إستقبل مهرجان أيام بيروت السينمائية العرض العربي الأول للفيلم المصري "أخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد .

فقد سبق للعمل ان عرض في العديد من المهرجانات العالمية ولكنه لم يعرض عربيا. وحصل فيلم "آخر أيام المدينة" على جائزة النقاد من قبل مهرجان تركيا، بالإضافة إلى تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان. كما عرض بمهرجان "مونا" ببلجيكا. وفي المقابل لا يزال العمل محجوبا عن الصالات المصرية وحتى المهرجانات. فقد كان من المقرر له أن يعرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الأخيرة، لكن تم استبعاده. كما تم استبعاد الفيلم من المشاركة في مهرجان شرم الشيخ.

الفيلم تدور احداثه في عام 2009، وداخل مدينة القاهرة العريقة، عن حياة خالد المخرج الشاب الذي يحاول أن يصنع فيلماً عن تلك المدينة وما تحمله من أحلام في الوقت الذي يعاني فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والمرأة التي يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، متذكراً في نفس الوقت أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكاناً أكثر إشراقاً. الفيلم من بطولة خالد عبدالله، مريم صالح، علي صبحي، وحنان يوسف.

مخرج العمل حضر العرض العربي الاول للفيلم في العاصمة بيروت برفقة مجموعة من فريق العمل. وقال تامر سعيد: "يقول باسم فياض (مدير التصوير واحد ابطال العمل) اننا عندما عملنا مع بعضنا اصبحنا كالناس التي ذهبت الى الحرب وعادت. العلاقة التي بيننا اصبحت كالذين انقذوا بعضاً من الموت".

ثم رحب بالاشخاص "الذين شكلت ارواحهم هذا الفيلم"، أي فريق العمل فاعتلى المسرح: بطل الفيلم خالد عبدالله، باسم حجار، فيكتور بريس، زينة كيوان، باسم فياض...

واضاف السعيد: "اسمحوا لي ان اشكر الفريق الرائع الذي يعمل منذ 8 اشهر في القاهرة من اجل الوصول الى عرض هذا الفيلم في الصالات المصرية... بالطبع اشعر بالأسف لأن العمل لم يعرض بعد في القاهرة في المدينة التي تدور فيها احداثه.. ولكن اتمنى ان يعرض قريباً وانتظر ذلك لاعرف ردة فعل الناس".

في العمل مشاهد كثيرة مصورة بعفوية مباشرة من الشارع، عن هذا الموضوع يعلق المخرج المصري قائلا: "انا كنت اشعر ان هناك بعض الامور الملهمة في الحقيقة كانت تفقد شيئا من روحها عندما نحاول نقلها للسينما. عندما بدأت اعمل على هذا الفيلم كنت احاول ان اتعلم وان اجد طريقة لتكون الامور الحقيقية موجودة في العمل. وكنا دائما نعمل على الا نفقد هذا الامر . من ناحية اخرى نحن صورنا الفيلم عام 2009 و 2010 وفي تلك الفترة كنا نذهب الى التصوير ونحن لا نعلم ما اذا كان السحر الذي نبحث عنه موجود ام لا. هناك قرارات كثيرة اتخذها احد اعضاء الفريق وهي اصلا من صلاحيات المخرج ولكن الظروف كانت تفرض ان يتخذ القرار في حينها.. خصوصا عندما كنا نصور الامور الحقيقية كما تحصل في الشارع...".

وتابع:" في الحقيقة انا اعيش في الشقة التي تسكنها الشخصية التي يجسدها خالد في الفيلم. والشوارع التي يسير فيها خالد أمر بها يوميا على الاقل مرتين. ومكتبي الذي اعمل فيه موجود في احد الابنية الذي يظهر في بداية الفيلم... صورنا الفيلم عام 2010 وفي العام التالي اندلعت الثورة ولم استطع ان اترك كل ما يدور من حولي وانكب على العمل. وبالتالي بدأت فعليا العمل على الفيلم عام 2012. وعندها كنت اقضي اوقاتاً طويلة في المونتاج وعندما اخرج واسير في الشارع كنت اجد نفس الاشخاص الذين صورتهم في الفيلم وفي بعض الاحيان كنت اجدهم يرتدون نفس الملابس التي رأيتهم بها في المشاهد التي اقوم بمنتجتها. ومن هنا كنت احيانا لا اعرف اين ينتهي الفيلم واين تبدأ حياتي، وما هي العلاقة بينهما... وبقيت هكذا لسنوات اسأل ما هو الحقيقي".

وعن التغيرات التي طرأت على العمل قبل الخروح بنسخته الحالية يقول: "الفيلم له نسخات عديد تصل الى 25 نسخة خلال هذه السنوات. والنسخة الاولى كانت مدتها 5 ساعات و40 دقيقة. وعلى مدار السنين كنا نشاهد نسخ مختلفة للفيلم وكنا نقيم مدى تطابقها مع الواقع.. لقد شاهدنا العمل مع اندلاع الثورة في مصر وخلال اندلاع الحرب في اليمن وكذلك في سوريا.. كل مرة كنا نشاهد فيها العمل كنا نقول انها اللحظة المناسبة لعرضه لمدى تطابقه مع الواقع، ولكننا كنا نشعر ايضا ان العمل لا يزال ينقصه شيئاً ما. وهذا الفيلم الذي طرح، ورغم وجود ملاحظات كثيرة لي عليه، هو افضل ما يمكنني فعله وبصراحة لا أشعر بالندم لأنني لم اطرحه سابقا لا بل أشعر انه طرح في الوقت المناسب".

وعن سبب اختيار هذا العنوان تحديدا للعمل يجيب: "الفيلم كان عنوانه "فيلم طويل عن الحزن" وكان لبعض اعضاء فريق العمل نظرة ان هذا العنوان غير مشجع ليجذب الجمهور. فبدأنا البحث عن اسم اكثر تفاؤلا. "اخر ايام المدينة" اتى خلال مناقشة بيني وبين خالد".

من جهته يبرر خالد عبدالله اختيار هذا العنوان بالاتي: "العنوان نابع من شعور كان يسيطر علينا في تلك الفترة وهو ان هناك وضع في مصر لا يجب ان يستمر وان المدينة تنهار".