في حضور وزير التربية والتعليم العالي، مروان حمادة، وممثّل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، افتتحت المدرسة الأهلية وسط بيروت، معرضها الفنّي بعنوان "مئوية المدرسة: خمسة فنانين خلال 100 عام"، وتواجد ثلاثة من الفنانين العارضين هم عفاف زريق، أيمن وسعيد البعلبكي وحشد كبير من محبّي الفن والثقافة وأهل الصحافة.

وقد جال الوزير حمادة في المعرض والمدرسة وتحدّث مع الفنانين ومنظّم الحفل صالح بركات وقال في كلمة دوّنها خلال زيارته المعرض: "مئويَة الأهليَة هي سيرة بيروت، بل لبنان! زرتها منذ عقود وأعود إليها اليوم وزيراً للتربية بعد أن عادت إلى عزَها ورونقها. إنَ الإحساس بمرتبة المدرسة المثاليَة، كما عهدتها، ترسَخ من خلال زيارة اكتشفت خلالها عظمة التعليم في لبنان عندما يحافظ على القيم والمستوى اللَذين جعلا من وطننا منارة ثقافية عبر التاريخ. مبروك لكم ولنا هذه الأهلية الَتي تشعرنا بالأهلية الخالصة".

وللمناسبة، قال رئيس مجلس الأمناء في المدرسة الأهلية، نديم قرطاس: "اليوم تلقي المدرسة الأهلية تحيّة إلى طلّاب جلسوا يوماً على مقاعدها وانطلقوا إلى العالمية حاملين إرث المدرسة ووطنهم، ليصبحوا من أهمّ الفنانين العالميين. معرضنا هو شهادة بالاهتمام الخاص والتشجيع الذي تعطيه الأهلية لطلّابها عبر تاريخها فتمكّنهم من الإبداع والتألّق".

يستمر هذا المعرض لغاية 4 آذار ويأتي ضمن سلسلة احتفالات المئوّية الأولى للمدرسة،التي بدأت مع الممثّلة العالمية فانيسا ريدغريف التي قدّمت مسرحية في بيروت بعنوان "دنيا أحببتها: قصّة امرأة عربية" المستوحاة من كتاب كتبته مديرة المدرسة (1934 – 1975) وداد مقدسي قرطاس.

يجمع المعرض أعمال خمسة فنانين، أربعة منهم تخرّجوا من المدرسة وواحدة درّست طلّابها. وبالتعاون مع السيّد صالح بركات، عُرضت أعمال الفنانة سلوى روضة شقير، التي تخرّجت من المدرسة في ثلاثينات القرن الماضي، والتي كانت الفنانة التجريدية الأولى في لبنان. وقد درست الرسم على يد الفنانَين عمر أنسي ومصطفى فرّوخ الرائدَين في عالم الفن الانطباعي والواقعي. أما الفنانة إتيل عدنان فهي شاعرة، كاتبة وفنّانة بصرية لبنانية أميركية أُسندت ألقاب كثيرة مثل "الكاتبة العربية-الأميركية الأبرع التي ما زالت تكتب اليوم". وعن الأهلية تقول: "السنتان اللتان علّمت خلالهما في المدرسة الأهلية خلّفتا تأثيراً أبدياً في حياتي".

من الأعمال المعروضة أيضاً، لوحات فنية للفنانة عفاف زريق التي تخرّجت من الأهلية عام 1966. أعمالها معروضة في أشهر المعارض والمتاحف مثل المجموعات الدائمة في متحف سرسق في بيروت ودارة الفنون في عمّان، الأردن. وخلال المعرض سوف تقدّم زريق عرضاً عن فنّها بشكل عام واللوحات المعروضة بشكل خاص يوم الأربعاء 1 آذار، 2017. أما الفنان أيمن بعلبكي الذي تخرّج من الأهلية عام 1994، فقد أصبح من الفنانين الأشهر في العالم العربي لأسلوبه في رسم محاربين وأحداث متّصلة بالحرب اللبنانية

ويضمّ المعرض أيضاً أعمال الفنان سعيد بعلبكي الذي تخرّج من الأهلية عام 1994، والذي يستوحي أعماله الفنيّة من ذكريات طفولته خلال الحرب اللبنانية أيضاً، معبّراً عن مأساة وهول الحرب وهروب اللاجئين من أراضي المعارك.

وخلال العقد الأخير، طوّرت المدرسة مناهجها التربوية لتلبّي متطلّبات القرن الواحد والعشرين، ما شكّل قاعدةً قوية لنجاحات عديدة أبرزها نسبة نجاح طلابها التي وصلت إلى 100% في الشهادات الرسمية. وتحتفل المدرسة أيضاً في مئويتها بحصولها على أهم اعتمادَين أكاديميين من مؤسستَين أميركية وأوروبية وهما جمعية مدارس وجامعات بريطانيا الجديدة (NEASC) ومجلس المدارس الدولية (CIS).