عمل في إنتاج البرامج وتنقل بين باريس وكندا وأبو ظبي لكن عشقه للتمثيل ولبلده قاده من جديد إلى بيروت ليستقر فيها، أبدع في السينما والتلفزيون وتألق في المسرح الذي عمل فيه مع أبرز المخرجين والكتاب، هو الجنوبي الذي لانتمائه إلى أرضه وقع خاص في وطنيته وأعماله، انتقائي في اختيار أدواره التي تميزت بشخصيات مركبة صب فيها كل خبرته وولعه وشغفه وثقافته، فأبدع في دور المريض النفسي في أماليا وفي دور رامز احد المخطوفين في الحرب اللبنانية في فيلم "شتي يا دني"، مع الممثل المحترف حسان مراد كان لنا هذا الحوار:

بداية نرحب بك عبر موقع الفن أخبرنا كيف كانت انطلاقتك ؟

أنا خريج معهد الفنون الجميلة قسم مسرح وتمثيل، وعملت في بدايتي بمسرحية مع يعقوب الشدراوي ثم مع أحمد الزين في مسرحية ابن البلد وكنت ما زلت طالباً في السنة الاولى ففي الثمانينيات كان المسرح اللبناني ناشطاً وكان هناك مخرجون مهمون مثل يعقوب الشدراوي وروجيه عساف وهذا الجيل الذي تأسسنا على أيديهم فكانوا أساتذتنا وكنا نعمل معهم في المسرح.

إلى أي مدى أثر فيك انك ولدت في الجنوب وعايشت الأحداث الامنية هناك على مهنتك في التمثيل؟

الإنسان يتعلم التمثيل من تجربته في الحياة التي هي أهم مدرسة فالتمثيل هو عبارة عن تجربة شخصية وكيفية توظيفها مع تداعيات الدور لتركيب الشخصية.

وما أهمية الموهبة؟

من الممكن أن نرى ممثلين ليست لديهم موهبة من خلال أدائهم لكنهم تعلموا التقنية، وبرأيي الموهبة ضرورية للممثل كي يستطيع تشكيل وتجسيد الشخصية وهناك أشخاص لم يدرسوا التمثيل وتجربتهم مهمة في هذا المجال، لكنهم قلائل وأتوا من عالم مختلف عن التمثيل وأصبحوا جيدين.

ماذا عن دورك في مسلسل "الشقيقتان"؟

دوري صغير نسبياً لكنه مؤثر في الخط الدرامي وألعب شخصية محمود وهو شخص يمتلك معمل خياطة ويعيش حالة عدم ارتياح مع زوجته التي تلعب دورها إليسار حاموش وهي امرأة غنية وتحبه لكنه يعيش تحت رحمتها ويفتش عن أيّ طريقة ليتخلص من ضغطها التي ارتبط بها بدافع المصلحة وتتسبب الموظفة في المعمل عنده وتلعب دورها زينة مكي، بمشكلة فتسرق مجوهرات زوجته وتعرض عليه الهرب معها، ويبدأ بالتفكير بعد ان تردد ثم يقتنع بالموضوع ولاحقاً تفضح القصة وان مآربه ليست جيدة، ويتبين أنه لا يريد زوجته ولا زينة مكي لكن يريد الهرب من الوضع فيرتكب جريمة ولا أستطيع أن أقول أكثر.

إلى أي حلقة يمتد دورك؟

دوري مؤلف من 30 مشهداً حتى الحلقة 22.

على أي أساس تختار أدوارك وهل تعتبر نفسك انتقائياً؟

بالتأكيد فأنا أختار الدور بناء على تأثيره بالخط الدرامي وبغض النظر عن مساحته، أحياناً حين تكون مساحة الدور أوسع يكون لدى الممثل مجال للاجتهاد ويتعاطى بشكل أفضل مع الأشخاص الذين يعمل معهم.

هل النص أساسي؟

النص هو الأهم وهو أساس العمل الدرامي، وأي عمل نصه جيد ممكن أن ينجح المسلسل حتى لو كانت هناك سقطات لدى بعض الممثلين، فالناس يتابعون القصة، لذلك تلاحظين في بعض المسلسلات المعروضة أن الناس يحبونها ويغضون النظر إذا كان بعض الممثلين لا يؤدون أدوارهم بشكل متكامل، ولكن إذا كان الكاست متقناً وكل الممثلين يعطون أدوارهم حقها يعطي هذا الأمر دفعاً وقوة للمسلسل.

