لا أتعامل بمبدأ المنافسة مع أي نجمة بل مع نفسي
الجمال شيء ثانوي بعد الموهبة ولم أفكر فيه إلا أنه هبة من الله
الأمومة غيرتني للأفضل وجعلت حياتي أجمل
الجمال ليس مشروعاً ملغى ولكن لكل شيء وقته



وصفها الكثير بأنها واحدة من جميلات العالم العربي، ورغم أن لها تجربة تمثيلية وحيدة في مصر وتجارب قليلة في الغناء إلا أنها سكنت القلوب سريعاً، لكن سرعان ما غابت عن الساحة لظروف صحية ومن ثم الأحداث الصعبة التي مرت بها سوريا، وها هي اليوم تؤكد لنا عودة قوية لمصر على كثير من الاصعدة الفنية.

. هي الفنانة السورية نورا رحال التي تتحدث لـ"الفن" عن أسباب غيابها وما تشعر بالحنين له في العمل بمصر وعما غيرت فيها الأمومة وحبها الشديد لشيرين عبد الوهاب ووصف البعض لها بأن جمالها هو من ساعدها على النجاح وعن الكثير من التفاصيل في حياتها الفنية والشخصية، فكان لنا معها اللقاء التالي:

بداية.. أود أن أسألك.. أنت قدمت فيلم "مجنون أميرة" عن حياة الملكة ديانا منذ سنوات في مصر إلى جانب أغنيات باللهجة المصرية وعرفك الجمهور، فما الذي غيبك عن الساحة بخاصة أن ذلك أضعف رصيدك الفني؟
بداية غيابي عن الساحة كان لظروف صحية يعرفها الجميع وتحدث البعض عنها وتناقلوها بشكل سيء، هذا إلى جانب الظروف التي مرت بها بلدي سوريا من بعد ذلك فلم أكن على إستطاعة بالتواصل مع أحد في مصر وأنا إبتعدت عن الساحة الفنية لفترة سواء في سوريا أو مصر، وفي الوقت نفسه قدمت أعمال في مصر وحققت النجاح من خلالها وأثق تماما بأن الجمهور المصري يتذكرني إلى الآن رغم غيابي، والحمد لله على كل شيء، واعتقد أنني سوف أعود لمصر قريباً من خلال عدة أفكار مختلفة على الصعيد التمثيلي والغنائي لكنني لم أُقرر بعد ما الذي سأعود به للساحة.

وما الذي تتذكرينه وتشعرين بالحنين له في كواليس العمل بمصر؟
أتذكر أن العمل في مصر له مذاق خاص وهناك متعة في تقديم الأعمال وجو مختلف عن أي مكان آخر، فهناك شغف كبير بالفن سواء من ناحية العاملين به أو الجمهور المصري.

وهل صحيح أن لديكِ مشاريع فنية جديدة بمصر؟
هذا صحيح، حيث لدي عدد من المشاريع الفنية في أكثر من مجال سواء دراما أو سينما أو غناء، وهناك مفاجأة بأن هناك برنامجاً تليفزيونياً معروضاً علي، لكن كل هذه المشاريع محل للدراسة في الوقت الحالي ولم أتخذ أي قرار بشأنها.

وكيف ترين الدمج العربي داخل الأعمال العربية المشتركة سواء من مصر أو سوريا ولبنان والخليج؟
أعتقد أن هذا أمر جيد للغاية وناجح بخاصة أننا في النهاية شعب عربي واحد ولا بد من مزج الثقافات العربية مع بعضها البعض داخل الأعمال الفنية، وهذا أمر يزيد من نسب مشاهدة هذه الأعمال بخاصة أن كل ممثل من بلد يُشارك بالعمل يجذب جمهور بلده معه.

وبمن أعجبت من تجارب فنانين سوريا في مصر؟
كل التجارب كانت ناجحة ولا أريد أن أذكر أسماء معينة لأنني شاهدت اغلب التجارب وأعجبت بها للغاية لأنها كانت مختلفة وجديدة عليهم.

