إنه واحد من قلّة استطاع أن يسرق الأنظار بموهبته التمثيلية الفذّة، واستطاع أن يعبر بحور الفنّ بكل ما فيها من أمواج عاتية ليصل إلى شاطئ الإبداع ويحفر اسمه على رمال الذاكرة.

هو باسم مغنية، الممثل والمخرج الذي لمع اسمه منذ بداية مسيرته الفنية، فأحبته الشاشة حتى العشق وهو أحبها حتى التماهي بها. أكثر ما يحبّه المشاهدون في باسم مغنية هي تلك البراءة التي تميّزه عن الممثلين الآخرين، وما تستتبعه من اداء طبيعيّ وصادق مهما يكن مضمون المسلسل ومستواه. هو الذي التحق بالمعهد العالي للفنون الجميلة وتخرج منه عام 1998، تخصص في اﻹخراج ونال العديد من الجوائز كما شارك في العديد من الأعمال الفنية.

مع باسم مغنية كان لنا هذا الحديث عن آخر أعماله وعن دوره في مسلسل "الشقيقتان" وغيرها من المواضيع:

إطلالتك مع هشام حداد كانت مميزة وعفوية جداً.. لكن من يشاهدك يجدك جدياً ولا تملك روح النكتة..

أنا عادةً آخذ وقتاً طويلاً لأدخل في الأجواء الغربية عني. وهذا طبعي في الحياة لا أتأقلم بسرعة. فلكي اشعر بأني أنتمي إلى مكان ما أحتاج إلى وقت. وأنا لا أحب المقابلات إلا التي تتضمن مواضيع يمكن مناقشتها والحديث عنها أما المقابلات الترفيهية والمضحكة فلا تناسبني مع العلم أني ظهرت مع هشام حداد على طبيعتي لأن الجمهور يحبني كما أنا. والمشكلة في هكذا برامج أن ضيوفها يهرجون عبرها ويبالغون. خصوصاً ان هشام حداد مهضوم وليس بحاجة إلى ضيف أكثر طرافة منه بل المطلوب ان نكون على طبيعتنا.


نشاهدك الآن في مسلسل الشقيقتان..أهنئك لأن في المسلسل ممثلين محترفين وكلكم ممثلون.. لماذا هناك مسلسلات كلها ممثلون ومسلسلات فيها بعض الممثلين والبعض الآخر مبتدئون؟

سمير حبشي كان حريصاً على أن يكون المسلسل كاملاً من حيث الممثلين بالإضافة إلى المنتج جمال سنان الذي لعب دوراً في إشراك فريق عمل من الممثلين وليس من الكومبارس لأنه يسخى على مسلسلاته فلا يحضر كومبارس ويدفع لهم أجراً زهيداً. لهذا أعطى المنتج الحرية للمخرج لكن ضمن حدود.

​​​​​​​بما أنك ممثل ودرست الإخراج أيضاً أريد أن أطرح عليك سؤال ما هو الفرق معك كباسم مغنية مع سمير حبشي أم مع غيره من المخرجين؟

أنا أحاول دائماً ان أتكيف وأتأقلم مع كل مخرج أتعامل معه. فعندما أشارك في عمل لا أتدخّل بالعمل الإخراجي بل أسلّم نفسي للمخرج لأنني مخرج وأعرف مدى انزعاج المخرج من الممثل الذي يتدخل بعمله. وأنا أعتبر أن المخرج هو قائد العمل إما إلى النجاح أو للفشل. سمير حبشي هو مخرج بكل ما للكلمة من معنى. هو ابن الأرض والشارع يعرف كل تفاصيلها وندرك نحن الممثلين هذه الأمور من خلال إدارته علينا كممثلين.

في الشقيقتان تؤدي دورك أمام سارة ابي كنعان كيف وجدت تلقي الدور من جانبها؟

أولاً نحن بحاجة إلى هكذا ممثلات في لبنان لأن شكلها طبيعي وهي مستفزة وتتحدث بعينيها وصوتها توظفه بالشكل الصحيح ولديها حضور. فأثبتت سارة أنه ليس من الضروري أن يكون طول الفتاة مترين وأن تقوم بعمليات تجميل لتكون نجمة.

(ممازحة) هل لأن الطول بينكما كثنائي مناسب؟

(أجاب ضاحكاً) أنا لست قصيراً.

كيف تجد دورك في الشقيقتان كتلميذ جامعي خصوصاً ان البعض انتقد دورك لأنك كبرت عليه؟

أنا لم أسمع هذا الإنتقاد وإذا صار وانتقدوني أقول إن الجمهور اللبناني في لاوعيه حافظ باسم مغنية منذ 20 عاماً. لو كنت ممثلاً جديداً أؤدي هذا الدور لما انتقدوا. بموضوعية أقول إنني ظهرت في الدور شاباً لذيذاً ويمكن أن أكون في السنة الرابعة من دراستي.

