اعتبر زافين قيومجيان أن التلفزيون في لبنان يعيد انتاج اخطائه التاريخية التي دفع ثمنها غاليا في الماضي.

وقال إن التجارب اثبتت ان المنافسة غير الرشيدة لا تثمر الا خسائر مشتركة تتحملها المحطات من دون ان تحقق أرباحا تستحق عناء هذه المنافسة غير المجدية، مشددا على أهمية تعلم العبر من تجارب الماضي لتفادي تكرار الأخطاء نفسها، ولاسيما في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي يمر فيها الاعلام التقليدي، ليس في لبنان وحسب وإنما في كل العالم.

كلام زافين جاء في خلال ندوة حول التلفزيون اللبناني بين الماضي والحاضر والمستقبل، بدعوة من الجامعة اللبنانية الاميركية – فرع نيويورك، وبرعاية قنصل لبنان في نيويورك مجدي رمضان، وفي حضور حشد من أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك وكذلك شخصيات لبنانية وأميركية إعلامية مهتمة بالشأن الإعلامي في لبنان والشرق الاوسط.

تخلل الندوة عرض لابرز محطات التلفزيون اللبناني وتأثيرها على الثقافة الشعبية اللبنانية وعلى بناء الذاكرة الشعبية اللبنانية خلال نصف قرن، واعقبها حفل توقيع لكتابيه حول التلفزيون "اسعد الله مساءكم" باللغة العربية و "Lebanon on screen" باللغة الإنكليزية.

وفي طريقه الى نيويورك، وقع زافين كتابه في حفل خاص أقيم في باريس، بدعوة من المكتب اللبناني للسياحة في العاصمة الفرنسية، وبمشاركة حشد من أبناء الجالية اللبنانية في باريس ومن شخصيات فرنسية مهتمة بتاريخ التلفزيون في لبنان. وتقدم الحضور القائم بالاعمال اللبناني غدي الخوري وسفير لبنان لدى منظمة اليونسكو الدكتور خليل كرم. وكان الحفل مناسبة لتبادل الآراء حول واقع التلفزيون اللبناني وانتظارات المغتربين اللبنانيين من الاعلام اللبناني.

إشارة الى ان حفلي باريس ونيويورك يندرجان ضمن جولة عالمية اطلقها زافين نهاية الأسبوع الماضي لتقديم كتابه "لبنان على الشاشة" (Lebanon on screen) تشمل عواصم ومدن جديدة يعلن عنها قريبا.

الكتاب الصادر مؤخرا عن "دار هاشيت – أنطوان" هو أوّل كتاب من نوعه باللغة الانكليزية يقرأ تجربة التلفزيون اللبنانيّ من منظار عالميّ، ويضع هذه التجربة على الخريطة العالميّة للتلفزيون.

يتوجه الكتاب إلى جمهور عالميّ ويستعرض أهم لحظات التلفزيون اللبناني بأفضل وأسوأ ما أنتج، منذ لحظة تأسيسه في العام 1959 وصولاً إلى إقرار قانون الإعلام المرئي والمسموع في العام 1994، ويتوقف مطوّلاً عند منعطف نهاية الحرب في العام 1991، وسُبُل انتقال التلفزيون اللبناني من زمن الحرب إلى زمن السلم بعيد اتّفاق الطائف.

يعدّ "Lebanon on Screen" مرجعاً غنياً يضيء على رموز العصر الذهبيّ وأساطيره، ويأتي ليسدّ فراغاً في المكتبة العالمية حول الثقافة الشعبيّة والتلفزيون اللبنانيّين، وقد اعتمدته جامعات لبنانية عدة في مناهجها الدراسية.