من أعمدة الفن اللبناني الأصيل ، بنى مسرحه على أسس متينة وتحدى من خلاله كل الصعاب والمنافسات ، فقدم الشحرورة صباح بأدوار مسرحية أظهرت طاقاتها الفنية أكثر وأكثر ، نذكر منها مسرحيتَي "القلعة" و"الشلال" ، كما خلق من الراحلة سلوى القطريب ، التي إكتشف موهبتها الغنائية ، نجمة مسرحية لتصبح "سيدة المسرح" وتقدم معه "بنت الجبل" ، "ياسمين".

.. يعود اليوم لحود إلى المسرح مجدداً بعمل جديد "كاريكاتور" مع باقة من المواهب الشابة بالإضافة إلى الممثل طارق تميم.

موقع "الفن" إلتقى الفنان روميو لحود ، وكان لنا معه هذا اللقاء عن عمله الجديد وإليكم التفاصيل .

أهلاً وسهلاً بك عبر "الفن".
شكراً جزيلاً.

مبروك إطلاق مسرحية "كاريكاتور". هل يمكن أن نعتبرها النسخة الجديدة من مسرحية "سنكف سنكف" التي قدمتها في الماضي؟
شكراً. بصراحة أنا أخذت فكرة العمل الذي توقف بسبب الحرب فقط. الفكرة كانت عن اظهار صورة رجال السياسة وسياستهم في العالم.. فهناك دائماً سياسة القوي والضعيف .. وهناك من يبحث عن مصالحه بالمقابل هناك الشباب الذين لا يريدون ملكاً أو ملكة بل يريدون الحرية وبالنسبة لهم القصور هي سجن ذهبي لا أكثر. في العمل الجديد النصّ مختلف وأنا استعنت فقط بالأغاني التي قدمتها في "سنكف سنكف" لأن هذه المسرحية قدمت للجمهور أجمل الأغاني منها "مين شردلي الغزالة"، "خدني معك"، "طال السهر"، "يا بو السواعد"... أحببت أن أعيد تقديم هذه الأغاني لأن الجمهور يحبها. من هنا أتأمل عندما يسمع الجمهور هذه الأغاني، أن يتذكر تلك الأيام التي كانت بالفعل أجمل من أيامنا هذه.

لكننا لا نرى الخير ينتصر على الشر إلا في الأعمال الفنية ؟
يوماً لم ينتصر الخير على الشر .. "في بلد صغير يخضع لبلد أكبر منه" .. والمشكل الذي لم يتغير منذ أيام الاسكندر ذو القرنين حتى اليوم ان الجميع يريد السيطرة لكن في الماضي كان هناك رجال يريدون السيطرة على العالم أما اليوم فهناك دول تريد السيطرة على العالم. للأسف الحياة لم تتغير من العصر الحجري حتى اليوم .. الانسان لم يتغير إلا بلباسه فهو لا يزال يعيش البغض والطمع والمحبة ...


لطالما كان مسرح روميو لحود نقطة انطلاق للعديد من النجوم.. فمن هو اكتشافك الجديد ؟
"سنكف سنكف" قدمتها منذ 40 سنة تقريباً مع جورجينا رزق وطوني حنا وعبدو ياغي وكلهم كانوا في تلك الفترة فنانين شباب في أول طلعتهم، وأقوم اليوم بالأمر نفسه أي بتقديم مسرحية "كاريكاتور" مع ممثلين شباب في أول طلعتهم واتمنى أن ينجحوا ويحالفهم الحظ كما حصل مع طوني وعبدو وغيرهما . اكتشافي الجديد هو عصام مرعب وماريتا نادر... ماريتا تجيد تأدية الأغاني بطريقة صحيحة بالاضافة إلى انها تشعر بكلام الأغنية. عصام أعطيته 3 أدوار مختلفة تماماً وقدمها ببراعة.

عندما قدمت "بنت الجبل" قلت في المؤتمر الصحفي إن الجمهور اختارها نتيجة استفتاء قمت به. فكرة من كانت أن تعيد تقديم فكرة مسرحية "سنكف سنكف" بعمل جديد ؟
انا كنت قد تركت المهنة لكن زوجتي قبل أن تفارق الحياة، طلبت مني العودة إلى المسرح خوفاً من أن أبقى وحيداً. فقدمت "طريق الشمس" ومن ثم "بنت الجبل". وبعد المسرحية الثانية بدأت العمل على تعريب مسرحية " Cyrano de Bergerac" للمؤلف الفرنسي إدموند روستان وكانت واحدة من أهم المسرحيات الفرنسية . وهذا العمل بحاجة إلى وقت كبير لأن المسرحية مؤلفة من 5 فصول بينما نحن في لبنان اعتدنا على فصلين فقط. وبالتالي تحويل العمل إلى فصلين بحاجة إلى وقت كبير خصوصاً أنني أريد أن أقدمها كمسرحية غنائية. وإلى حين الانتهاء من المسرحية، اخترت أن أعيد تقديم "سنكف سنكف" لكن بسيناريو جديد.

هل انت نادم على قرار العودة ؟ وهل أنت راض عن تفاعل الجمهور مع الأعمال ؟
أكيد انا سعيد بتفاعل الجمهور معنا وحضوره لمشاهدة الأعمال، لكن عمري لم أكن راضياً عن مسرحياتي دائماً أريد التعديل والتغيير .. عندما قدمت بنت الجبل، قلت بعد العرض الأول أريد أن أغير فغيرت .. وعدت وغيرت مرة ثانية وثالثة .. واذا أردت اليوم أن أعيد تقديمها مجدداً بالتأكيد أجري عليها تعديلات !

غاب رئيس الجمهورية عن العرض الافتتاحي لمسرحية "كاريكاتور".
من المبكر أن ندعو رئيس الجمهورية. انا أفكر بأن أخصص له عرضاً خاصاً .. هو صديقي منذ العام 1967 كان هو المسؤول الأمني في بعلبك عندما قدمت مسرحية "القلعة".

ماذا تحضر من الأعمال الجديدة للعام 2017 ؟
كما قلت لك سأقدم مسرحية "Cyrano de Bergerac" لكن بعنوان آخر طبعاً ، كنت قد كتبت مسرحية تشبهها قليلاً بعنوان "النمرود" لكن العمل الجديد سيكون مقتبساً عن المسرحية الفرنسية.