ليست المرة الأولى التي يُشهد فيها على مبادرة "فنيّة" من قبل زين العمر ، وبكلمة فنّية نعني المضمون الحقيقي لهذه الكلمة، فالفن جزءٌ من الثقافة الإنسانيّة التي تُعطي بالملموس أكثر مما تأخذُ بالماديّ ، أيّ أن الفن ليس شهرة ومالاً وسجادة حمراء تتّسخ بفعل أقدام المتوهّمين ، وإنما هو فعلُ عطاء إجتماعيّ يوازي بأهميّته الفعل السياسي أو الصحيّ وحتى الأكاديميّ.

ولمبدأ الفنّ الصحيح قلّة من الفاعلين، والفنان زين العمر واحد من ضمن هذه الأقليّة ، يعمل صحيحاً بالفن ، يعطيه مقابل الشهرة التي سلّفهُ إياها منذ أول صعود له على المسرح.
زين العمر، الذي غنى الوطن وألم الناس، زين المنتمي إلى نبض الشارع وصرخة المواطنة المجروحة، غنى منذ حوالى السنة أغنية "الختيار" فكان المبادر الأول لطرح مواضيع إنسانية جديدة ، فأوصل بصوته آهاتٍ عدّة خارجة من جدران دور العجزة وغرف المستشفيات. وها بـ زين العمر يعود بصوته بإنسانيّة الأوتار ، الكلمة واللحن عبر أغنية خاصة لتيتر ثلاثية "ضلّوا تذكرونا" ، والذي يعالج موضوع كبار السن الذين يتألمون بفعل الظلم الإجتماعي والعائلي المحاطين به.
بهذا العمل يعود زين إلى محطة الـ MTV بقوة المضمون وصلابة الرسالة، فهو الراسخ دائماً في وجداننا ليس فقط بأغان تعيش مع لحظاتنا بطلعات الفرح والحب ونزلات الحنين والألم، وإنما يعيش بوطنيتنا، بعائلتنا، بنضالنا، بصمتنا المفروض وكلامنا المنتفض، زين هو تلك الهويّة اللبنانية التي تكبح المؤامرات وتفرض روحها على هذه الحياة.
أغنية المسلسل تحكي كل شيء، تكشف لنا إبداع الدراما بروعة الغناء، عسى أن يصل صوت زين العمر إلى كل ضمير يتبوّأ منصباً كبيراً في هذا الوطن الصغير-الكبير.
"ضلّوا تذكرونا" ثلاثية هادفة من كتابة نقولا حنا ، إخراج مارسيل حنا، بطولة وفاء طربيه ، يوسف حداد ، كاتيا كعدي ، سامي أبو حمدان ، بأغنية تيتر ناجحة من زين العمر، هو الذي "منضلّ نتذكّروا".