ممثلة سورية، سحرت الجمهور بجمالها وحسن أدائها وثقافتها العالية، إنها روبين عيسى التي خطت خطوات سريعة جداً نحو النجومية، فخطفت الأضواء خلال سنوات قليلة.

خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفور تخرجها خاضت تجربة "المونودراما" من خلال مسرحية "ليلي داخلي" التي تم عرضها في دمشق واللاذقية وتونس والشارقة.

في رصيدها عدد من المسلسلات المهمة، مثل "باب الحارة"، و"حرائر"، و"امرأة من رماد"، و"أيام لا تنسى"، و"بقعة ضوء"، و"نبتدي منين الحكاية"، و"حدث في دمشق".

الممثلة الشابة روبين عيسى حلت ضيفة على موقع "الفن" من خلال الحوار الآتي:

تتابعين تصوير مشاهدك في مسلسل "سايكو"، حدثينا عن شخصيتك..

أجسد شخصية "صباح" وهي شقيقة "صبحي" خطيب "سايكو" إحدى الشخصيات الخمس التي تلعبها أمل عرفة. تربطها علاقة عاطفية مع "نايف" الذي يعمل لدى شقيقها، وتخوض معهما تفاصيل لطيفة بأسلوب كوميدي. "صباح" فتاة بسيطة ولطيفة وطيبة، تمتلك بعض البلاهة، تتواجد مع أغلب شخصيات العمل أثناء عملية البحث عن "السيدي".

كيف تصفين الأجواء العامة للعمل؟

سعيدة جداً بمشاركتي في العمل كوني لم أقدم مثل هذا النوع من قبل، وأشعر براحة كبيرة ضمن كاست مميز، إخراجاً وإنتاجاً، ممثلين وفنيين، فالعمل هني وأشعر فيه بمتعة حقيقية.

كنان صيدناوي يخوض أولى تجاربه الاخراجية هنا.. ما رأيك بالتعامل معه؟

أريد التحدث عن كنان ضمن شقين، الأول كمخرج فهو شخص متحمس جداً وواضح ويدرك تماماً ماذا يريد وإلى أين يتجه، يتعامل مع الممثلين بحرفية عالية ويسمع اقتراحات الجميع ويمنح ثقة مطلقة للكل، تلك الثقة تخرج مكنوناته.

والشق الثاني سأتحدث فيه كإنسان، وأريد أن أصفه "بالمهذب والصديق"، فهو صديق الجميع ونتعامل كفريق براحة وتناغم، وهذا النوع من الأعمال يحتاج إلى توافر الاندماج والأريحية بين الجميع كي تظهر النتيجة بالشكل المطلوب.

تسجلين هنا أول تعاون لك مع أمل عرفة.. كيف تصفين التعاون معها؟

سبق وعملنا معاً في "بقعة ضوء" فقط، وأنا سعيدة جداً بوجودي معها، فهي على الصعيد الفني نجمة وأستاذة كبيرة ولها تاريخ فني عريق، أما على الصعيد الإنساني فهي شخص جميل جداً وأشعر براحة كبيرة أثناء العمل معها. رغم ضغط عملها الكبير ومقدار التعب الهائل كونها تؤدي خمس شخصيات وكاركتيرات وتركيبات نفسية إلا أنها تفكر بنجاح جميع الممثلين وليس فقط بنفسها، إذاً "هي شريك ممتاز". سعيدة أيضاً بالعمل من جديد مع الفنانين فادي صبيح وأيمن رضا وطلال مارديني ويحيى بيازي، فجميعهم أصدقائي.

كيف ستطلين وما الكاراكتير الذي تم ابتكاره لهذا العمل؟

هناك بعض الشخصيات بحاجة لكاراكتير لافت في الشكل لكن "صباح" فتاة بسيطة جداً من الداخل فهي تشبه الأطفال بروحها وطريقة تفكيرها وبراءتها فاعتمدت لها كارتيراً بسيطاً من الخارج.

