناك قناة لتنقل أعمالي، فكان لمواقع التواصل الإجتماعي الفضل عليّ لكن في نفس الوقت يتّم شتمي كثيراً عليها لكن لا مشكلة لديّ في ذلك، فلكل شخص رأيه. وأنا أتقبّل كل رأي لكن هناك حدوداً للنقد.

• كنت من أكثر الداعمين للرئيس عبد الفتاح السيسي. هل أصبتِ بخيبة أمل أو أنك بفترة إنتظار لتحقيق الإنجازات المرجوة من قبله؟

أبداً، و أقول ذلك بـ"أمانة" وصدق، أنا لست مثل بعض الناس، وأقول لك البعض لأن بعض الإعلام ينقل صورة خيبة أمل لدى الناس. وهذا غير صحيح. سأختصر لك الوضع المصري، لقد كنا مكبّلين بالكثير من الديون ومشاكل إقتصادية كبيرة، فكان من الضروري أن تتمّ عملية "تعويم الجنيه". هي مرحلة صعبة، وقد قال الرئيس إن هذا دواء لا بدّ منه، لقد قام بتعويم الجنيه ليزيد الإحتياطي بالدولار الأميركي، لكي نستطيع شراء البضائع الخارجيّة. ثم موضوع الدعم كان ضرورياً، إن رفع ثمن بطاقة الميترو كان ضرورياً، فالأسعار في مصر متدنيّة وهي ليست كلبنان مثلاً حيث الاسعار مرتفعة جداً.

إن نتيجة قرارات الرئيس لن تتبيّن على المدى القصير، وإنما على المدى الطويل. فنحن خارجون من ثورتين وهذا ليس بالأمر السهل. رغم حالة التعب عند الناس إنما هم يحبون السيسي لأنهم يدركون تماماً أن ما يقوم به هو الصحيح من أجل مصر. والدليل أن أحداً لم يعترض في مظاهرة على ذلك.

• لن أسألك عن مضمون برنامجك في رمضان لأن الصحافة كلها تحدثت عنه، أريد أن أعرف آخر المستجدات..

آخر المستجدات هي أن البرنامج مهدد بالتوقف، وهذا ليس بسبب الضجة الإعلامية، بالعكس إن القناة متمسّكة بي بقوة. البرنامج والذي يحمل إسم "عقوق الوالدين" مهدد بالتوقف بسبب طلب القناة (والتي لن أعلن عن إسمها الآن) أن أرتدي الحجاب عند إستقبالي الشيوخ وعلماء الدين وقد رفضت ذلك ، لأني أنا لست محجبة ولن أرتدي الحجاب خلال شهر رمضان وأخلعه بعد إنتهاء البرنامج، لا أحب أن أكذب على الناس وأنافق عليهم. حينها اتفقنا مع المحطة أن أضع طرحة، وبعد موافقتهم عادوا وطلبوا مني أن أرتدي حجاباً كاملاً لذا عدنا إلى نقطة الصفر في المفاوضات.

• لماذا أنت دائماً مادة دسمة للإعلاميين الكبار في مصر؟

إن الإعلاميين في مصر دائماً يناقشون مواضيع الفيديوهات التي أقوم بتنزيلها على الأنترنت. فالإعلامي عمرو أديب مثلاً إتصل بي في مداخلة على الهواء لمناقشة إحدى الفيديوهات وقد تحدث بشكل حيادي. كذلك فعل الأستاذ وائل إبراشي، الأستاذ معتز الدمرداش، طرح الموضوع وناقشني عنه. أما الذي هاجمني فهو تامر أمين، وأقول لك بصراحة السبب هو أنه يريد أن "يصاحبني" و بما أنه "ماخدش مني كلمة كويسة" فبدأ بمهاجمتي. كنا في إحدى السهرات معاً بحضور محمد السبكي وطلب مني أن نكون أصحاب، لكنني لا أحب شخصيته. وهذا هو سبب هجومه عليّ، وقد طلبت منه أن لا يتحدث عني بطريقة سيئة، فأجابني أن ما يقوله هو جزء من عمله وليس كل ما يتفوه به الإعلامي يكون معبّراً عن رأيه الحقيقي...

• متى ستأتين إلى لبنان وبماذا تتوجهين للجمهور اللبناني؟

أقول للجمهور اللبناني إنني أحبكم جداً ، لقد مضى وقت طويل منذ آخر زيارة لي إلى لبنان، أريد أن أقول لك إنني أرتاح في بلدين: لبنان ودبي. أحب لبنان كثيراً لأنه بلد حريّة، أرتدي ما أريد وأتصرّف بحريّة. أتمنى أن أزور لبنان هذا الشهر للتفسح.

• ماذا تتمنين لنفسك؟

أتمنى أن أحقق نجاحاً في البرنامج في رمضان وهو يهدف لإرشاد العائلة المصرية. وأقول للناس لا تحكموا عليه قبل مشاهدته، لماذا كل هذه الضجة على مجرد خبر في الصحافة.

• هل من مشاريع أخرى؟

أخطط لعمل مسرحي بعد العيد، في فترة الصيف. وأتوقّع أن يقولوا إن هناك تناقضاً أي من بعد البرنامج الديني ها هي تقدّم عملاً مسرحياً. أنا فنانة وهذا عملي وفي التقديم سأكون المذيعة التي تقوم بدور طرح الأسئلة.