رغم كل الإنتقادات التي طالته على المستوى الإخراجي، الا أن مسلسل "أمير الليل" بلا شك كان نقطة فارقة في عالم الدراما اللبنانية من حيث الإنتاج حيث قدم المنتج إميل طايع كل إمكاناته المادية ليظهر العمل بصورة مميزة، فتميز العمل بنجوم قادرين على النهوض به، وديكورات متقنة، وبالتأكيد قصة مترابطة الأجزاء وممتعة بالسياق الدرامي.

لا يخفي طايع كلفة العمل المرتفعة، ويتقبل الإنتقادات الإخراجية ويبرر ما يمكن تبريره، ويقول كلمته بجرأة لكنه يفتخر بعمله الاول مع رامي عياش الذي اعتبره الصخرة الذي بني عليها "أمير الليل".

موقع الفن كانت له فرصة لقاء المنتج إميل طايع:

التصوير استغرق عاماً ونصف العام، لماذا؟

لأنّه عمل ضخم فوق الـ60 حلقة، ولدينا الكثير من الممثلين وارتباطاتهم المهنية لا تسمح لهم بالوجود في نفس الوقت، وهذا الأمر أثّر على مجرى الأمور، وقد وضعت ضغطاً على الكاتبة منى طايع والمخرج ميلاد أبي رعد وفريق العمل جميعاً كي نسلم العمل، حتى أنني اضطررت الى تغيير الخطة الإنتاجية أوائل عام 2016 وتابعت الأمور خلال تواجدي في مواقع التصوير، وبدأ الإنتاج بشكل دقيق في كانون الثاني من العام نفسه.

كثيرة هي الإنتقادات على اخراج العمل. ما ردّك؟

مع احترامي لكلّ المنتقدين، الناس يظنون أننا نصور حلقة كاملة، نحن صورنا مع المخرج فادي حداد مشاهد من أول العمل ونصفه وآخره، ومع إيلي برباري أكملنا ما كان ينقص من مشاهد.

"الكادرات" التي صورت بطريقة خطأ من يتحمل مسؤولياتها؟

أنا كمنتج متعود على الطريقة الأميركية، أحمّل المسؤولية لمنى طايع، وللمخرج ايلي برباري، وميلاد أبي رعد، هم من يتحملون مسؤولية تلك المشاكل الإخراجية التي لا أعتبرها كبيرة "بيقطع بعمل كبير عبارة عن 1500 مشهد كم مشهد".

هل كانت مشاركتك في الإنتاج بالدراما اللبنانية مغامرة؟

بالنتيجة الدراما اللبنانية قطعت بوضع محبط كثيراً في الفترة الأخيرة، بعكس ما كانت الدراما في السبعينيات بقمتها وهذا الموضوع أثّر على المحطات الممثلين والتقنيين. في السابق، إذا صوّرت عملاً درامياً في لبنان، فكل المحطات العربية تشتريه منك، لكن ما حدث هو أن الكلفة توقفت وغاب الإنتاج، والعمل لم يستطع أن يبيع نفسه خارج لبنان.

ما الخطوة التي على المنتج فعلها؟

أنا كرجل أعمال أفهم بالدراما كان توجهي أن أقدم عملاً على مستوى الأعمال العربية التي تقدم في مصر أو بالخليج أو بسوريا، لكي نأخذ مكاننا، ونحن تعرّضنا للحرب من المنتجين العرب، وأحببنا بمسلسل "أمير الليل" أن يكون العمل كما تلك الأعمال العربية ونجحنا، وسيذكر التاريخ بعد سنوات قليلة أن "أمير الليل" كان من أضخم الإنتاجات اللبنانية التي أوصلت رسالة للعالم العربي أنه لنا مكانتنا في الدراما العربية.

