في أحيان كثيرة تتحول الساحة الفنية إلى حلبة من الصراعات التي تعيد إلى مخيلتنا الكثير من معالم عصر الكهف حيث الجهل المطبق. فالجاهل هو الوحيد الذي بإمكانه أن يغلب العالم، وما من جاهل الا ومدرك في الفن أن لرامي عياش موهبة تستحق التقدير والاهتمام سواء على صعيد المغنى او حتى على صعيد التمثيل. فالجاهل هو الوحيد الذي يتنكر للحقيقة التي تبدو جلية كعين الديك ولا يخفيها إصبع أو حتى ظل.

رامي عياش ونزولاً عند من وصفه "بالتنكة المصداية" ولو سلمنا جدلاً بـ "تنكته المصداية"، فالتنك معدن أبيض يستخْرج مِن الحَدِيدِ الْمَمْزُوجِ بِالقَصْدِيرِ ووعاء من الصّفيح يُحفظ فيه البنزين أو الزيت. اذاً فالتنك من المعادن الموجودة وان كانت بخسة الثمن فهي على الاقل ولو صدأت تبقى وفية لاحتواء سوائل الوفاء والموهبة. فما فائدة الذهب ان كان مجرد قشرة، حتما سيفقد لونه وبريقه عند أول مفترق.

رامي عياش، وبشهادة من كبار الموسيقيين، أستاذ في المغنى، وله من التقنيات الصوتية ما يدفعنا وبرحابة ضمير أن نصفه بالمطرب... نعم فرامي قادر أن يطربنا، وهو من النجوم القلائل الذين بإمكانهم أن يؤدوا أصعب وأسهل الالوان الغنائية.

ومما لا شك فيه أن لمثل صوت رامي ونجوميته ما عاد بحاجة إلى الشهادة، الشهادة على موهبته "منا وفيها". وكي نطعّم كلامنا هذا لا بد أن نحتكم إلى الاعمال التي قدمها والتي جاءت على نحو من الرقي والاضافة للفن الراقي. على سبيل المثال وليس الحصر أغنية "جبران" التي بلغ فيها أعلى نوتات السلم الموسيقي بكثير من الاحتراف. ناهيك عن الأعمال الأخرى التي قدمها ونذكر منها "حبيتك انا"، "خليني معاك"، "مجنون"، "غمرني تعيش" وغيرها.

وللعلم أن البوب ستار رامي عياش خريج أهم برنامج للمواهب "ستوديو الفن" وحاصل على الميدالية الذهبية من لجنة تحكيم يشهد لمهنيتها وكفاءتها كانت مؤلفة حينها من الياس الرحباني، كلوديا ابي نادر وروميو لحود ونادرة عساف وغيرهم.

في الانتقال إلى التمثيل فقد أثبت رامي عياش من خلال مسلسل "أمير الليل" أنه أمير التمثيل بكل ما للكلمة من معنى. رامي الذي جسد دور البطولة من خلال دور "الأمير عمر" أثبت احترافاً ومهنية في التعاطي مع الشخصية المركبة التي تطلبت قدرات عالية. وهنا لا بد من التوضيح أن احتراف المطرب للتمثيل ليس بالأمر السهل على الاطلاق، اذ عليه أن يتخلى عن هالة النجومية ليسخّر كل امكاناته خدمة للدور بهدف اقناع المشاهد وجذبه بالدور وليس بالهالة. وهذا ما افلح رامي في تجسيده وأثبت انه الرقم الصعب في الدراما اللبنانية وحتى العربية.

في الختام لا بد من كلمة حق تقال بحق رامي عياش... شئتم أم أبيتم رامي عياش فخر النجم اللبناني والعربي الذي يعكس صورة مشرفة عن الفن اللبناني. نبيل أنت في الخلق ووسيم أنت في الشهامة... دمت لنا راميا للنجاح في مرمى المتسكعين على قارعة الانبطاح.