ممثل سوري من مواليد مدينة حلب 1964، والده الممثل الراحل عبد الوهاب الجراح.

يتميز بخفة دمه، و هو أفضل من جسد اللهجة الحلبية ولا سيما في مسلسل "صبايا"، و اشتهر بالكثير من الشخصيات، بخاصة شخصية "أبوبدر" في "باب الحارة".

بدأ حياته الفنية بمسلسل "قلوب خضراء" عام 1994، ثم شارك في ما يقارب مئة وخمسين مسلسلاً، أهمها "خان الحرير"، و"أيام الغضب" و "الثريا" و"حي المزار"، و"بقعة ضوء"، و"ألو جميل ألو هنا"، و"صقر قريش"، و"التغريبة الفلسطينية"، و"ليالي الصالحية"، و"كوم الحجر"، و"الانتظار"، و"باب المقام"، و"تحت المداس"، و"الخربة". النجم السوري محمد خير الجراح حل ضيفاً على موقع "الفن" من خلال الحوار الآتي:

لنبدأ من الغناء، من أين أتت فكرة الغناء لحلب ؟

بدأت فكرة التحضير لأغانٍ لمدينة حلب كنوع من أنواع فشة الخلق، فكرتُ كثيراً وطرحتُ سؤالاً على نفسي "ماذا أستطيع أن أقدم لمدينة حلب التي تعرضت لأقسى أنواع الأذية خلال فترة الحرب"؟ علماً أن الأمور بدأت بالتحسن الآن، و نفضت حلب عن نفسها غبار الحرب بنسبة كبيرة. حينها خلقت قصة أغنية "رح بتضلي أم المداين"، فتم تنفيذها وأديتها بصوتي "و فشيت قلبي"، وأبحت بكل مشاعري تجاه المكان الذي أعتز به. رأيت أنه من حق الناس الذين حافظوا على المدينة وساهموا بصمودها أكثر من أي شيء أن نغني لهم، فمع احترامي وتقديري لكل الجهود التي بُذلت، لكن وجود هذه المجموعة من الناس التي بقيت متماسكة، واستمرت بالدفاع عن المدينة، لا يقلون أهمية عن المقاتل، فهم أيضاً صمدوا تحت القصف والقذائف وقدموا شهداءهم بشكل يومي، ناهيك عن صعوبات الحياة من نقص في الماء والكهرباء، فالبنى التحتية في حلب كانت سيئة جداً. فشعرت بأنهم يستحقون أن نغني لهم، كوني لا أمتلك وسيلة أخرى أقدم عبرها محبتي والدعم النفسي تجاه مدينتي وأهلي وناسي بحلب باعتباري ابن حلب فذهبت بهذه الخطوة إلى الأقصى.

وبعد هذه الأغنية التي نفذت بمحض الصدفة، بدأت بالتحضير لمجموعة من الأغاني مع الأستاذ نهاد نجار، وقلت له إني أرغب في أداء أغنية ثانية لحلب لكن ببصمة مختلفة، فأجابني بأن طلبي جاهز وهي أغنية "محسوبك أصلو حلبي" التي كتبها شاعر حلب "صفوح شغالة والتي سبق وأداها نهاد ومجموعة من الشباب المطربين منذ عام 1993، لكن هنا أتت بصيغة مختلفة ولحن جديد وتوزيع معاصر، وبالفعل استمعت لها وأحببتها وقررنا العمل عليها، وبعد عودتي إلى دمشق قمت بإعادة ترتيب لمواعيد إطلاق الأغنيات كوننا أنهينا العمل على أربع منها والخامسة قيد التحضير، فقررنا أن تكون "محسوبك اصلو حلبي" هي الأولى. وبعدها صورنا كليب للأغنية في دمشق مع المخرج عدنان أبوسرية و أعتقد أن إحساسي و مشاعري وصلا للمشاهدين والمحبين من خلال الكليب بطريقة تفوق الصوت كون إحساسي فيه كان عالياً جداً ونفذ بطريقة مختلفة.

قلت إنك تحضر لإطلاق 5 أغنيات.. هل جميعها تتحدث عن حلب ومغناة لأجلها؟

بعضها لحلب، وهناك أغنيات لسورية، وأخرى اجتماعية تتحدث عموماً عن المغتربين ومشاعرهم تجاه أهلهم ووطنهم من كتابة وألحان نهاد نجار، سبق وغنيتها بشكل ارتجالي بمقابلة تلفزيونية على قناة "الجديد" مع الإعلامية رابعة زيات، وقريباً سأقوم بتسجيلها. وهناك أغنية بعنوان "غربلنا" من كلمات الشاعر اللبناني منير أبو عساف وألحان نهاد نجار تتناول قصص واقعية، وإلى جانب أغنيتين طريفتين واحدة منها تستعرض حوالى 150 أكلة حلبية، والثانية كوميدية عنوانها "ليبقلو". والأغنية التي أعمل عليها حالياً "عرم" ألحان خالد ترمانيني، كلماتها قديمة لكنها قريبة مني، وفيها توصيف للشاب والعريس الحلبي.

