احتفلت الجمعيّة اللّبنانيّة لتعزيز الفنون وعرضها "APEAL"، الثلاثاء في 21 آذار/مارس 2017، بالعرض الأوّل لفيلم وثائقي للفنان والمخرج روي ديب، يختصر تجربة رائدة لمشروع فني استهدف كبار السن في مدينة بعلبك.

جرى إطلاق الفيلم في سينما إمبير، متروبوليس، بالشراكة مع السفارة السويسرية في لبنان وجمعية " روبير أ. متّى للفنون والثقافة"، وبحضور فعاليات فنية وثقافية بارزة. وقد حظي الحفل بمواكبة إعلامية محلية وإقليمية ودولية لافتة.

وكانت الجمعيّة اللّبنانيّة لتعزيز الفنون وعرضها "APEAL"، نفّذت مشروعاً فنَيا مجتمعياً في مدينة بعلبك، بدعوة من جمعية ستديو كور/آرت (Studiocur/art)، وذلك توازياً مع "معرض الصدى الصامت"(Silent Echo) الذي استقبلته المدينة في شهري أيلول وتشرين الأول 2016، حيث كلّفت "APEAL"، جمعية "زقاق" بتنفيذ عرض مسرحي من خلال اشراك كبار السن في المدينة في ورش عمل مسرحية تُوّجت بعملٍ فريد جرى عرضه على الجمهور في الاسبوع الاخير للمعرض.

واختارت الجمعيّة اللّبنانيّة لتعزيز الفنون وعرضها "APEAL" المخرج اللبناني، روي ديب، الحائز على جائزة "Teddy 2014"، لتوثيق هذه التجربة الفنية بكامل مراحلها وذلك نتيجة تعاون ناجح بينهما في تنفيذ برنامج "الإقامة الفنية في بلدة رأس مسقا" خلال صيف 2016.

وقال ديب خلال اطلاق الوثائقي ان " هذه التجربة لا تقتصر على توثيق مشروعٍ فنّي وأرشفته، إنما تتحوّل الى فرصة تمنح ، للناس العاديين باللعودة إلى الفن من خلال أدائهم الخاص، وعبر فيلمٍ وثائقي ينقل تجربتهم الشخصية إلى جمهور كبير".

في "سرّك سهل"، ، تتبع عدسة ديب المشاركين في ورش العمل في حياتهم اليومية وتحديداً داخل مدينتهم بعلبك. وينفرد هذا الوثائقي في تركيزه على كبار السن الذين قلّما نرى اهتماماً بهم من قبل برامج التوعية المجتمعية-الفنية. كما يمنح سكان بعلبك فرصة التعبير الحقيقي ضمن إطارٍ ثقافيّ يعكس تاريخ مدينتهم وذكرياتهم. ويوثّق الفيلم لمجمل ورش العمل التي نُفّذت، وللمسرحيّة التي عرضت لمرّة واحدة، وهو يشكّل مادّة توثيقية بالغة الأهمية لـ"APEAL"، "ولزقاق" والشركاء كافّة.

"بالإضافة إلى وظيفته الأرشيفية، يتميّز هذا الوثائقي بالتعريف عن بعلبك بعيون مجتمعها وتحديداً مسنّيها اي من زاوية يجهلها الجمهور العريض. كما أن أثره البالغ يظهر من خلال مقاربته القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة فنية، وهو إنتاج فني مستقل يمكن عرضه في المهرجانات وفي صالات السينما، لأنه يعكس قضايا متنوعة تتمحور حول التراث، والذاكرة الجماعية، والأنثروبولوجيا، والبيئة والاستدامة"، كما أوضحت السيدة ندى خوري، نائبة الرئيس الفنية للجمعيّة اللّبنانيّة لتعزيز الفنون وعرضها " APEAL " .

كان من المفترض أن يكون "سرّك سهل وثائقياً مدته بين" 20 إلى 30 دقيقة ولغاية ارشيفية، لكنّ ديب ولدى تنفيذه هذا العمل، لمس، ولأهميّة ما كان يراه، امكانية الارتقاء به الىفيلم وثائقي مدّته 65 دقيقة. ويجمع هذا الفيلم بين مسار ورش العمل والعرض المسرحي الختامي، وسرد المشاركين لقصصهم الفردية والجماعية، لينتهي ببعدٍ إنساني حقيقي، يرتبط بشكلٍ مباشر بحياة المشاركين، تجربتهم، علاقتهم مع بعضهم البعض، وعلاقتهم بمدينتهم، وبمجتمعهم وبالفن.