في ظل زحمة الافلام اللبنانية، التي منها الجيد ومنها المثير للجدل والانتقادات، يقدّم المخرج المبدع فيليب عرقتنجي تجربة سينمائية جديدة وفريدة للجمهور اللبناني.

فيليب مُخرج لبناني فرنسي، قلب صفحة الحرب وأنعش السينما من خلال فيلمه الأول الكوميدي الموسيقي "بوسطة" الذي شكل محطة أساسية في اعادة الحياة إلى الصالات السينمائية خصوصاً التي تعرض الأفلام اللبنانية. ثم قدّم "تحت القصف" الذي نال عدداً كبيراً من الجوائز، وفي العام 2014 أطلق "ميراث" الذي حَظِي بنجاح واسع، وهو سيرة ذاتية للمخرج. ويطلق عرقتنجي بعد أيام فيلمه الروائي الرابع "إسمعي".

هذا العمل الجديد الذي يطلقه عرقتنجي مختلف عن باقي الأعمال التي سبق وطرحها. وكما يصفه المخرج، "اسمعي" قصة معاصرة تتناول الحبّ والإغراءات في مجتمع شرقي تسعى فيه المرأة إلى التحرر. وهو رحلة عبر عالَم الصوت وأهميّة الاستماع، ويلقي الضوء على الحبّ كأحد أشكال المقاومة والبقاء على قيد الحياة.

المخرج تعرض لصعوبات كثيرة خلال تنفيذ العمل، خصوصاً مع الرقابة التي توصلت معه في النهاية إلى منع من هم دون 18 عاماً من مشاهدة الفيلم، بحجة أنه يتضمن مشاهد جريئة. طبعاً المخرج له رأيه في هذا الموضوع وتحدث عنه لموقع "الفن" في لقاء خاص. ويعلم عرقتنجي أن هذا التصنيف سيحرم شريحة كبيرة من الجمهور اللبناني الشاب من متابعة العمل لكن رغم كل شيء هو متفائل.

فيليب مقتنع تماماً بما صوره ومتمسك بوحدة القصة وترابط العمل وبالتالي ليس مستعداً لبتر أجزاء من الفيلم وتشويهه.

من جهة أخرى، المخرج اللبناني فخور بفريق عمله وبالممثلين الذين أدوا المهمة ولعبوا أدوارهم على أفضل ما يكون.

كاتبة السيناريو منى كريّم تحدثت لموقع "الفن" عن الفيلم وقالت:"عندما تحدثت أنا وفيليب بقصة العمل كان يخبرني اياها بالصور ومن ثم كتبنا النص. فيليب مخرج لديه رؤية وأنا حاولت قدر المستطاع ان أترجم أفكاره بطريقة جميلة وصحيحة".
وأضافت:" عندما تريد أن تنقل الواقع يجب أن تكون صادقاً مع نفسك أولاً وفي الوقت نفسه لا يمكنك أن تتحدث عن الواقع وتتناول أمور تجرحك أنت شخصياً".
وعن نهاية العمل قالت:" من الجميل أن يخرج المشاهد من الصالة وهو يتساءل عن أمور عديدة. بهذا النوع من النهايات تترك الحرية للمشاهد ليفهم الأمور بالطريقة التي يريدها والتي تريحه".

الممثل هادي بو عياش تحدث عن شخصية "جود" التي يجسدها في العمل، وقال:" هذا الدور لم يكن سهلاً أبداً وفي صناعة السينما لا يوجد شيء سهل أصلاً. استخدمت كثيراً ذكرياتي من عائلتي وطفولتي لكي أجسد انفعالات الشخصية فكما تعلم قد نصور المشهد مراراً. العمل مع فيليب كان أجمل ما في التجربة فأنا كنت أدرس أفلامه في الجامعة واليوم أصبحت أعمل معه عن قرب في عمل سينمائي. أنا وفيليب كنا على الموجة نفسها منذ أن التقينا وأصبح هناك هذا الاتصال والتواصل الجميل جداً بيننا. واستطعنا أن نعمل ونتطور معاً بطريقة جميلة جداً".
وعن صعوبة أداء المشاهد الجريئة على الممثل الرجل، أجاب:" من الصعب جداً أن تؤدي مشهد حب بكل صدق. نحن بارعون كعرب في إظهار القوة والاجرام والقتل إلى آخر نقطة دم ولا نمانع اظهار مشاهد القتل والذبح، لكن عندما يتعلق الأمر بالحب فهناك مشكلة في تصوير المشاهد الغرامية. أنا أديت دور "جود" في هذا العمل وهذه الشخصية كانت بحالة حب ويجب أن أمثل هذه الحالة. وأنا اقتنعت أكثر بهذا المشهد بعدما شرح لي المخرج أهميته في سياق العمل".

