بعدما جال على العديد من المهرجانات السينمائية العالمية، وأحدث نقلة نوعية بنوعية الأفلام اللبنانية خلال أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، وبعد نيله جائزة في مهرجان دبي السينمائي، يحط فيلم "ربيع" للمخرج " فاتشي بولغرجيان " رحاله في بلده الأم.

وكان العرض الاول للفيلم في لبنان خلال افتتاح مهرجان أيام بيروت السينمائية للأفلام العربية بدورته التاسعة أمس الأربعاء في وسط العاصمة بيروت.

الفيلم يتناول قصة شاب موسيقي أعمى يدعى "ربيع" يتعرض لصدمة عنيفة عندما يكتشف أثناء استخراج أوراقه الرسمية للسفر مع فرقته الموسيقية، أنه ابن بالتبني للعائلة التي يعيش في كنفها، فيبدأ رحلة طويلة للبحث عن جذوره في أرض سكانها عاجزون عن قص ماضيه أو حتى ماضيهم.

واستطاع فيلم "ربيع" أن يحظى بإشادات وإعجاب الجمهور والصحافة العالمية التي تابعت عرضه في قسم "أسبوع النقاد" ضمن فعاليات الدور الـ 69 لمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث نال صناع الفيلم موجات حارة من التصفيق والهتاف بمجرد انتهاء عرض الفيلم وصعود مخرجه وأبطاله على خشبة المسرح لتحية الجمهور.

أما عرضه في بيروت فلم يكن أقل شأنا من عرضه في الخارج، فقد حظي العمل باعجاب الجمهور ونال فريق العمل تصفيقاً حاراً أيضاً في بداية العمل وبعد انتهائه. وتجدر الاشارة إلى أن العمل من بطولة بركات جبور، جوليا قصار، توفيق بركات، ميشال أضباشي، جورج دياب وغيرهم.

المخرج "فاتشي بولغرجيان" تحدث لموقع "الفن" عن عمله الذي يعرض للمرة الأولى في لبنان:

لماذا عندما نتطرق إلى "البحث عن الهوية في لبنان" نصل دائماً إلى حائط مسدود ؟
بالعكس في فيلمي وجد ربيع جواباً لمشكلته ووصل إلى خاتمة في موضوعه. وعلى الرغم من انه ضرير استطاع ربيع ان يستخدم ذكاءه ويجد الحقيقة التي يبحث عنها ولم يصطدم بحائط مسدود في نهاية بحثه.

ولكنه عاد إلى وضعه الأول الذي انطلق منه وقبل بـ "هويته" المزيفة ؟
صحيح ولكن في نهاية الأمر ما هو مكتوب على الأوراق الرسمية لا يعني شيئا. وما وجده في النهاية هو ما غناه، ووجد هويته الحقيقية من خلال صوته وموسيقاه.

​​​​​​​ردة فعل "ربيع" عندما علم أن هويته مزيفة لم تكن دراماتيكية. بل كان فيها الكثير من النضوج والهدوء في المعالجة لماذا اخترت أن تكون الأمور على هذا الحال ؟
أنا أعتقد أن ردة الفعل كانت طبيعية. أنا أعتقد أن أي شخص يصادف مثل هذا الواقع سيغضب بالتأكيد وهذا الأمر سيحثه على البحث عن الحقيقة وعن حل لمشكلته. الأمر في هذا الفيلم لا يتعلق فقط بسؤال "من أنا ؟" إنما كيف يمكن أن يعيش في هذا البلد أو أي بلد آخر وهو لا يعرف هويته الحقيقة. كان عليه أن يسأل الناس عن الحقيقة ليكتشفها وأن يسلك أيضاً مخططاً واضحاً ليصل إلى الحقيقة. وفي حال لم تصل إلى الحقيقة أقله تبحث عن السبب الذي منعك من الوصول اليها أي من الحصول على هذه الهوية. وهذا الموضوع لا يعني فقط المجتمع اللبناني بل هو موجود في كل مكان. في كل أنحاء العالم هناك شخص لا يعرف هويته الحقيقية وغير مسجل في الدوائر الرسمية.

​​​​​​​ما هي كلمتك للجمهور الذي سيشاهد فيلم "ربيع" ابتداء من شهر أيار 2017 عندما يطرح في الصالات اللبنانية؟
كل ما أتمناه هو أن يحضر اللبنانيون لمشاهدته ويستمعوا به كفيلم. ومن ثم يكون الامر رائعاً اذا تمكن الفيلم من خلق حوار ما بشأن هذه القضية الانسانية.

لمحة عن المخرج

فاتشي بولغرجيان مخرج لبناني يحمل شهادة ماجستير في الفنون الجميلة من جامعة نيويورك. عمل مع العديد من الشبكات التلفزيونية في الشرق الأوسط، وعلى صنع أفلام مستقلة قصيرة، وتجريبية، وغير روائية.

حصل مشروع تخرجه "الطابور الخامس" عام 2010 على منحة إنتاج من "جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية"، وعُرض للمرة الأولى ضمن برنامج "سينيفونداسيون" في مهرجان كان السينمائي، وحاز على المرتبة الثالثة. ربيع هو فيلمه الروائي الطويل الأول وقد عرض ضمن أسبوع النقاد لمهرجان كان السينمائي 2016.

وتجدر الاشارة إلى أن مهرجان أيام بيروت السينمائية يستمر حتى 24 آذار 2017 ويتضمن عرضاً لعدد من الاعمال السينمائية المنوعة لمخرجين من لبنان وسوريا ومصر وتونس وغيرها من البلدان.

لمشاهدة ألبوم الصور .. اضغطهنا.