كذلك ستطلين في رمضان المقبل في مسلسل "هواجس عابرة" ما مدى اقتراب العملين كونهما كوميديين؟

شارفنا على الانتهاء من تصويره، وأيضاً شريكي في العمل فادي صبيح وهذه المرة بدور زوجي، وأؤدي شخصية "ناهد" وهي امرأة سطحية تحب المظاهر، وهي نموذج من النساء اللواتي يغرن على أزواجهم نتيجة إحساسهن بالنقص، وهاجسها بالحياة مراقبته. يشارك في العمل كادر ظريف جداً وهناك تناغم جميل بيننا كفريق وهذا الأمر مهم وضروري لنجاح هذه النوعية من الأعمال.

أيضاً تتابعين تصوير مشاهدك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"..

النص لنور شيشكلي، والإخراج لهشام شربتجي، ونوع العمل هنا مختلف تماماً وشخصية "وفاء" مركبة، وهي امرأة تخوض مرحلة صعبة بالحياة، وتضعها ظروفها السيئة بمكان ما خارج البلد برفقة زوجها، فتتعرض لمشكلة معه تقودها لمكان لا يشبهها لتعيش صراع ما بين رغباتها وظروفها، تحاول الانتفاضة على واقعها لكن من دون جدوى فهي "بلا حول ولا قوة". عموماً، أرى أن الوزن الدرامي للعمل ثقيل، لأنه ملامس للواقع وسنشاهد خلاله معاناة لعدد من الشخصيات النسائية.

هل يتضمن العمل مشاهد جريئة؟

من الممكن أن يتضمن جرأة بأسلوب الطرح وعرض المشكلة، لكنه لا يحتوي جرأة بالمشاهد، وفي حال تضمن ذلك فمن المؤكد أنها ستكون موظفة جداً كون تنفيذ العمل تحت إدارة المخرج هشام شربتجي. كما أن المعاناة والقسوة اللتين يحملهما ستجذب المشاهد وتجعله يرى فقط جوهر العمل.

في حال طلب منك أداء مشهد جريء هل توافقين على ذلك خدمة للمشهد؟

للجرأة أنواع، لكن عموماً أرفض أي مشهد خادش أو جارح للعين خاصة أن أعمالنا تعرض على جميع الشاشات وداخل المنازل ضمن تركيبتنا ومجتمعنا، وإن كان بالاستطاعة أن نستعيض عنه بحل آخر فانا أفضل وأذهب باتجاه هذا الخيار. إذًا لستُ مع الوقاحة لكني أرى أن الجرأة التي تخدم المشهد وتلبيه مطلوبة.

شاركت في الجزء التاسع من مسلسل "باب الحارة"، فما التطورات التي طرأت على شخصية "دلال"؟

تطورات كثيرة ستطرأ على الشخصية هذا الموسم، ورأيناها في الجزء الماضي كيف كشفت عن وجهها وشاركت في مظاهرات، أما في الجزء التاسع ستذهب باتجاه المرأة العاملة.

حللت بديلة عن أناهيد فياض، ألم تتخوفي من هذه الخطوة؟

في بداية التجربة شعرتُ ببعض القلق كون أناهيد لعبت الشخصية لمدة 7 مواسم ولا بد من المقارنة من قبل الجمهور، لكن لم يراودني لحظة شعور أو هاجس أن يقول الجمهور "مين أحسن". وفكرت من منطلق أني ممثلة عرض عليّ دور معين واعتبرت أن الشخصية جديدة ولم يلعبها أحد قبلي وأديتها كما أنا أراها، وبصراحة كنت سعيدة جداً بالنتيجة. وحقيقة أكن مشاعر الاحترام والحب لها وهي من دون شك استطاعت أن تقدم "دلال" بصورة جميلة وقريبة من قلب الجمهور، وعندما عُرض عليّ تأدية الشخصية نتيجة ظروف معينة طرأت على أناهيد حاولت ألا أقتبس أو أقلد طريقة تعاطيها مع الشخصية، على العكس رأيت "دلال" بطريقة مختلفة، ومن حسن حظي أن الشخصية شهدت نقلة نوعية في الجزء الثامن وتحولاً جذرياً.