تعاونت مع صفوح شغالة أخبرنا عن هذا التعاون؟

بعيداً عن أنه ابن مدينتي حلب، فهو من الكتّاب المتميزين والمختلفين على مستوى الوطن العربي، وأشعاره الأقرب إلى الشعر من غيره من الكتاّب، حتى لو أنه يكتب باللغة المحكية، إضافة لغنى وتنوع وضخامة أرشيفه الغنائي.

كيف التقيت به ؟

الصدفة هي التي جمعتني به عام 2010 خلال تواجدنا في حفل تكريم بمشاركة مجموعة من الأسماء في شيراتون حلب، وحينها كان على المسرح يقوم بأداء إحدى الأغنيات فصعدت وغنيت بجانبه، بعدها قال لي هناك أغنية "لا أحد يغنيها غيرك"، عنوانها "متدايق" ووقتها بدأت قصة الغناء معي، وبالفعل نفذناها في العام نفسه، وكانت هناك فكرة الاستمرارية وتقديم مشاريع أخرى منها "ليبقلو" التي تم تحضيرها عام 2010 لكننا لم نطلقها بسبب الظرف العام للبلد، ولم نعد حينها نمتلك الشجاعة والحماس لتقديم مشاريع فنية جديدة. لكن خلال السنتين الأخيرتين بدأت الأمور بالتحسن، وكان لا بد من الانتقال إلى واقع أفضل وعدنا للعمل.

ألا تعتقد أنك تأخرت باتخاذ هذه الخطوة ؟

لربما تأخرت بهذه الخطوة لكني لم أفكر بها مسبقاً، وحالياً وجدت "المود" الخاص بي، حول ماذا أريد أن أغني وكيف وما هي نوعية الأغاني التي سأقدمها. سبق وأن غنيت مجموعة أغان لها علاقة بمسلسلات وأعمال درامية كـ "ربيع بلا زهور" إخراج علاء الدين كوكش، كما أديت أغاني طربية ثقيلة وأغاني عاطفية، لكنها بعيدة عن شخصيتي كمؤد، فهي تشبه الشخصية التي لعبتها في المسلسل. كما قدمت أغاني لشارات برامج، وأديت أغنية تعاونت فيها مع منظمة اليونيسف لدعم حملة اللقاح، وحينها لم تكن الشخصية متبلورة، لكن بعد كليب "محسوبك أصلو حلبي" سيشعر الناس أن شخصيتي الغنائية تبلورت من حيث طريقة الأداء، وستايلي الغنائي الذي أنتهجه هو شعبي عميق محمّل بمضامين و رسائل.

هل من الممكن أن تقدم أغاني لمدن سورية أخرى غير دمشق و حلب؟

مع حبي لكل المعالم السورية بالساحل السوري والشمال و الجنوب والشرق والجزيرة، لكني أعتقد أن العمق الأكبر موجود بهاتين المدينتين الكبيرتين، فهما قبلة السوريين، ومع تقديري لكل المناطق الأخرى لكني أرى أنه من الأقدر والأجدر لأولاد تلك المناطق أن تقدم أغان لها، ولا أتوقع أن أغني لغيرهما. لكن ربما مستقبلاً أغير رأيي وأقوم بأداء أغان بلهجات متنوعة.. إذا كانت هناك أغاني مناسبة وتلائمني.

لننتقل للحديث عن الدراما، ما الجديد في الجزء التاسع من "باب الحارة"؟

لن أكشف تفاصيل شخصيتي، لكن يبدو من العمل أن ظروف "أبوبدر" دائماً جاهزة بعكس باقي الشخصيات، فأي ظرف طارئ يفاجئ به نراه يتصرف بطريقة طريفة ويقدم ردود أفعال غريبة حينها. الجديد في هذا الجزء وجود حدثين غريبين ومفصليين، أحدهما إقامة شقيقة "فوزية" في منزل "أبو بدر" الذي يعيش في حيرة بينهما.

أترى أن الناس أصابهم الملل من "باب الحارة"؟

كل الناس يقول إنهم ملوا من العمل، لكن عندما يعرض جزء جديد يحصل على أعلى نسب مشاهدة بأهم المحطات العربية، ولا أتمكن من فهم وتفسير هذه الحالة. اليوم لدينا العديد من المحطات وليس فقط "القناة الأولى" كأيام زمان، ويتمكن المشاهد من تغيير المحطة إن رغب بذلك، ولو لم يثق صناع العمل أن عملهم يقدم لهم فائدة كبيرة جداً لما كانوا استمروا بإنتاجه، وكذلك المحطة لما عرضته بكل موسم، إلى جانب إعادتها للأجزاء السابقة من الأول لآخر جزء منجز خلال العام.

وماذا عن مشاركاتك الأخرى؟

شاركت بمسلسلات "جنان نسوان"، و"طلقة حب" ، و"شبابيك"، و"بقعة ضوء"، و"سنة أولى زواج"، ومؤخراً انتهيت من تصوير "وردة شامية"، وحالياً أصور مشاهدي في "قناديل العشاق" وألعب للمرة الخامسة شخصية حلاق سبق وأديتها بـ "تلك الأيام"، و"كوم الحجر"، و"الزعيم"، و"صدر الباز"، لكن في كل عمل ابتكرت هوية خاصة للحلاق. فهنا ألعب شخصية "أبوحمدو" الحلاق الذي يتميز بأنه "نسونجي" ويحب السهر.

