في إنجاز لبناني جديد وللمرأة اللبنانية بشكل خاص نجحت متسلّقة الجبال الشّهيرة والمهندسة جويس عزام بتسلُّق قمَّة جبل أكونكاغوا (الذي يبلغ ارتفاعه 6,962 متراً) وهي أعلى قمَّة في سلسلة أنديز الأرجنتينيّة (Andes).

وواجهت جويس خلال رحلتها المجهِدَة الفريدة من نوعها والشّجاعة التي استمرَّت على مدى ثمانية عشر يوماً (أي 16 يوماً لتسلُّق الجبل ويومين للعودة إلى قاعدته) تحدّياتٍ وعقباتٍ عديدة وضغوطات طبيعيّة ونفسيّة كبيرة. غير أنَّها صمَّمت على عدم إعاقة تقدُّمها والمضيّ قُدُماً نحو المرحلة التّالية لحين إتمام مهمَّتها الإستثنائيّة بنجاح. وهكذا تكلَّل يوم جويس بالنجّاح علماً أنّها كانت دائماً تدركُ أهداف رحلتها وتمكَّنت من رفع العلم اللّبناني الموقّعة من رئيس الجمهورية اللّبنانية الجنرال ميشال عون في أعلى قمَّةٍ في جنوب أميركا.

جويس التقت بحشدٍ من الأرجنتينيّين من أصل لبناني الذين استقبلوها بأحرّ التّراحيب من بينهم سفير لبنان لدى الأرجنتين السّيد أنطونيو عنداري. وبدأت جويس مسيرتها بالتّأقلم والتكيُّف مع غيلليرمينا إلياس وهي امرأة أرجنتينيّة من جذورٍ لبنانيّة تطوقُ لإعادة الإتّصال بجذورها. ودام هذا التأقلم وذلك لمدَّة أربعة أيامٍ قبل أن تصلَ جويس إلى بلازا دي مولاس، قاعدة أكونكاغا عند على ارتفاع 4300 متراً، لتبدأ صعودها نحو المخيّمات العليا.

إشارة إلى أن جويس قد تمكَّنت حتّى الآن من تسلُّق 21 قمَّة بارزة حول العالم بما فيها قمّة بونتشاك جايا (بطول 4,884 متراً) في بابوا غينيا الجديدة وقمَّة جبل ويتني (بطول 4,424 متراً) في أميركا وقمَّة مون بلون (بطول 4,813 متراً) في فرنسا وقمَّة إلبروس (بطول 5,642 متراً) في القوقاز – روسيا وقمَّة جبل مولهاسين (بطول 3,479 متراً)، إلخ. وتعمل جويس في مجال "الهندسة الحفاظيّة" (Conservation Architect ) تسعى إلى إلهام جميع النّساء والفتيات اللّبنانيّات من خلال الرّوح التي تملكها لتسلُّق الجبال والمشاريع التي تقوم بها في هذا الإطار.

و تُخطِّطُ جويس لزيارة لاعتلاء قمّة دينالي في ألسكا وكليمنجارو في إفريقيا خلال عام 2017 ممّا يجعلها أوّل امرأةٍ لبنانيّة ترفع العلم اللّبناني على أعلى سبع قممٍ في العالم وفي كلا القطبين اثنين. وتُعتبَر مهمَّة جويس من إحدى أصعب الإنجازات وأعظمها التي تمَّ تحقيقها قطّ في مجال تسلُّق الجبال. وحتَّى اليوم، لم يتمكَّن سوى 51 شخصاً في التاريخ (من بينهم 12 امرأةً فقط) من ربح هذا التّحدي، الأمر الذي يجعل الإنجاز الذي حقَّقته جويس الأوّل من نوعه في تاريخ لبنان والمنطقة على حدّ سواء.