عموماً أنت مقلّة بمشاركاتك ضمن أعمال البيئة الشامية؟

إلى جانب "باب الحارة" شاركت خلال مسيرتي أيضاً في "حرائر"، وأرى أن الأعمال الشامية لها خصوصيتها و"باب الحارة" تحديداً حالة خاصة ترسخت في أذهان الناس ضمن توليفة وشكل معين اعتادت عليه الناس، فإذا حاولت أداء الشخصية بمثل هذا النوع من الأعمال بطريقة قريبة من أداء شخصية في عمل درامي ستنتج عنها مشكلة التركيبة.

عمر مسيرتك الفنية ثلاث سنوات استطعتِ خلالها تحقيق قفزات كبيرة وسريعة، كيف ذلك؟

الموضوع حقيقة لم يكن مدروساً، لكني أعرف تماماً أنه لا يوجد ممثل أو ممثلة تشبه غيرها، وعلى كل شخص أن يبحث عن خصوصيته ونقطة تميزه والعمل على تطوير ذلك، إلى جانب الاختيار الصحيح للعمل والإخلاص للدور والورق المكتوب، ولا يكفي تنفيذ ما كُتب وإنما إضافة شيء من روحنا.

وأين تكمن خصوصيتك؟

أحاول تطبيق كل ما ذكرته والعمل عليه، ولاحظت أنه تم التركيز عليّ بأدوار معينة تتطلب حسية وانفعالية عالية.

هل تتجهين للكم أم النوع بالمرحلة الحالية؟

أعتقد بعد فترة قصيرة سأتجه للتركيز على موضوع الانتقاء أكثر من الوقت الحالي، وأرى أن هذا التدرج طبيعي في الحياة المهنية لكل ممثل. وخلال الفترة الحالية أقوم بقراءة النص وعندما أعجب بالدور وأراه غير مكرر لا أمانع من المشاركة فيه، فمن الممكن أن أشارك بثلاثة أعمال وألعب ثلاث شخصيات مختلفة لا تشبه بعضها البعض، لكني إن شعرت أن مشاركتي مؤذية ولن تضيف لمسيرتي فبالطبع لن أشارك "المسألة حساسة جداً".

لعبتِ دور المرأة الانفعالية في "أيام لا تنسى" وفيلم الأب أتشعرين بأنك تطبعت بهذا النوع؟

لربما الأشخاص المقربون مني يدركون تماماً محبتي للأعمال الكوميدية، لكني لا أدري كيف تصدرت وتم التركيز عليّ بهذا الاتجاه، ليس لديّ أي مشكلة فأنا ممثلة وأتمكن حتى من أداء الشخصيات المركبة بطرق مختلفة وبعيدة عن بعضها، وأعمل الآن في مسلسل اجتماعي كوميدي "سايكو" وصورت "هواجس عابرة" أيضاً كوميدي لايت، فلا أعتقد أني تطبعت بالشخصية الانفعالية. بالعموم أحب أداء جميع الأنواع لكن حقيقة أعشق الكوميديا.

قدمتِ شخصيات مختلفة، ما الشخصية التي تطمحين لأدائها؟

أتمنى دائماً أداء الأدوار الواقعية التي تطرح مشكلة وتقدم حلاً لها، فيشعر المشاهد حينها أنه أمام شخصية من لحم ودم يعرفها وقريبة منه. عموماً أحب الشخصيات العميقة البعيدة عن السطحية والمكتوبة من الناحية النفسية بطريقة صحيحة، وتترك أثراً لدى الجمهور، فإما أن يتعاطفوا معها أو يقفوا ضدها.

هل تعتقدين أنه من مهام الدراما تقديم حلول للمشاكل المطروحة؟

طبعاً، فالدراما تعتبر نقلاً للواقع على الشاشة بطريقة درامية فنية، وبهذه الطريقة يطول عمر العمل ويعيش مدة أطول ويلقى قبولاً أكثر من قبل الجمهور.

"الأب" للمخرج باسل الخطيب هو أول تجربة سينمائية لك بعد عدة أفلام قصيرة، حدثينا عن هذه التجربة؟

أرى أن السينما هي فن التكثيف، فهو ملخص مدته ساعتان لمسلسل تلفزيوني يعرض على مدار 30 حلقة. العين بالسينما أمر مهم جداً فنستطيع عبرها قراءة أمور كثيرة وردود أفعال عديدة تدور بداخلنا.

