تمكّنت الممثلة وراقصة الباليه المصرية علا رمي من كسر التابوهات التي تخيّم على مجتمعها، لتتقن إختيار أدوارٍ تظهر جوانب جريئة وقوية، مختلفة عن شخصيتها، بعيداً عن هوس النجومية.

أدوار عدّة تنوه بها لكن يبقى الدور الذي أدّته الى جانب الممثل عادل إمام في "حنفي الابهه" هو الأحبّ الى قلبها. عشقها للباليه خوّلها الحصول على جائزة وهي في سنّ مبكرٍ، وترى أنّ مصر تفتقد لثقافة الكلاسيكي "الباليه في مصر مزروع في غير أرضه، لا نملك ثقافة الكلاسيك للأسف"، فهي عاشقة لصوت فيروز الملائكي ولمسرح الرحابنة وفرقة كركلا. مع علا رامي كان هذا اللقاء:

عهدناك في الادوار الرومانسية وتحولت فجأة للشر عبر فيلم "بنات ريكلام"؟

بالفعل كان تحدياً بالنسبة لي، ولم أخف أبداً لأن الشخصية التي قدمتها مليئة بالانفعالات، فهي نافرة ولم أتعاطف معها، لكني غصت فيها وقدمتها كما يجب لأنها موجودة وبقوة في واقعنا ومجتمعاتنا.

لكن الفيلم وقصته انتقدا وايضاً الشخصية التي قدمتها؟

"بنات الريكلام" موجودات في عالمنا، وأكثرهن اللواتي ينزلقن في مهنة غير شريفة، فهناك من تريد أن تعيش بسلام، وأخرى تريد أن تجمع ثروة وثالثة تكون بحاجة ماسة للمال، وحتى الشخصية التي قدمتها أي المرأة القوية التي تدير شبكة بنات الريكلام موجودة في مجتمعاتنا وبقوة، وقد تعمدت أن أظهر الجانب الشرير منها. ففي بادئ الأمر، ترددت في قبول الشخصية، لكن المخرج علي رجب قال لي أريد أن اتحدى بك نفسك، وقبلت التحدي بهدف تغيير كيان علا رامي الممثلة، ونجحت وكسبت التحدي.

في السباق قُدمت أفلاماً تناولت سلبيات الواقع وتقبلها الجمهور. اليوم أضحت التسميات للسينما هي سيدة الموقف؟

بالفعل، لكن بالمقابل لا يُمكن أن نتغاضى عن مشاكل مجتمعنا ونكون مثل النعامة التي تدفن رأسها بالرمال وجسمها كله يظهر للناظر اليها، بالعكس أنا مع مواجهة السلبيات والاخطاء بغية الإصلاح والتوعية.

ما هو جديدك الفني؟

هناك مسلسل للكاتب محمد البسوسي وعنوانه "ضرب نار" واتمنى أن يُعرض في رمضان المقبل، وسأجسد فيه شخصية صادمة تماماً كالشخصية التي جسدتها في"بنات ريكلام". فهذا التحول بتقديم الادوار كان بقرار مني بعد فترة غياب، إذ قررت أن أكسر التابو وأطل على جمهوري بعلا رامي جديدة.

مثلت مع الممثل عادل امام "حنفي الابهه" لماذا لم يتكرر اللقاء معه؟

هذا العمل من أجمل أفلامي، وكان لطيفاً وكواليسه رائعة، وعلاقتي بعادل جميلة، وصدقيني لو كان يوجد هناك أيّ دورٍ مناسب بإحدى أعماله لكان رشحني على الفور. (تضحك وتقول) عندما تزوج ابني عمر، أرسل لي عادل رسالة على الموبايل يسألني متى سأصبح تيتا، وفعلا بالقريب العاجل سأصبح جدة.

تتحدثين عن زواج ابنك عمر وانت بغاية السعادة ما يعني انك متصالحة مع نفسك؟

طبعاً، "وعمر هو ابني يعني اخبيه فين"؟ (تضحك كثيراً وتضيف) تزوجت بسن مبكر وعشت أجمل مشاعر الامومة مع عُمر، واليوم أعيش سعادة من نوع آخر بعدما أصبح زوجاً واباً وايضاً فناناً.