​​​​​​​بعد مسلسل "ياسمينة" هل شعرت بالخوف من أن لا تحقق النجاح عينه الذي حققته في ياسمينة؟

أنا ممثل لا أطمح لأن يكون لديّ عدد كبير من الأدوار خلال سنة واحدة لأنني أختار نوعية الأعمال. وأذكر هنا عن حرصي أنني في مسلسل ياسمينة طلبت من ايلي معلوف أن يعدل لي دوري فيه لأن الدور الرئيسي كان مكتوباً لياسمينة وليس لي وأنا لا اقبل أن أكون تابعاً. وايلي معلوف كان مصراً على أن أكون معهم في المسلسل وتجاوب مع طلبي هو والكاتب مروان العبد.

في دور نادر في مسلسل ياسمينة كنت الشاب الشهم والبطل والذي يتميز بالكرامة بينما في الشقيقتان كما هو متوقّع ستترك الفتاة التي تحمل طفلك. هل تخاف أن يشبهك الناس بالكاركتير الثاني أي أن تسقط من عيونهم؟

الدوران مختلفان. شخصية شريف في الشقيقتان اصعب بكثير من شخصية نادر. فهو ضائع بين من كان يحبها ومن بات يحبها وبين والدته وشقيقته التي سرقت المال ووضعته في مأزق. فويله أن يكون شهماً وويله ألا يكون. كما أن الدور سيصبح شيقاً خصوصاً عندما أطالب زوجتي بالإقامة معي.

​​​​​​​أخبرنا عن دورك في مسلسل "ثورة الفلاحين"..

سيتفاجأ الجمهور بي في مسلسل "ثورة الفلاحين" وسيكون الدور القمة لي.

هل ستكون في دور الإقطاعي أم دور الفلاح؟

هناك بكاوات وفلاحون وأنا سأكون من البكاوات والعنصر الأساسي لنشاط الثورة.

لماذا أنت بعيد عن السينما خصوصاً اننا نشهد غزارة في الإنتاج؟

منذ سنتين لعبت دوراً في فيلم "السر المدفون" وقد عرض الفيلم ضمن عرض خاص واحد في لبنان وتوقف لاسباب سياسية ومن ثم عرض في فرنسا حيث حصلت على جائزة أفضل ممثل ضمن مهرجان مدينة نيس الفرنسية الدولي الذي يعتبر الأهم في فرنسا وتحدثت عني محطات تلفزيونية عدّة.

​​​​​​​من من الممثلات تريد أن تقوم بدور بطولة معها ؟

لا أحد. أحب جميع الممثلات لكن ليس لدي شغف تجاه إحداهنّ. المهم أن تكون البطلة تستحق الدور.

لقد كان لك الحظ أن تتعرف إلى مروان العبد قبل أن يتوفى. ماذا تقول عن مروان خصوصاً انك تمثل في مسلسل "كل الحب كل الغرام" حالياً؟

مسلسل "كل الحب كل الغرام " يشبه إلى حد ما مسلسل ياسمينة بأبطاله أنا وكارول الحاج والكاتب مروان العبد والمخرج إيلي معلوف. وأتمنى أن تنجح هذه الخلطة. فكل الحب كل الغرام أجمل ما كتب الراحل مروان العبد في حياته. قصة حبّ تشبه الارض والماضي.

هل تحزن أن مروان العبد لم يجد من يقف معه من المعنيين في مرضه ولم يكن يملك المال ليتعالج؟

أحزن على مروان العبد كإنسان وكفنان لأننا بحاجة إلى كتاب مثله وهناك صعوبة اليوم أن نجد مسلسلاً نتعلّق به كما في مسلسلات مروان العبد.

​​​​​​​ما هي مشاريعك المقبلة غير "كل الحب كل الغرام" و"ثورة الفلاحين" ؟

هناك الكثير من المشاريع اعتذرت عنها وهذه المسلسلات تكفي لهذا العام.

وفي الإخراج هل من أعمال ستخرجها؟

أقوم بإخراج إعلانات وهناك كليب لشخص مهم جداً.

أي من السيناريست الأحب إلى قلبك ويكتب الأفضل لباسم مغنية؟

مروان العبد أعتقد أنه الأفضل لي وهو كاتب لا يتكرر، وأحب نصوص مروان نجار، وأتألق حالياً مع كلوديا مرشليان وأتشرف بالعمل مع منى طايع.

​​​​​​​