"يا ضيعانو راح شاب".

.. "كانت الحياة بعدا بتلبقلو" ... "الله يرحمو هيدا الحاج نقولا شيخ الشباب". بهذه العبارات ودع اهالي زحلة والاقارب والعائلة "شيخ الشباب" الحاج نقولا كرم شقيق الفنانة نجوى كرم الذي غادر إلى دنيا الحق من دون وجه حق اثر مضاعفات في القلب بعد خضوعه للميل وزراعة "روسور" لمرتين منذ أسبوع.

الام بربارة الثكلى تئن من لوعة فقدان ابنها الشاب، وابن الفقيد "كرم كرم" الصورة طبق الاصل عن والده مكسور الجناحين يتقبل التعازي بوفاة والده الرجل الشهم الذي كبّر عائلة ونجمة في الوقت نفسه.

نجوى غارقة في حزن عميق فهي ستفتقد وجه السعد الذي ساهم في بداياتها وأرسى نجاحها على مداميك الصوان والذي لم تقو عليه تيارات الحياة المضنية. ستفتقد نجوى بعد اليوم الرجل "الزكرت" الذي شكل رأس حربة في وجه كل من حاول ان يقترب من شمسه وتحفته... ذاك الرجل الذي ساهم في اختيار أجمل الأعمال التي كرست نجومية نجوى.

رحل الغالي الحاج الذي جمعتني به صداقة سنوات كفيلة بأن اترحم على طيبته وروجلته. "الحاج نقولا" الأكرم من كرم ع درب اقل ما يقال فيه إنه الاب الحنون الذي شكلت عائلته نقطة ضعف بالنسبة اليه. لقد دأب على تربية عائلة محبة معطاءة تكيفت مع ظروف الحياة بسرائها وضرائها بدون ان يرف لجفنها انكسار على حساب كرامتها. وكم أتذكر أحاديثنا التي كنا نتبادلها معاً وقد علمت فيّ شهامته التي تشبه شهامة أهالي زحلة والمنطق الذي كان يعتمده في الفنّ.

رحل الحاج معولا على نجومية هادي خليل الذي تولى ادارة اعماله اخيرا متوعدا الوسط الفني بنجم من الطراز الرفيع. إنما خفقان ارادة الموت انقضَت على ارادة قلب الفقيد وطموح النجم الذي بكى بحرقة ومرارة صديقه ومدير اعماله وحتى هذه السطور يعيش الفاجعة غير مصدق ان من وعده بالكثير رحل في ليل بكى فيها القمر.

نقولا كرم لمن احب الحياة وانتصر عليها حتى في احلك الظروف واشدها ظلما، ستبقى ذكرى جميلة في اغنيات العز لنجوى وسنرى محياك في كل اطلالة لشمس الاغنية لانك ستبقى كالظل الذي يرافقها ويصلي لها من فوق لتبقى نجوى اصيلة المغنى والكرم كما عرفناها وقيمة مضافة للفن اللبناني والعربي. ونقول للحاج الذي آمن بموهبة هادي خليل وبنجوميته إننا سنبقى أوفياء لهذا الإيمان وسنتابع دعمنا لهادي خليل حتى يحقّق أحلامك.