وختم قائلاً:" العمل مع فيليب يضعك في مكان معين لا يمكنك أن تقبل بالتراجع أو بالعودة إلى الوراء. أنا متفائل جداً، وأن تكون البداية مع فيليب فهذا أمر رائع وخطوة جيدة لأربط اسمي بالسينما اللبنانية فأنا أطمح أن أكون أحد أهم الممثلين في لبنان وبكل تواضع. هذه بداية الطريق وطموحي أن أعمل مع باقي المخرجين أيضاً".


تحدثت الممثلة ربى زعرور عن مشاركتها في هذا العمل من خلال شخصية "رنا" وقالت لموقع "الفن": "عندما تواصل معي فيليب من أجل الفيلم كنت في الولايات المتحدة الاميركية وأرسل لي نص العمل وأثار اهتمامي كثيراً وكنت أعلم أن الفيلم الرومنسي بتوقيع فيليب سيكون تجربة مختلفة تماماً عن باقي الأفلام الأخرى في لبنان. الشخصية قريبة مني وليست قريبة في نفس الوقت. "رنا" تشبهني بحبها للحياة وتمردها على التقاليد وحبها للسهر وتواضعها على الرغم من أنها من عائلة ميسورة مادياً".
وعن بعض المشاهد الجريئة في العمل، قالت: "أهلي منفتحين وداعمين كثيراً .. بالنسبة لي هذا المشهد سيعلق عليه كثيراً لأننا في مجتمع لا يتقبل بعد هذه الأمور. هذا المشهد جاء ليعبر عن قوة الحب الذي يجمع بين "جود" و "رنا". هذا المشهد مهم ليظهر سبب تعلق "جود" بـ "رنا " والرغبة الكبيرة التي لديه لاعادتها إلى الحياة. أنا أستغرب كيف يتم التعليق على هذا المشهد في فيلم لبناني بينما نعتبره أمراً عادياً في الأفلام الأجنبية".
أما عن نهاية العمل فتجيب:" فيليب اختار أن تكون النهاية بهذا الشكل ليترك الخيار للجمهور. وهذا الأمر يجعلك تخرج من الفيلم وانت تفكر بالنهاية وما الذي سيحدث. وكل نهاية يختارها المشاهد هي صحيحة".


الممثلة يارا بو نصار تحدثت بدورها عن فيلم "اسمعي" وشخصية "مروى" التي تقدمها في العمل وقالت لـ "الفن":" أنا سعيدة جداً بهذه التجربة. أنا خريجة معهد الفنون وخضعت لدورات وصفوف بالتمثيل بأكثر من بلد أوروبي وفي الولايات المتحدة. أنا في هذا المجال منذ 10 سنوات لكن عملي في الفترة السابقة كان بمعظمه في المسرح. بالطبع سعيدة اليوم بأنني أطل على الجمهور من خلال هذا الفيلم السينمائي وأنا أحببت دوري كثيراً واستمتعت بالعمل على تقديم هذه الشخصية. أنا سعيدة بالتجربة ككل، سعيدة بالتعاون مع كل فريق العمل ومع فيليب وباقي الممثلين".
وعن شخصيتها قالت: "شخصية "مروى" فيها الكثير من التناقضات وبصراحة تشبهني بهذا الأمر من هنا كان أسهل علي التركيز على هذه النقطة بشخصية مروى. الجميل بالشخصية أنها غامضة وتكتشفها تدريجياً خلال العمل".
وعن المشهد الجريء الذي قدمته في الفيلم تجيب يارا :" وجود هذا المشهد في العمل يبرره المخرج فأنا ممثلة أؤدي الدور الذي عرض علي. لكن بالنسبة لي أهمية هذا المشهد هي سمعية ومن سيشاهد العمل سيفهم ماذا أقصد. بصراحة أنا تحدثت مع فيليب وفكرت بالموضوع ولن أكذب عليك وأقول إنني وافقت سريعاً".
وتابعت:" أنا شخص مرتاح جداً مع جسمه وبالفعل هذه الطريقة التي أصبح يعبر فيها الشباب عن حبهم. هناك أمور كثيرة يجب أن نتخطاها في لبنان وهذا واحد منها. جيل الشباب اليوم لا يحب بالعقل والتفكير فقط".

