برؤيا كاشفة، وبمعاناة إنسانيّة زاخرة، وبأسلوب تعبيري ناصِع.

تحبك إملي نصراللّه نسيج روايتها شاهدًا عَلى عصْر وَبيئة، وَمِرآة لحركة في الحضارة والتاريخ من خلال نماذج بشريّة تعكس في تصرّفهَا ومشاعرها وأفكارها أدَقّ تموُجّات تلك الحركة وتجسّدهَا بروية، وعمق، وشمول، وبهاء فنّي ساطع. تختصرُ زخم الرواية العربيّة الحديثة، وتبلور أخصّ خصائصها الإبداعيّة تحليلاً وتشويقاً وأبعادًا نفسيّة وإنسانية وحضاريّة قل نظيرها في الأدب القصصي المعاصر. وهي إلى ذلك تتويج لمسيرة أدبيّة حافلة، ما يزال لإميلي نصرالله في دروبها المكانة العالية والمرتبة الطليعيّة المرمُوقة.


ولدت إملي نصراللّه (أبي راشد) في 6 تموز 1931 في كوكبا، جنوب لبنان. وكانت نشأتها في الكفير، بلدة أمها. بدأت دراستها الإبتدائية في المدرسة الرسمية، الكفير، ثم تابعت دراستها الثانوية في الكلية الوطنية – الشويفات، قرب بيروت. ومنها انتقلت إلى كلية بيروت الجامعية، ثم الجامعة الأميركية حيث تخرّجت بشهادة بكالوريوس في العام 1958.

في العام 1957 تزوجت الكيميائي فيليب نصراللّه، من زحلة، لبنان. وأنشأا معاً عائلة مؤلَّفة من أربعة أولاد: رمزي، مها، خليل ومنى. .روائية، وقصصية. وقد عملت فترة في التدريس والصحافة. ناضلت من أجل حرّية المرأة، وذلك من خلال قلمها أو مواقفها الإنسانية

بدأت عملها الصحفي عندما كانت طالبة في الجامعة، وهي مسجّلة في نقابة الصحافة منذ خمسين سنة. روايتها الأولى طيور أيلول نالت فور صدورها ثلاث جوائز أدبية، وهي الآن في طبعتها الثالثة عشرة، وتلتها سبع روايات وتسع مجموعات قصصية. كما كتبت للفتيان الرواية، والقصة، كذلك خصّت الأطفال ببعض قصصها وألفت كتابا في سيرة النساء الرائدات من الشرق ومن الغرب

تدور قصص وروايات نصراللّه حول الجذور العائلية، الحياة في القرية اللبنانية، الإغتراب والهجرة، نضال المرأة في سبيل المساواة والتحرّر وخصوصاً حرّية التعبير، ثم الحرب، وقد عانتها مع عائلتها ومواطنيها. وقد احترق منزلها العائلي، مع مجموعة مخطوطات إبّان الإجتياح الإسرائيلي لبيروت في العام 1982

شاركت في مؤتمرات أدبية، وندوات في عدَّة بلدان بينها: كندا، الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، سويسرا، هولندا، الدانمارك، وبعض البلدان العربية. أعطت الباحثة الأميركية د. ميريام كوك اهتماماً خاصاً لروايات نصراللّه، خصوصاً في كتابها "الأصوات المختلفة للحرب: كتابة المرأة عن الحرب الأهلية في لبنان"

تُرجمت بعض روايات وقصص نصراللّه إلى عدد من اللغات بينها: الإنكليزية، الألمانية، الهولندية، الدانماركية، الفنلندية والتايلاندية.

قال الأديب ميخائيل نعيمة عن روايتها "طيور أيلول":

طُيُور أيلول" مَعْرِض فنِّيّ للقرية اللبنانيّة في شتَّى مظاهرها. و لولا أَنّ تُرابَكِ من تراب القرية، ثم لولا أَنك تملكين قسطاً كبيرًا من رَهَافة الحسّ، وسلامة الذَّوق، و دقَّة الملاحظة، وعمق الشُّعور بالقِيَم الكلاميَّة والإِنسانيَّة والجماليَّة، لما تأَتَّى لكِ أَن تصوِّري القريَة ذلك التصويرَ البديع... وممَّا يزيدُ في روعة الصور التي ترسمينها للقرية، مَقْدَرَتُكِ على التغلغُل في ذهنيَّة سُكَّانها وتَجَاوبِهِم، البطيء أَو السريع، مع التطوّرات الحديثة التي تزحف عليهم من المدينة زحفًا لا قِبَلَ لهم بصدِّه ... إِنّ كتَابَكِ لَكَسْبٌ كبيرٌ للقصَّة في لبنان ...
ميخائيل نعيمه بسكنتا، 1962

نالت عدة جوائز:

جائزة أصدقاء الكتاب – لبنان

جائزة الشاعر سعيد عقل – لبنان

جائزة مجلّة فيروز – لبنان

جائزة جبران خليل جبران – من رابطة التراث العربي في أوستراليا

اقرار مؤلّفاتها مادة الزاميّة لشهادات الماجستير والدكتوراه، جامعة القدّيس

يوسف – بيروت

العالميّة لكتب الأولاد على رواية يوميّات هر IBBY جائزة مؤسسة

جائزة سعيد عقل على «كلمة ملكة"


دراسات وأبحاث عنها

1979 رسالة دكتوراه قدّمها الدكتور جوزف شريم حول رواية طيور أيلول في جامعة Aix-en-Provence في فرنسا
1983 المنحى التربوي في قصص املي نصراﷲ: رسالة الأستاذ حسّان ماضي – لبنان
1985 رسالة دكتوراه أعدّها الدكتور منصور عيد، جامعة القدّيس يوسف، بيروت، موضوعها: البناء النفسي في روايات املي نصراﷲ
1986 رسالة دكتوراه أعدّها الدكتور نديم دعكور، جامعة القدّيس يوسف، بيروت، موضوعها: تقنيّة الرواية عند املي نصراﷲ من خلال طيور أيلول والاقلاع عكس الزمن
2002 قراءة نفسية في أدب املي نصراﷲ - الدكتور جان نعّوم طنوس
2004 رسالة ماجستير باللغة اللاسبانية حول طيور أيلول – أنطونيو مارتينيز
2004 ماجستير البنية والرؤيا - سلمى عبدالله 2005 صورة المرأة في الرواية – قراءة جديدة في روايات املي نصرالله زينب جمعة
2005 عن طيور أيلول – نصوص نقدية
2006 ماجستير الهجرة في روايات املي نصرالله – إيڤا ناصر، جامعة القديس يوسف
2006 اجستير البنية الروائية والمنظور الإيديولوجي سناء علي الحركة – جامعة الروح القدس - الكسليك