رحل رفيق سبيعي تاركاً وراءه أعمالاً طبعت في ذاكرتنا ، ومشاهد سكنت في مخيلتنا .


ها هو رفيق سبيعي ، الذي عرفناه بشخصية "أبو صياح" ينضم إلى رفاق دربه نهاد قلعي وناجي جبر وياسين بقوش وعمر حجو الذين سبقوه إلى دنيا الحق ، مودعاً رفيق الدرب دريد لحام ، بعد أن أثرى الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما بأعمال لا تنسى .
سبيعي ولد في حي البزورية بدمشق في سوريا ، وعرف كممثل ومغنّ ومونولوجست منذ بداية خمسينيات القرن الماضي ، وصنع شخصية "أبو صياح" بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل ، كما وأدى شخصيات عديدة ومختلفة في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة .
سبيعي الذي شارك بعمر صغير في نوادي الكشافة حيث أظهر مواهبه في الغناء والغزف والتمثيل ، لم يكتفِ بالمشاركة في الحركة الفنية التي تعرف عليها في مسارح دمشق ونواديها ، بل تابع عمله في الإخراج الإذاعي في برنامجه الأسبوعي "حكواتي الفن".

كانت بداية ظهور سبيعي في التلفزيون في مسلسل "مطعم السعادة" مع عدة فنانين منهم دريد لحام ونهاد قلعي ، وتوالت أعماله فيما بعد ، نذكر منها في المسرح أبطال بلدنا ، الأشباح ، الإستشهاد والقاعدة ، الأخوة كارامازوف ، وفي التلفزيون بنت الشهبندر ، قمر الشام ، طاحون الشر ، طالع الفضة ، أهل الراية ، ليالي الصالحية ، مرزوق على جميع الجبهات ، وادي المسك ، حمام الهنا ، مقالب غوار ، دمشق يا بسمة الحزن ، الحصرم الشامي ، كما وحل سبيعي ضيف شرف على عدة مسلسلات منها (بقعة ضوء 5) و(أشياء تشبه الحب) و(الحصرم الشامي) ، وعمل في السينما في أفلام عملية الساعة السادسة ، عنتر يغزو الصحراء ، أيام في لندن ، ذكرى ليلة حب ، فتاة شرقية ، سفر برلك ، بنت الحارس ، غرام في إسطنبول...

سبيعي الذي قال لموقع "الفن" في تكريم له العام الماضي في بيروت ، إنه يؤمن بأنه بات في سن قد يفارق بموجبه الحياة في أي وقت ، أوصى السوريين خيراً بسوريا، رحل اليوم وقلبه موجوع على وطنه ، رحل بالجسد متأثراً بمرضه عن عمر 87 عاماً ، ليبقى خالداً في ذاكرة كل محبي الفن الأصيل .