ما رأيك في تجربة المرأة في الكتابة خصوصاً مع كلوديا مرشليان ومنى طايع وهل تنصح النساء بالانخراط بتجربة الكتابة؟

بالتأكيد، وهما كتبتا مسلسلات جيدة.

أنت لعبت أكثر من دور حيث تغرم بك فتاة تصغرك في السن؟

لعبت دوراً كهذا في مسلسل "أماليا" وكنت أجسد شخصية رجل متزوج ولعوب ثم يصبح مجنوناً وهذا مختلف عما أقدمه حالياً.

انت أبدعت في دور المريض النفسي..

هذا عائد إلى نص طارق سويد الرائع والمخرج سمير حبشي وهو مخرج مهم ومجموعة من الممثلين المحترفين.

كيف كان تعامل المخرج سمير حبشي معك ومع طاقم العمل؟

هو مخرج سينمائي ولديه إمكانية عالية في إدارة الممثل ودرس هذا الأمر وفي النهاية، اختيار الممثلين للأدوار مهم جداً فيخفف الكثير من الثقل عن المخرج خصوصاً في التلفزيون وأي مخرج ليس لديه الوقت أن يقوم بإدارة تتطلب وقتاً طويلاً للممثل.

الكاتبة منى طايع اشترطت أن تكون موجودة في موقع تصوير أمير الليل لتراقب تنفيذ النص هل توافق على هذا الامر؟

لم لا، وهي كتبت النص وهي أكثر الناس معرفة بأجواء النص والأبعاد النفسية للشخصيات، فوجودها مهم لإصلاح بعض مسارات الشخصيات التي حين تكون الورق وتتحول إلى لحم ودم من خلال الممثلين يتغير الأمر كليا والممثل أيضاً له دور لأنه مشارك من خلال وجوده النفسي والجسدي وحضوره فهو مشارك بالكتابة بمعنى أن الكاتب مهما فعل لا يستطيع أن يظهر هذه المشاعر لكن شرط أن يكون ضمن حدود الشخصية، وكانت لي تجربة مع منى طايع حيث لعبت دور البطولة الماضي في ثلاثية اسمها "السر" من بطولتي وكتابتها منى طايع في أواخر التسعينيات.

أخبرنا عن تعاملك مع أبطال المسلسل؟

لم أصور معهم مشاهد كثيرة، ولم أجتمع مع نادين الراسي في أي مشهد، وعملت مع رولا حمادة وباسم مغنية في مشهد واحد، أما المشاهد الأخرى فاقتصر دوري فيها على العمل مع زينة مكي وإليسار حاموش والذي وجدته ممتعاً.

ما هي الأصداء التي تتوقعها للمسلسل خصوصاً انه لبناني مئة بالمئة؟

في اعتقادي أن قصته جميلة جداً ومكتوب بشكل رائع وكما ألاحظ فإن الانطباعات الأولية إيجابية جداً وهو "مشغول" بطريقة احترافية، من الصورة إلى الكادر ووصلت فكرة الحقبة التي جرت أحداث المسلسل في إطاره، ونادين أبدعت ايضاً.

​​​نشعر بانك في التلفزيون مختلف عن المسرح والسينما أي من هذه المجالات الأقرب إليك؟

أنا أفضل السينما أكثر وأحبها لأن دور الممثل في السينما يمتد على مدى ساعة ونصف وأستطيع أن أراه كله بشكل أوضح كذلك هناك وقت وإنتاج يمكن الممثل من قراءة الدور والعمل عليه بشكل أفضل، وهذا مختلف عن التلفزيون، وفي النهاية انا درست التمثيل أكاديمياً وأستطيع العمل في كل هذه المجالات، ولدي 10 أفلام من بينها "شتي يا دني" الذي مثلت فيه شخصية مركبة ونال جائزة في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي وجائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي السابع والثلاثين للأفلام المستقلة في بروكسل، أما بالنسبة للأفلام اللبنانية خصوصاً تلك التي عملت فيها بشكل عام فلم تنل حقها لكني في الخارج نلت أكثر من 10 أو 12 جائزة عالمية، والأفلام التي ليس لها طابع تجاري بحت بل لها طابع مهرجانات وتحمل قضية انسانية لا تأخذ حقها.