ماذا ينقص ابنك عمر خورشيد؟

إنه شابّ وسيم ومجتهد،، لكنه لا يريد أن يطل بأي دور لا يُضيف له شيئاً، وينتظر الفرصة المناسبة لإبراز موهبته.

يعزف على الغيتار مثل عمه الراحل عمر خورشيد؟

منذ طفولته ادخلته الى معهد الموسيقى ودرس العزف على آلة التشيلو، لكنه لم يُحبها كثيراً وتعلم ايضاً العزف على الغيتار، ثم وجد نفسه بالتمثيل أكثر خصوصاً أنه كان يتواجد معي عندما كان صغيراً في الاستديو، أو مع اختي سحر رامي، وعندما صارحني برغبته بالتمثيل، طلبت منه أن يُصقل موهبته بالدراسة، وما إن انتهى من الثانوية العامة حتى التحق بمعهد الفنون المسرحية.

قدم دور عمه عمر خورشيد في مسلسل "العندليب"؟

الدور كان صغيراً جداً، كما أنّ عمر يريد أن يكون له شخصيته المستقلة رغم تأثره بعمه وبأعماله.

فيلمك "الملجأ" يُعرض في مناسبات معينة مثل عيد الطفل وعيد الام وعيد اليتيم، اليوم لم يعد هناك أيّ أحدٍ يُقدم مثل تلك الاعمال؟

هذا الفيلم يعتبر انسانياً بحتاً ويتحدث عن أولاد الملجأ أي الايتام الذين يملكون مواهب فنية ويصبحون نجوماً، اليوم للأسف تُقدم شخصية اليتيم أو اللقيط على أنه بلطجيّ.

قدمت عدة شخصيات وتلونت بها ومع ذلك لا تهتمين بالنجومية؟

لأني اعشق التمثيل ولا تهمني النجومية على الاطلاق، ومثلت مع كبار النجوم مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في "ارض الاحلام"، محمود ياسين "الستات"، شريهان في "كريستال"، محمود عبد العزيز في"رأفت الهجان"، ومحمد صبحي في "يوميات ونيس"، يحيى الفخراني "الليل واخره"، وغيرها من الاعمال ومع ذلك لم يلاحقني هاجس النجومية على الاطلاق اذ يهمني ان اجسد اعمالاً تترك بصمة في ذهن المشاهد على المدى الطويل.

كنت طفلة عندما حصلت على جائزة؟

صحيح، وذلك بعد ظهوري للمرة الأولى عبر الشاشة بفيلم "السيرك" حين كنت طفلة ونلت شهادة تقدير بعدها اكتشفتني المخرجة نادية سالم وقدمتني بفيلم "صاحب الادارة بواب العمارة" مع نادية الجندي وجسدت دور راقصة بالية تدرس في معهد وهو الدور الذي أحبه الجمهور.

ماذا عن الباليه وانت اشهر باليرينا؟

البالية في مصر مزروع في غير أرضه، لا نملك ثقافة الكلاسيك للأسف، بينما فرقة رضا اي الثقافة الشعبية لها شأنها الكبير في مصر والعالم العربي، وقلة هم الذين يفهمون الكلاسيك ويقبلون على حفلات البالية في الاوبرا.

كنت وشقيقتك وشيريهان أشهر باليرينات في مصر من بعدكن ظهرت حنان ترك ونيللي كريم ما رأيك بهما؟

رائعتان جداً

حمد يحيي؟

ممتاز

هاني حسن؟

جميل جداً

المخرج يوسف شاهين كان عاشقاً للبالية؟

استاذ يوسف كان شرقياً –اوروبياً ويحب البالية، كما يحب الفنون الشعبية تماماً.

الفرق الراقصة اللبنانية التي تلفتك؟

احب جداً كركلا، واتمنى ان تُقدم عروضاً في مصر، والا سأضطر للسفر الى لبنان لحضور عرضهم المسرحي المقبل، ايضاً أحب مسرحيات الرحابنة والاستعراضات التي تحتويها، وبالمناسبة أنا من عشاق فيروز صاحبة الصوت الملائكي الجميل.

هل رقصت مرة على احدى اغنياتها؟

طبعاً، لكن لم أصور أي من استعراضاتي فيديو كليب.

مازلت ترقصين؟

بصراحة، لم اعد مثل السابق وعليّ أن اتمرن ستة أشهر على الأقل لتعود لياقتي ومرونتي.