نجم سوري من طراز فريد وهو مزيج من ثقافات عربية مختلفة ساهمت في تكوين شخصيته الفنية على مدار سنوات طويلة، فرغم أنه خريج معهد الفنون المسرحية بمصر وعاش بها لسنوات إلا أن إنتشاره بالاعمال المصرية لم يكن سوى منذ سنوات قليلة.

. هو الفنان جهاد سعد الذي يتحدث لـ"الفن" عن مشاركته في مسلسل "البارون" وتكرار تعاونه مع عمرو عبدالجليل وما الذي قاله عنه، وهل صحيح أنه غير راضِ عن فيلمه معه، ويكشف لنا تفاصيل محاربة البعض لهذا العمل، وعن الاعمال التي حزن عليها حينما لم يستطع تقديمها وعن مشاركته بأكثر من عمل مصري في وقت واحد هل هي محاولة للإنتشار والكثير من الاشياء والتفاصيل جاءت في اللقاء الآتي:

في البداية.. كيف ترى مشاركتك بمسلسل "البارون" الذي تُشارك في بطولته ويجري عرضه حاليا؟

المسلسل في بداية عرضه ولم أستشعر ردود افعاله بقوة لأنني ما زلت أصور العمل ولا استطيع أن أحكم على العمل وهو في بداية عرضه، وأرى أن الحكم المنطقي على أي عمل فني يكون بعد عرضه حيث يكون رأي الجمهور والنقاد أوضح بكثير بعد العرض.

مسلسل "البارون" يمثل التعاون الثاني مع عمرو عبدالجليل بعد فيلم "فص ملح وداخ"؟

عمرو حالة خاصة للغاية وفريدة من نوعها ومختلفة وله اسلوب خاص به وحده، فهو لديه حضور وكاريزما ومتمكن من أدواته وله تجربته التي تحترم، فحصلت بيني وبينه علاقة أخذت بعض الوقت واتمنى أن يقرأ هذا الكلام، وأول ما شاهدته على التليفزيون حبيته قبل أن اعرفه وشعرت بأنه ممثل خاص وله خصوصية ومختلف عن الآخرين، فوجه عمرو عبدالجليل فيه غرابة وشيء خاص ومزيج من حالات ليست فقط فنية بل حياتية وقلت له هذا الكلام، وهذا الأمر فيما بعد جعل العلاقة بيننا حميمية، وفي "البارون" ليس هناك مشاهد كثيرة تجمعني به لأنه في الشق الشعبي وانا رجل أعمال لكننا نلتقي بالتصوير وبيننا حوار مفتوح، وهو شخص عريق ويخلق جواً لطيفاً داخل الكواليس.

ولماذا صرحت بأنك لست راضِياً تماما عن فيلم "فص ملح وداخ" والذي قدمته مع عمرو عبدالجليل منذ شهور قليلة؟

لم اقل إنني لست راضياً عن الفيلم، على العكس أنا أحببت الفيلم للغاية، لكن لم تتم له الدعاية الكافية وقلت إن الفيلم لو تم تنفيذه بأفضل شكل لن يقل عن أي فيلم عالمي لأن المعالجة الخاصة به مختلفة فهو بمثابة فن داخل فن ومسرح داخل مسرح، والفيلم بالفعل تم تنفيذه بأفضل طريقة ممكنة لكن لم يخدم اعلامياً وتم عرضه بتوقيت خاطئ لأنه كانت هناك أفلام كثيرة معروضة وقتها ولها دعاية كبيرة، لذا فالفيلم إعتمد على نفسه وقلت هذا الكلام للمنتج وليس لدي مشكلة فيما اقوله لأنني أتحدث بشكل موضوعي وليس شخصي، لا سيما أن الفيلم تمت محاربته بدور العرض السينمائية حيث أن بعض الناس كانوا يذهبون لحجز تذكرة لمشاهدة الفيلم ويقولون لهم إنه ليس هناك تذاكر أو أماكن فارغة، وهذا الأمر إستغربته للغاية وشعرت بأنه ملعوب بخاصة أنني ذهبت مع المخرج تامر بسيوني ووقفنا لحجز التذاكر وقالو لنا إنه لا يوجد تذاكر وكان الأمر بمثابة حجة غير مُبررة وشعرت بإرتباك في الأمر وحجزنا وقتها ودخلنا الصالة ووجدنا أن هناك أماكن فارغة كثيرة، لذا أقول إن الفيلم تمت محاربته على الرغم من أنه سينما نظيفة وله رسالة واضحة ومختلفة تحكي عن موت المسرح وإنتصار الفن الحقيقي.

