في مبادرة للحفاظ على ارثه الفني استضافت دار كريستيز للمزادات أمس أمسية لإلقاء نظرة على أول كتاب شامل يضم شروحات مفصلة عن الفنان التشكيلي المصري محمود سعيد (1897 – 1964) بالتزامن مع الاحتفال بمرور 120 عاماً على ميلاد أحد أهم رواد الحركة التشكيلية العربية والمصرية متبوعاً بجلسة حوارية مع فاليري ديديه هاس، مدير تطوير الأعمال، كريستيز الشرق الأوسط، والمؤلفة المشاركة للكتاب وهاشم منتصر من عائلة الفنان وأدارت الجلسة هالة خياط مديرة مزادات كريستيز في دبي.

محمود سعيد هو ابن رئيس وزراء سابق في مصر وخال الملكة فريدة (1921 – 1988)، زوجة الملك فاروق الأولى. درس محمود سعيد القانون وتدرّب محامياً بناء على رغبة أبيه، وعُين قاضياً فيما كان يُعرف حينها باسم "المحاكم المختلطة" في مصر حتى عام 1947، وكان يمارس الرسم في أوقات فراغه. وطوّر محمود سعيد أسلوباً خاصاً به في تجسيد الطبيعة المصرية لشغفه بحياة الفلاحين التقليدية في المناطق الريفية في مصر وجمال المرأة المصرية في جوهرها وفطرتها. وشُغف محمود سعيد أيضاً بفن البورتريه فرسم العديد من أفراد عائلته وزملائه وأصدقائه، حيث رصد بريشته المرهفة الأبعاد السيكولوجية لكل واحد منهم بحسّ عميق، ويُقال إنه أعاد تفسير فن البورتريه في أوروبا بطريقته الخاصة.

إلى جانب ذلك، يضم الكتاب 11 مقالاً لأكاديميين وباحثين بارزين في هذا المجال من أمثال مؤرّخة الفنون ندى شبوط والفنانة التشكيلية المصرية أمل نصر، وكُتبت هذه المقالات خصيصاً للكتاب، كذلك يتضمن الكتاب 17 مقالاً مؤثراً عن محمود سعيد، وتُرجمت هذه المقالات إلى اللغة الإنكليزية بعد أن كانت متاحة في السابق باللغتين العربية والفرنسية ضمن نطاق ضيق.