عُمر ميقاتي صاحب السنوات الطويلة من العطاء في الفن اللبناني المستمرة لغاية يومنا هذا،ترك بصمات مهمة جدا في الحركة المسرحية والاذاعية والتلفزيونية، كماعمل في الاذاعة اللبنانية من العام 1966 وحتى 2008، وتسلم قسم الاخراج من العام 1990وحتى 2002، كما عين استاذا في جامعة بيروت العربية في الاداء واللغة العربية.

موقع "الفن" إلتقى عُمر ميقاتي خلال كواليس مسرحية "بالكواليس" وكان لنا معه هذا اللقاء:

اليوم تشارك في مسرحية "بالكواليس"، فهل أصبح تواجدك في مسرح جورج خباز عنصراً أساسياً؟

للسنة الخامسة على التوالي أشارك في مسرحيات جورج خباز، وهذا الأمر يسعدني ويشرفني، أحب ما يقدمه، ولديه حبكة كوميدية ذكية جداً، وما يقدمه يصنف بالسهل الممتنع، رغم أنّ الجمهور قد يرى أعماله سهلة لكن التحضير لها وتنفيذهها أمر صعب ودقيق جداً. وبرأيي أصعب شيء أن تكون بسيطاً.

ماذا تقدّم في مسرحية "بالكواليس"؟

أقدّم دور والد زوجته لجورج، لدي مشهدان في الفصل الأول مكتوبان بشكل رائع كعادة جورج بالكتابة، وهو أصبح لديه أسلوبه الخاص الذي اعتاد عليه الجمهور. جورج ممتنع عن الإسفاف والسخافة والكلام البذيء وقلّة التهذيب.

كيف ترى واقع الكوميديا في الآونة الأخيرة؟

أغلب ما نشاهده ليس كوميديا، نقلوا الشانسونييه بطريقة خاطئة، من يشاهد هذا النوع من المسرح في الخارج يرى أنّ له هدفاً معيناً والنص الذي يُكتب يكون ذكياً.

ماذا تقول لمن يقدم هذا النوع من المسرح اليوم؟

بشكل عام انتقل ما يقدم في الشانسونييه إلى الشاشة، قبل فترة زمنية كان ما يقدم على الشاشة لا يُطاق، الكبار كانوا يخجلون مما يُعرض على التلفاز فكيف حال الصغار؟ في إحدى المرات كنت أشاهد مسلسلاً في المشهد الأول كان الأصدقاء يجلسون في مكان عام ويشربون الخمر، ثم ذهب الممثل إلى بيته وشرب الخمر ثم شاهدنا صديقه في البيت كان يشرب أيضاً، بعدها البطل والبطلة في جلسة غرامية ويشربان الخمر..وبعد عدة مشاهد متشابهة ظهر ممثل وهو يشرب الشاي فصرخت وقلت "أخيراً" (ضاحكاً). كل العالم يحارب الكحول ونحن نقدم مسلسلاً 70% من مشاهده فيها كحول.

البعض يردد قائلاً إنّ هذا ما يريده الجمهور..أنت ماذا تقول؟

لا غير صحيح، لا نريد إهانة الجمهور اللبناني الذي يُعتبر من أذكى الجماهير. والعرب يقيسون نجاحاتهم بمشاهدة اللبناني لأعمالهم. فنانون مصريون كبار قالوا لي نحن نخاف من ردة فعل الجمهور اللبناني على أعمالنا. ومعظم اللبنانيين مثقفين، فنحن نبيع أرضاً لكي نعلم أبناءنا، ومن هذا المنطلق أقول إن الجمهور لا يريد ما نشاهده. في السابق كانت الأعمال مختلفة عما يقدم اليوم وبنفس الوقت كانت تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة جداً. في 2005 شاركت في مسلسل "إبنة المعلم" وحتى اليوم عندما يراني الناس يتحدثون عنه. وهذا العمل كان راقياً، بينما الآن يرون صناع البرامج والمسلسلات الناحية السلبية عند الأجانب فقط بينما يجهلون أنّنا نخجل كثيراً بشكل عام، أنا كممثل أيضاً أخجل، لذا رفضت دوراً كبيراً لأنني أخجل. هناك حدود لا يمكن أن نتخطاها.

ماذا تحضر اليوم؟

لدي عمل مع ليليان بستاني وهو مسلسل بعنوان "صمت الحب"، وكان يوجد عرض مع مروى غروب واعتذرت بسبب التضارب في الوقت.

هل تشعر بأنّ الجيل المخضرم مغيّب عن الشاشة؟

هناك إدوار الهاشم أكبر مني "بعشر سنين الله يطول بعمرو" يقدم أعمالاً حتى يومنا هذا، والممثلون من جيلي أصبحوا قلة وغير موجودين بشكل كبير، في مسلسل مثل القمر بالجزء الأول أنا والست وفاء طربيه كنا جد وجدة ستيفاني والناس اعتبروا أن شخصيتنا كان لها وزن في العمل، وفي الأعمال الأجنبية يحافظون على ممثليهم الكبار. يجب أن يهتموا أكثر وعلى النقابات متابعة هذا الموضوع.