تُشارك في مسلسل "العودة" في رمضان المقبل وتُقدم دور أمير تنظيم إرهابي ومثل هذه الأدوار تم تقديمها من قبل، فما الجديد الذي ستُقدمه في العمل؟

لسوء الحظ المسلسل أوقف لأسباب لا أعرفها، وكان من المفترض أن ندخل التصوير منذ فترة لكنه توقف خلال هذه الايام وكنت سعيداً بهذا العمل لأن تناول الإرهاب في هذا العمل مختلف للغاية عن بقية الأعمال، والدور الذي كان من المفترض أن أُقدمه به خصوصية وعلاقات صعب أحكيها في الوقت الحالي لأننا نُسلط الضوء على علاقة الإرهاب بالمجتمع العربي، واتمنى أن يعود العمل للتصوير والدور نفسه دراميا مكتوب بطريقة مميزة وغير تقليدية.

كذلك تُشارك بمسلسل "حتى لا تطفئ الشمس" وهذه الرواية تم تقديمها في فيلم للنجمة الراحلة فاتن حمامة، وفكرة تحويل الأعمال السينمائية لمسلسلات غالبا ما تحظى بالنقد والجدل، الم تخش من هذا الأمر؟

هذا غير صحيح لسبب بسيط وأحب أن أقول كلمة متداولة بعض الشيء لأنني أشعر بأن مسألة النقد الفني البناء كلاسيكياً منسية بخاصة أننا درسنا في علم الجمال أنه لا تُقارن الأعمال الفنية ببعضها، فلو نظرنا لمسرحية مثل "هاملت" وتم تقديمها لأكثر من مرة بشكل مختلف، ومسلسل "حتى لا تطفئ الشمس" معتمد على الفكرة الرئيسية لرواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس لكن يتم تقديمها بشكل معاصر وملائم للأحداث في الوقت الحالي، وهناك خطوط كثيرة متقاطعة واخرى غير موجودة في الرواية، والفيلم العظيم الذي قدمته النجمة الكبيرة فاتن حمامة مختلف عن المسلسل الذي نُقدمه بخاصة أننا نُقدم مسلسلاً إجتماعياً معاصراً رومانسياً ونحن في أمس الحاجة أن نُحاكي الواقع في التليفزيون وأن نُقدم فناً مختلفاً عن التشويق والاعمال الأخرى التي يتم تقديمها، وأشعر بأن الجمهور سيشاهد هذا العمل لأن بداخله حكايات بيوت قريبة من الناس.

وما حقيقة مشاركتك بمسلسل "عفاريت عدلي علام" مع الفنان عادل إمام؟

كنت أتمنى ذلك لكن العمل لم يُعرض علي بخاصة أن تجاربي مع الفنان عادل إمام خاصة جدا وسعيد للغاية بها وأعماله قريبة من الناس، وكنت أتمنى أن تزين تجاربي مع الفنان عادل إمام لو سنحت الفرصة وأتمنى لهم التوفيق.

المشاركة في أكثر من عمل مصري في وقت واحد، هل هي محاولة للإنتشار أو ماذا تُسمي الأمر؟

لا أحب فكرة الإنتشار لكن بدأنا بالتحضيرات لمسلسل "البارون" من فترة ولم يكن لدي غيره، وبعد أن أنجزت نصف مشاهدي فيه جاءت لي الدعوة للمشاركة في "حتى لا تطفئ الشمس"، وأنا اقلق من فكرة المشاركة بأكثر من عمل بخاصة أن كل مسلسل ودور يكون له خصوصية وأنا أتعايش مع كل شخصية وحين أتنقل من دور لدور في وقت واحد أكون في أول يوم الأمر صعباً ومرهقاً لحين التعود بخاصة مع الأعمال الكبيرة، لكن الفصل بينها من خلال مراحل وأماكن التصوير وأخطط للدور الذي أُقدمه وانتقد نفسي لحين الوصول لأفضل شكل ممكن، والمشاركة بأكثر من عمل في وقت واحد ليس دائما شيئاً إيجابياً، لكن حينما تُنجز في أحد الاعمال جزءاً كبيراً من مشاهدك وتنتقل لغيره فأنت بذلك تخطيت المرحلة الصعبة.

وفي النهاية.. هل هناك أدوار عُرضت عليك وحزين لأنك لم تُقدمها؟

هناك أكثر من دور من بينها في عام 2002 عُرض علي دوران بمسلسلي "عمر الخيام" و "إمرؤ القيس" لنفس الشخصيتين اللتين يحملاهما العملان وكان ذلك في وقت واحد ولم أستطع الإختيار بسبب المغريات الخاصة بالدورين من حيث النص والسيناريو، وشعرت في هذه المرحلة بأنني لا بد أن أُقدم "عمر الخيام" وحزنت بعض الشيء، والأمر نفسه تكرر مع مسلسل "جراند أوتيل" الذي لم أستطع أن أُشارك به في العام الماضي.