هل السبب عائد لأن هذا النوع من الأفلام ليست جماهيرية أو لم يتم تسويقها بشكل جيد؟

ليس لدينا في لبنان جمهور سينمائي واسع فعددنا في لبنان لا يصل إلى أكثر من 3 أو 4 ملايين شخص والناس ليست لديهم ثقافة سينمائية كما هو الحال في مصر.

وهل لأنه ليست لدينا صناعة سينما؟

في مصر إذا عملوا فيلم يذهب لمشاهدته على الأقل مليون شخص من بين 90 مليون فالمنتج عندها يستطيع أن يسترد تكلفة فيلمه ويحصل إيرادات ليقوم بفيلم آخر، أما أفلام الكوميديا في لبنان فلديها جمهور لأن الناس معتادون عليها أما الأفلام الاخرى فتتطلب من صناعها أن يحاربوا ليجذبوا الناس لمشاهدتها مع انها تحوي لغة سينمائية.

وماذا عن دعم السينما وهل عدد المنتجين قليل نسبياً في لبنان؟

كل الأفلام التي أعمل فيها مدعومة فيأتون بدعم من المؤسسات الثقافية الموجودة في أوروبا.

هل الامر مشابه للدعم الذي تلقاه فيلم "ورقة بيضا"؟

عدة أشخاص أمّنوا تمويله، نعم لكن هناك أفلام ناجحة تشتريها قنوات تلفزيونية خارجية، ففيلم ورقة بيضا تم بيعه لشركة أميركية لتوزعه، فعمل المنتج فيلماً واستطاع أن يحصل إيرادات حتى لو لم يأتِ عدد كبير لمشاهدته علماً أنه ما زال يعرض في السينما.

تلقى فيلم ورقة بيضا انتقادات سلبية كثيرة وبعضهم حضروا العرض الأول فصدموا ولم يتوقعوا المشاهد الصادمة والألفاظ البذيئة..

هذا النوع من الأفلام شكل صدمة لبعض الناس نعم لكن هذه المواضيع لها علاقة بالمخدرات أو القتل والإجرام أوالجنس موجودة بشكل أو بآخر في المجتمع. وصحيح أنني ممثل لكنني اتحول في مكان ما إلى مشاهد فمن خلال قراءتي للسيناريو في المرة الاولى طلبت حذف بعض الألفاظ في دوري لأننا في لبنان ومجتمعنا شرقي مع أن بعض الناس يتحدثون هكذا.

​​​​

ما هي توقعاتك بالنسبة لانتشار مسلسل "الشقيقتان" عل الصعيد العربي؟

أحيي المنتج جمال سنان وهو يحاول أن يقوم بكل ما في وسعه في هذ المجال، وعرفت من خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم حين أطلق المسلسل انه مباع إلى محطة عربية وهذا يسعدني وأمر ممتاز للدراما اللبنانية للترويج حتى تصبح اللهجة اللبنانية مفهومة أكثر ومقبولة عند الناس أكثر خصوصاً بعد التجارب في الخلطات العربية المشتركة.

لاحظ البعض أن هناك غموضاً كبيراً غير مفهوم في بداية المسلسل؟

هذا دليل إيجابي على أن النص محبوك بشكل جيد.

من خلال خبرتك لمدة 25 سنة في التمثيل هل تعتبر أنك أخذت حقك؟

لا، وليست لدي أي فكرة عن السبب، وأنا عملت في عدة أفلام ومسلسلات من بينها أماليا واحمد وكريستينا وحالياً ولا شخصية من الشخصيات تشبه بعضها لا بالشكل ولا بالمفهوم.

هل هناك تركيز من المنتجين لإبراز ممثلين بحد ذاتهم ليروجوا لهم؟

المنتج هدفه ان يبيع عمله من خلال اختياره لممثلين معينين.

هل يمكن أن نراك بطلاً رئيسياً لمسلسل ما؟
انا لست من الناس الذين يتصلون بالمنتجين لطلب دور، من يطلبني لدور أطلع عليه وإذا لاءمني اقوم به، وأي ممثل يطمح أن يعمل ومدى انتشاره متعلق بقدراته لكن لا يهمني أن أكون نجماً أنا أعمل وأعطي كل ما لدي ولا أتوقع النتائج لاحقاً وأنا ما بطاحش، "إذا رن التلفون قالولي عندك شغل بقرا النص واذا عجبني بقبلو".