انطلاقة أقل من عادية لنجمة جماهيرية أكثر من عادية لا بل استثنائية.

إنه البرنامج الجديد "شيري ستوديو" للفنانة شيرين عبد الوهاب الذي تقدمه عبر شاشة DMC المصرية.
مما لا شك فيه أن الغلط ممنوع في مسيرة نجمة مصر الأولى، وأي خطوة ناقصة ستنتقص الكثير من قيمتها وصورتها في الوطن العربي، خصوصاً أن للأخيرة مرآة ليست بجلية كفاية.
شيرين عبد الوهاب تخوض كالكثير من زميلاتها تجربة تقديم البرامج معولة على خفة دمها وطباعها المرحة ونجوميتها الواسعة بهدف انجاح البرنامج.

التحضير الذي استغرق أشهراً عدة ترجمته بالأغنية الخاصة بالبرنامج والمصورة على طريقة الفيديو كليب والتي تعيدنا بالذاكرة إلى فوازير شيريهان ونللي. الأغنية الدعائية للبرنامج جاءت على قدر من الفخامة إلا أن الحقيقة وطبيعة البرنامج وكما بدت في الحلقة الأولى جاءت أقل بكثير من المتوقع.
دخول طغى عليه البهتان لشيرين لتفتتح حلقتها الأولى بأغنية "يا حبيبي" لأم كلثوم معولة على إحساسها وصوتها، مفتقرة إلى الإبهار وعوامل الجذب الإعلامي والتلفزيوني.
وهنا لا بد من التوجه إلى شيرين للتعليق على إطلالتها الفقيرة والأقل من عادية. فبرنامج على هذا النحو من الضخامة والديكور الفاخر جداً كان يستحق منك عناء ارتداء فستان أسود يليق بالحلقة الأولى نظراً لما لها من أثر في المشاهد. كما ننصح بضرورة تغيير قصة شعرك واعتماد الشعر القصير الذي يليق بملامح وجهك الجميلة والجذابة، بالاضافة إلى ضرورة إجراء تعديلات كبيرة على الماكياج الذي لم يلق بها على الاطلاق.

وما زاد الطين بلة فئة الضيوف الذين وقعوا الحلقة الأولى من البرنامج مع احترامنا الشديد لهم وهم: الممثلة السورية كنده علوش، الفنانة بوسي، والفنان أحمد فهمي. مما لا شك فيه أن انطلاقة أي برنامج لتكون مدوية ينبغي أن تعتمد على جذب الأسماء الفنية المثيرة للجدل بعيداً من الملل والرتابة. فالأسماء المذكورة أعلاه وعلى الرغم من احترامنا الشديد لها ولنجاحها ليست بالأسماء المربحة إعلامياً وإعلانياً، لذلك كان حرياً بشيرين والقيمين على البرنامج استقدام نجم على مستوى العالم العربي ليوقع الحلقة الأولى مع علمنا أنها سبق وصورت العديد من الحلقات مع أصالة نصري ونوال الزغبي وغيرهما... لذلك لن نسترسل في إطلاق أحكامنا قبل انتظار المزيد من الحلقات المقبلة رحمة بالبرنامج ورأفة بشيرين كونها التجربة الأولى لها في عالم تقديم البرنامج.

ومما لا شك فيه أن عفوية شرين هي العامل الأبرز في البرنامج لنجاحه، فهي تحاور على طبيعتها رغم ركاكة الإعداد، وتضحك وتمازح الحاضرين وتصفق... اذاً شيرين تخلت في هذا البرنامج عن نجومية والق فنها، لتكون تلك المحاورة الخفيفة الظل الاقرب إلى الكوميدية.
فعلى سبيل المثال لم تخجل من اعترافها أمام ضيوفها بأنها تحب الرجل "الحمش" ما أثار ضحك الحاضرين... كما أنها لم تتردد في توجيه سؤال لبوسي عن الشفط والنفخ والرفخ. واللافت أنها حين طلب منها التعريف عن لوحة بهلاوانية مستوحاة من السيرك ليتم تقديمها على المسرح ارتبكت وابتسمت معترفة بأنها مذيعة فاشلة، إنما لخفة دمها وصراحتها وعفويتها استودعناها في قلوبنا واحببناها.
ولعل أكثر ما أحببناه في الحلقة، الأغنيات التي قدمتها شيرين، خصوصاً الدويتو الذي قدمته مع بوسي لأغنية "بحلم". وحين قدمت بوسي أغنية شيرين "جرحي تاني". كما لا بد من الثناء على الاخراج الذي وقعه المبدع باسم كريستو.

ننتظر المزيد لنوثق حكمنا على تجربة شيرين في عالم تقديم البرامج. إنما وللأمانة المهنية إن شخصية شيرين الطريفة هي التي حفزتنا على متابعة الحلقة الأولى من البرنامج الذي يستحق عناء "الشدشدة" في الإعداد وكيفية خلق حوار طريف بين الضيوف وبكثير من العفوية.