من العنصر الأقوى الانتاج أم الاخراج أم رامي عياش كنجم؟

البطل مهم جداً في العمل، لكن أعتقد في صناعة في الدراما، علينا أوّلاً أن ننظر الى الورق والكتابة، ومن ثم الإنتاج، والبطل الثالث هو تركيبة فريق العمل التقني، والنتيجة التي وصلنا اليها كانت ظاهرة واليوم الكلّ يتحدث عن أمير الليل.
وعن الأشخاص، أوجّه تحية لمنى طايع، ورامي الذي كان الصخرة التي بنيت عليها العمل، وكان رائع في التمثيل وأدّى دوره بإمتياز وأقدم له تحية على عمله.

ماذا أضاف العمل للدراما اللبنانية؟

مع المشاكل المادية التي تطال المحطات الموجودة، يضطر المنتجون لتخفيض الكلفة كي يبيعوا العمل، بينما خلال هذا العمل كنت مقتنعاً أننا لا يمكننا أن نبيعه بـ45 ألف دولار للحلقة، وأنا ضحيت من أجل الدراما اللبنانية.

لماذا لم نشاهده على شاشات عربية؟

لأننا كنا بظرف كل الشاشات العربية لديها مشاكل مادية، ولو كنت قبلت عرضه في رمضان لكنت استطعت أن أعرضه خارجاً بسهولة أكثر.

حدث خلاف مع الممثل أسعد رشدان ماذا حصل؟

بالنسة لي رشدان قدم دوره بإمتياز وأخذ أجره بإمتياز، لا أعرف لأي سبب يشن هجوماً علينا فـ"الحكي ببلاش".

كل شركة انتاج متعاقدة مع نجوم معينين، كيف ستتعامل مع الممثلين؟

هذا أمر خطأ، يحق للمثل أن يعمل مع أي منتج، وليس لدي اعتراض على أي نجم، بل بحسب الدور نختار الممثل ولي الشرف بالعمل مع أي كان.

ما جديدكم؟ وهل تحضرون لعمل جديد لرامي عياش؟

لدينا عمل درامي جديد ننتجه لرمضان وبدأنا التحضيرات له، وعن رامي عياش أقول "ان شاء الله نفاجئكم بعمل ثان له فيما بعد".

هل يمكن أن تتعامل مع غير الكاتبة منى طايع؟

أبوابنا مفتوحة لكل الكتاب والممثلين والتقنيين، منى طايع كل أعمالها مميزة وهي شريكة بالشركة وننتج لها، ونحن تعاملنا سابقاً مع رافي وهبي، وشوقي الماجري، والكلّ يعلم أننا غير محدودين وأخذنا مسلسل "حالة حب" للكاتب مازن طه من سوريا، ونحن منفتحون ومستعدون لنقدم أي عمل مميز.

هل نافس مسلسل "مثل القمر" "أمير الليل"؟

أقدر كل الأعمال اللبنانية إن كانت ميزانيتها قليلة أو مرتفعة، كل مسلسل يعرض مع عملنا هو منافسة لأمير الليل، والمنافسة جميلة، وتؤدي الى تحسين الإنتاج وتدفعنا لتقديم أعمال مرتفعة الجودة، ونحن كان لدينا كل الثقة بأن أمير الليل هو العمل الجبار الذي لا يمكن أن يقف بوجهه أحد.

كلمة أخيرة:

أطلب من كل المنتجين الموجودين أو الذين يفكرون بالدخول الى مجال الإنتاج أن يأخذوا الإنتاج الدرامي على أنه مشروع اقتصادي. اذا لم يكن لديك كلفة العمل لا تدخل بالعمل.

اليوم بكل بلدان العالم، إذا أراد أحد المنتجين أن يقدم عملاً عليه أن يقدم ضمانات بأن يكون قادراً على إنتاجه مادياً. وأعد المشاهد بأعمال ذات جودة عالية ولو على حسابي الشخصي كمنتج، ولديّ مستوى معين لا يمكنني التخلي عنه.