وهل تعملين في المجال الفني بمبدأ المنافسة مع النجمات الأخريات؟
لا أتعامل بهذا المبدأ على الإطلاق بل إنني أعرف أن لدي دوراً في أي عمل فني وعلي أن أؤديه على أكمل وجه، هذا إلى جانب أنني مؤمنة بأن المنافسة لابد أن تكون مع الذات وليس مع أشخاص آخرين، وهذا كله بمثابة دعوة للتطور والتعبير عن الذات بأفضل شكل ممكن.

ومن مطربك المفضل؟
كي لا أنسى أحد ففي مصر والعالم العربي كله أصوات كثيرة مميزة ومختلفة عن بعضها، لكنني أعشق صوت شيرين عبد الوهاب فإحساسها رائع وغير عادي.


البعض قال إن نورا رحال جمالها هو من ساهم في نجاحها.. فما رأيك؟
لا أحد ينكر أن الجمال هبة من الله، لكنه ليس كل شيء فالروح الحلوة والجمال والسلام الداخلي أفضل شيء، وفي الوقت نفسه لم اتعامل بهذا المبدأ على الإطلاق بأنني أستغل جمالي لصالح شهرتي لأن هذا مفهوم خاطئ بل إن موهبتي هي الأساس والجمال شيء ثانوي يأتي بعد الموهبة، وفي الوقت نفسه هناك نساء كثيرات يتمتعن بجمال غير عادي ولست أنا وحدي الجميلة.

سمعنا أنه كان لديكِ أغنيات أجنبية وتعاون فني في لندن لكنه لم يكتمل.. فما السبب؟
هذا صحيح وبالفعل سجلت بعض الأغنيات ميكس بين العربية والإنجليزية لكن المشروع توقف، وكان ألبوم كامل لكنه لم يكتمل لأسباب تخص الجهة المنتجة.

برأيك.. هل العالمية تحتاج للبحث عنها؟
العالمية لا يبحث عنها الفنان إلا من خلال عمله وتخطي أعماله الحدود، وهناك من يرى العالمية من منظور آخر، وفي كل الحالات أرى نفسي أمتلك الغناء بعدة لهجات ومقومات كثيرة تسمح لي بالعمل خارج البلاد لكن أسمى طرق الوصول للعالمية من خلال لهجاتنا والفن الذي نُقدمه في الوطن العربي بطريقتنا، وفي الوقت نفسه أنا لا أبحث عن العالمية بل إنني أبحث عن النجاح في الوطن العربي.

وهل للتسامح مكان في حياتك؟
بالتأكيد أنا متسامحة إلى أبعد الحدود لأنني لا أستطيع أن أكون غير ذلك كي أشعر بالسلام الداخلي مع نفسي.

وكيف تنظرين للمستقبل؟
لا أخشى المستقبل إلا على أبنائي الذين أسعى أن أجعل حياتهم أفضل وأن أزرع فيهم كل شيء حلو.

وهل غيرتك الأمومة؟
بالتأكيد غيرت بي للأفضل، وأرى أن الأمومة شيء جميل للغاية وتجعلني أشعر بالحنين للماضي عندما كنت صغيرة وأتذكر أفعالاً واشياء يفعلها أبنائي وكنت أعيشها في الماضي.

لكن البعض يراها تعطيل لمشوار أي فنانة.. فما رأيك؟
ارى أن الأولوية في كل شيء للحياة الخاصة والأبناء، لذا فلا أرى أن الأمومة عطلتني عن شيء لأن كل شخص لن يأخذ أكثر من نصيبه، وفي الوقت نفسه أبنائي اليوم أصبحوا ناضجين وكباراً وليس هناك ما يدعو للقول إنهم عطلوني بل إنهم جعلوا حياتي أجمل.

وهل توافقين على عمل أبنائك بمجال الفن؟
الاساس في التعليم ومن ثم تنمية المواهب الموجودة بداخلهم بعد أن أتعرف عليها، وعلى سبيل المثال إبني يعشق البيانو وجعلته يلتحق بمعهد موسيقي من أجل تنمية موهبته، ولا أعارض دخولهم الفن لو وجدت لديهم المواهب التي تؤهل للنجاح والإستمرارية.

وفي النهاية.. هل ألغيت الزواج من حساباتك؟
الأمر ليس كذلك لكنني أرى الزواج قسمة ونصيب، وفي الوقت نفسه أرى أن هذا الموضوع من جديد يحتاج للتفكير قبله وكل شيء بميعاد.