وأكملت:" أما لناحية طريقة تصوير المشهد الجريء فأنا كان لدي حدود معينة لا أقبل أن اتخطاها لأنني آخد بعين الاعتبار إلى حد ما أين أنا. أحترم جداً الممثلين الذين يرفضون أداء هذه المشاهد لكن ربما وافقت لأن الأمر أسهل بالنسبة لي لأن عائلتي منفتحة وتعمل بمجال الفن ويستطيعون أن يشاهدوا العمل بعين المشاهد وليس الأهل. لكنني أنا شخص مستقل جداً واخذ قراراتي بنفسي ولست نادمة على هذا المشهد أبداً".

الممثل جوزيف بو نصار قال عن مشاركته بالفيلم :" العمل مع فيليب اضافة فهو مخرج أحب عمله كثيراً. فيليب مخرج متميز لأنه يقوم بأفلام لا تشبه بعضها. فاذا نظرت إلى الافلام التي صورها تظن أن كل واحد منها لمخرج مختلف، وهذه نقطة قوة وليس ضعفاً. وهذا يدل أنه ينطلق في كل مرة من قصة مختلفة وتفكير جديد ومعالجة جديدة وهذا أول سبب دفعني إلى المشاركة. السبب الثاني هو العمل مع فيليب كشخص وأخيراً أن الفيلم من بطولة ابنتي "يارا" التي تجسد شخصية "مروى" وهذه فرصة نادرة ان نجتمع في عمل سينمائي فالظروف قد لا تسمح لنا بالمستقبل أن نقدم على هذه الخطوة. وهذه هي الاسباب التي دفعتني إلى المشاكة كضيف في هذا الفيلم وأنا سعيد جداً".


الممثلة لمى لوند أعلنت للفن أنها تحب الافلام السينمائية كثيراً والآن جاءت الفرصة لكي تدخل عالم الأفلام وأن تكون جزءا من هذا الفيلم. وقالت :" أنا اعتبر أنني كنت محظوظة لأن خطوتي الاولى كانت في فيلم للمخرج فيليب عرقتنجي واتصور أنني نجحت في هذه المهمة".

الفنانة رنيم الشعار تطل كضيفة على العمل، وتقول للفن :" أنا سعيدة جداً بهذه المشاركة خصوصاً أن موضوع الفيلم يعنيني كثيراً. التقيت فيليب في السابق وكان من المفترض أن نجتمع بعمل من قبل وأن يكون لدي مشاركة في فيلم "ميراث" لكن شاءت الظروف ان اكون في هذا العمل".
وتابعت:" حاسة السمع شيء مهم جداً وتحرك الانسان.. هي أول حاسة تتفعل عند الطفل قبل أن يولد وهي آخر حاسة يفقدها الانسان عند موته".
وعن الأغنية التي تقدمها في الفيلم تقول:" تحضير الأغنية لم يكن سهلا أبداً، فهذه ليست أغنية خاصة أنفذها بالطريقة التي أريد انما هناك مخرج يتحكم ويوجه الأمور خلال تنفيذ العمل".

لمشاهدة ألبوم الصور، اضغطهنا.