كان لك رأي سلبي في الأعمال العربية المشتركة فما هو؟

نعم، لأن طريقة بنائها تتم بطريقة هجينة ومختلقة، وهي غير واضحة الهوية من حيث الشكل العام والمفردات الحقيقية، و تقدم عبرها حكايات غير واقعية. من غير المنطقي جمع أربع شخصيات، كل واحدة تتكلم بلهجة (سوري ولبناني ومصري وأحياناً يضاف إليها الخليجي )، فالقصة معقدة وغالباً ما تكون مفبركة كي تركب التوليفة ونحن ننساق بها. هذا الدمج بين اللهجات يصلح في الأعمال التاريخية كون الشخصيات تتكلم باللغة الفصحى، لكن بالأعمال الاجتماعية أجدها هجينة. هذه هي ملاحظاتي تجاه الأعمال المشتركة ولا نستطيع أن ننكر أنها متابعة، و برأيي المشاهدات التي تحصل لها علاقة بمواضيع أخرى كالصورة واستقطاب النجوم الجميلين والمحبوبين والمرغوبين من قبل المشاهدين والمشاهدات.. (ضاحكاً).

في حال دعيت للمشاركة في عمل عربي، هل توافق؟

بحسب المادة النصية المقدمة والشخصية، فإن كانت جيدة لما لا أشارك. وهنا أود أن أوضح أمراً مهماً جداً أني لست ضد هذه الأعمال، على العكس تماماً، لكني أقدم ملاحظاتي كي يتحسن وضعها وتكون تركيبتها منطقية ومقبولة. والممثلون يحاولون البحث عن تجربة جديدة ومختلفة ونحن السوريون من خلقنا هذه الحالة بسبب الظروف التي نعيشها.

كيف تقيم أداء السوريين واللبنانيين في هذه الأعمال؟

لا أود أن تتحول القصة إلى أحزاب لكني عملت مع مجموعة كبيرة من الفنانين والفنيين الذين أكن لهم كل المودة والاحترام، الا أن السوريين غير شكل، حتى بالمهن الأخرى والخدمات الإنتاجية وإدارة الإنتاج، ومؤخراً الشركات اللبنانية أصبحت تعتمد على مدراء إنتاج سوريين لكفاءتهم الكبيرة وكذلك الفنيين ومدراء الإضاءة والصوت وغيرهم.

احتفلت مؤخراً بذكرى زواجك الخامس والعشرين، صف لنا شعورك؟

حبنا متجدد دائماً أنا وزوجتي رفيدة، وكلانا كنا حريصين وهي بنسبة أكبر أن يبقى "العرق أخضر".

ماذا تقول لزوجتك بعد هذا العمر؟

أحبك.

كيف تصف لنا هذه السنوات الطويلة من الزواج؟

زوجتي قدّمت لي الدعم والمساعدة في الكثير من الأمور وتعاملت معي كابن لها، إضافة لمعاملتها كحبيب، فاهتمامها الزائد بي حتى بعد 25 سنة زواج ومن دون إجبار، أعطاني راحة نفسية ساعدتني على النجاح، ضاحكاً "نحنا القصة ظابطة معنا".

يقال إن الحب يقتل بعد الزواج ، فكيف عاش في قلبك كل هذه السنوات؟

المشاعر تتطور وشكل الحب يتغير، وحب ما قبل الزواج يحتوي على عواطف جياشة وغريزة حادة، أما بعد الزواج تتحول العواطف لاطمئنان وود وألفة واعتياد، وبنظري هذا الموضوع أصعب وأهم من الحب قبل الزواج، "وصعب الهرب منو"، وهذا أصعب من العلاقة قبل الزواج.

ماذا تتمنى في العام السادس والعشرين من زواجكما؟

أتمنى أن نكمل عمرنا معاً، بخاصة أن أولادي أصبحوا شباباً وبدأوا بشق طرقهم بأنفسهم، فعدنا أنا ورفيدة كالماضي وحيدين وهمنا الوحيد بعضنا.

إذاً هل تتقصد مرافقة زوجتك في كل مناسبة؟

ضاحكاً: "إذا معي ما سهرت و دارت و راحت، مع مين بدها تسهر و تسافر و تطلع؟". من أول ما بدأت المهنة وهي صديقتي و رفيقتي وليست زوجتي فقط، و عندما بدأت بالبروفات المسرحية كانت رفيدة تتردد باستمرار وتحضر لي الساندويش، إذاً القصة خاصة بنا وليس بالضرورة أن نشبه سوانا.

وماذا عن أولادك؟

أتعامل مع أولادي كصديق مقرب منهم وبيت أسرارهم وأحاول دائماً التواجد في المنزل أثناء تواجدهم كي لا أشعرهم بغيابي وانشغالي وكي أبقى قريباً منهم.