فريد وليلى .

.. ثنائي تزوج منذ 15 عاماً ولكنه يعاني اليوم من مشكلة كبيرة. فقد تعرض فريد (طلال الجردي) لحادث غامض أفقده الذاكرة. وبعد خروجه من المستشفى وتلقي العلاج المناسب يعود إلى منزله حيث تحاول زوجته (برناديت حديب) ان ترمم له ذاكرته وحياته. محاولة قتل فريد الفاشلة ستكشف أسرار كثيرة في علاقة هذا الثنائي الذي يحاول بعد كل هذه السنوات البحث عن سبيل لانقاذ زواجهما الذي يتخبط بمشاكل عديدة.

هذه لمحة عن "بتقتل" المسرحية الجديدة للمخرج جو قديح من بطولة برناديت حديب وطلال الجردي. هو عمل مسرحي مستوحى من "Petits Crimes Conjugaux" للكاتب "Eric Emmanuel Schmitt" ولكن بصبغة لبنانية عمل عليها جو قديح وماري كريستين طياح.

مسرحية قوية بالتفاصيل التي تتضمنها في النص والشخصيات والديكور ...فكل ما قدم للمشاهد في هذا العرض على مستوى: حبكة جيدة تؤرجح المشاهد وتسير به إلى المكان الذي يريد المخرج.. بطلان يتمتعان برصيد فني كبير وموشحان بمصداقية كبيرة في الاداء...

موقع "الفن" حضر العرض الافتتاحي للمسرحية والتقى فريق العمل في مسرح الجميزة حيث كان لنا معهم هذه اللقاءات :

أعرب الممثل طلال الجردي عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل المسرحي وقال: "أنا سعيد بهذا العمل لأن النص قوي جداً ولديه بنية جيدة جداً. المسرحية سلسة ولكنها في الوقت نفسه تأخذك إلى أماكن عدة وتعيدك إلى نقطة معينة".
وتابع:" النص مصدره بيئة مختلفة عن البيئة التي يعرض فيها.. هذا العمل قد لا يطال كل المجتمع اللبناني ولكنه بالتأكيد يطال شريحة كبيرة جداَ منه".
وعن تعاونه مع برناديت:" أنا علمت أن بيرناديت هي من اقترحت على جو أن أنضم إلى العمل. وكنت متأكداً انها لا تتواجد بأي عمل ليس بالمستوى، لذلك عندما تواصل معي جو كنت متاكداً ان العمل سيكون مختلفاً.. واليوم أكبر برهان هي الأصداء التي وصلتني من الجمهور".


وأضاف:" وجود ممثلة قريبة منك على المستوى الشخصي يسهل عليك العمل لناحية الانسجام السريع فنحن لم نكن بحاجة إلى ساعات وايام تمارين كثيرة من أجل التأقلم. والمسرح دائماً بحاجة لممثلين يفهمون على بعضهم من "النَفَس" والا يكون هناك مشكلة كبيرة".
أما عن التعامل مع جو قديح فيقول:" التعامل مع جو سلسل، عمله يريح الممثل كثيراً وهذا أمر أساسي جداً".


بدورها الممثلة برناديت حديب تحدثت عن مشاركتها في هذا العمل وقالت: "هذه تجربتي الثانية مع جو والتعامل مع المخرج للمرة الأولى يختلف عن التعاونات اللاحقة معه. انا اعتدت على جو وطريقة عمله وتفكيره وطريقة ادارته للممثل وطريقة حياكته للمَشاهد مع بعضها وبالتالي أصبحت الأمور أسهل بالنسبة لي على صعيد التعاون بين الممثلة والمخرج".
وعن شخصيتها قالت: "ليلى قوتها تأتي من ضعفها.. هي شخصية لا تثق بنفسها وهي ضعيفة جداً. وثقتها الضعيفة بنفسها هي التي أوصلتها إلى ما هي عليه".

وتابعت:" الجميل في هذا العمل انه سيمسّ شريحة كبيرة من الجمهور وتحديداً الأزواج الذين يعانون من المشاكل، فهو يتحدث عن واقع شخصين يبحثان عن الحب وعن حياتهما المشتركة ولكن بطرق ملتوية وغير سليمة".
وعن تعاونها مع طلال: "هناك تناغم كبير بيننا ونعرف كيف نعطي بعضنا وهذا الأمر نادرٌ حصوله بين ممثلين. وعندما اقترحت اسم طلال على جو كنت اعرف جيداً أن هناك معياراً معيناً لا يمكن أن افرط به، لهذا كنت بحاجة إلى ممثل كطلال الجردي".

مخرج العمل جو قديح تحدث أيضاً عن جديده، وقال لموقعنا عن شخصيته التي وضعها في هذا النص: "من الطبيعي أن تبقى بصمة المخرج ظاهرة في اداء الممثلين ولكن حاولت قدر المستطاع ان أجعل كلّ ممثل يشبه نفسه في هذا العمل. برناديت وطلال ذكيان ومبدعان ونشيطان مسرحياً وهذا اكثر أمر أراحني في هذا العمل بكل صراحة".


وتابع:" لم أخترهما عن عبث فهناك ممثلين كثر يدعون التمثيل. طلال وبرناديت موهوبان جداً والتعاون معهما لم يكن فقط اضافة إلى العمل إنما قاعدة أساسية في المسرحية".
وعن تفاعل الجمهور مع "بتقتل" يقول:" هذه المسرحية موجهة للجمهور العريض وهي عمل ذكي جداً، تحمل كمية كبيرة من الضحك وفيها أيضاً الدراما والحبكة البوليصية. الجمهور هو الممثل الثالث على المسرح ومن المهم بالنسبة لي أن يشعر الجمهور انه مشارك وليس متفرجاً فقط".
وتحدث قديح أيضاً عن التفاصيل الموجودة في ديكور المسرحية وقال: "لا أفكر كثيراً بالديكور بقدر ما أبحث عن سينوغرافيا تخدم الممثل. هناك تفاصيل كثيرة على المسرح تشبه الشخصيات التي تقدم العرض.كل شيء موجود على المسرح مبرر: الكتب، الاطارات الفارغة...".