ما الفرق بين السينما والتلفزيون؟

تختلف السينما بعض الشيء عن التلفزيون، فكل أمر محسوب (الحركة، النظرة، الحالة) فالممثل يرى نفسه وملامحه على شاشة كبيرة بصالة السينما من هنا تأتي فكرة الاقتضاب والتكثيف.

ما كان شعورك حين شاهدتِ نفسك للمرة الأولى على شاشة السينما؟

شعرت بخوف وقلق قبل العرض رغم درايتي بمقدار التعب وكمية الجهد المبذول في ظل ظروف قاسية وصعبة، وهذا الأمر بدا واضحاً خلال العرض. دائماً خلال هذه اللحظة الممثل "بيستغرب حالو والأغلبية ما بيحبوا حالون" بينما البعض الآخر يرى نفسه بطريقة مختلفة.

ما رأيك بالسينما السورية خلال السنوات الأخيرة؟

الأمر يبشر بالخير، بغض النظر عن أن التجارب متفاوتة ولسنا بصدد تقييمها لكننا نشعر بسعادة خلال الإعلان عن اقتراب عرض فيلم سوري بخاصة عندما يجول العالم ويشارك بمهرجانات عربية ويحصد جوائز أيضاً. وعلينا أن نبدي اهتماماً للسينما، فهي فن ومن الضروري إعادة إحيائه كي يعيش مجدداً خاصة أننا نمتلك القدرة والإمكانيات والكوادر المهمة القادرة على صناعة سينما متميزة.

تهتمين بلياقتك والأمر واضح لكن ما الذي تغير بعد امتهانك التمثيل؟

دائماً أقول إن على الممثل الاهتمام بجسده ولياقته البدنية وهذا الأمر ضروري خاصة أنه يقف أمام الكاميرا والجمهور، وعلينا متابعة دروس الليونة والرقص حتى بعد التخرج. أهتم بهذا الموضوع ليس فقط لأني ممثلة، فأنا بالأساس أحب اللياقة وأحاول عدم اقتطاع دروس الرياضة حتى في ظل ضغط العمل الشديد، كما أهتم بوجبات طعامي، وعموماً الموضوع ضروري لكل أنثى.

على صعيد الجمال، هل تشجعين عمليات التجميل؟

أشجع التجميل عند اللزوم والضرورة، لكني مع الخصوصية بالشكل والملامح، و"إذا ما عندي مشكلة واضحة ليش لأعمل حالي بشبه غيري ونصير كلنا منشبه بعض"، أنا لست ضد عمليات التجميل في حال تواجد مشكلة حقيقة. علينا ألا نفتقد للوجوه الطبيعية وغالباً نفتقدها على الشاشة فالتجميل يقتل الملامح وردات الفعل.

دخلتِ القفص الذهبي بسن مبكرة عكس الكثير من الفنانات؟

صحيح، تزوجت بعد قصة حب لسنوات عندما رأينا أن الوقت قد حان لذلك.

زوجك من خارج الوسط الفني كيف تصفين علاقتك به؟

نحن أصدقاء بالدرجة الأولى وتربطنا علاقة جميلة خالية من المشكلات والمنغصات، "علي" شخص متعاون ومتفهم جداً لطبيعة مهنتنا الصعبة ولغيابي عن المنزل لفترات طويلة أحياناً، لكننا في الوقت عينه نحاول دائما إيجاد وقت لأنفسنا.

هل يشاركك الرأي حول أعمالك وأدوارك؟

هو ناقد لاذع "ما بيرحمني"، يتواجد دائماً خلال أدائي للبروفات المسرحية ويوجه لي الانتقادات والملاحظات ويقدم الاقتراحات "هون حبيتك.. صدقتك.. ما صدقتك"، فهو الأقرب لي وأكثر شخص قادر على توجيه ملاحظات صحيحة "فإذا صدقني بكون أدائي كتير منيح".

ألا تفكران بالإنجاب؟

حالياً الموضوع مؤجل ولا نفكر به لأسباب شخصية.