متوشّحًا بالبياض ولد، بالنقاء والطهارة والرّجاء ولد، بالتّواضع والفقر والمجد ولد، في مغارة من حجر ومذود ولد ابن الإله.

ميلاده جعل البرد أكثر دفءاً والليل أكثر إشعاعاً والفقر أكثر جمالاً، ميلاده بدّل وجه الإنسانية، فملك ملوكها طفل فقير متواضع طاهر، ميلاده بشرى سارة لأجيال من البشر، ميلاده خلاص وفداء ورجاء وقيامة.


هو يسوع الذي جاء ابناً محبوباً، ابناً موعوداً، ابناً للفقراء والأنقياء والصالحين ولكل محتاج له ولرحمته. هو يسوع الذي أشرق نور المعرفة في العالم وما أبهى هذا النور الذي أنار ظلماتنا بالمعرفة المطلقة الأبدية. هو يسوع الذي علّم الرعيان والمجوس والبشر السجود من الكوكب في السماء.

عيد ميلاده عيد العطاء، فالله قد أعطانا ابنه بمعجزة، أعطانا مغفرة خطايانا ونور طرقاتنا ورحمة مطلقة وقيامة وحياة أبدية عن يمينه. عيد ميلاده يدٌ تمتدّ نحو المعوزين، عيد ميلاده بسمة ترسم على وجوه المحزونين، عيد ميلاده قربان تسامح ومحبة للمحتاجين.


الليلة يولد من العذراء البتول ضابط الخليقة بأسرها بقبضته، يولد ابن الله فلنمجّده مع الملائكة قائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي القلوب المسرّة. نعم على الأرض أجمل سلام وفي القلوب فرح الرجاء والولادة. فبيت لحم الليلة تعلن ولادة رب الأكون، تعلن ولادة من في جوهره غير ملموس لكنه تجسد لأجلنا ولأجل خلاصنا وتعليمنا أن الحياة عطاء ومحبة وفرح ومسامحة. ختن البيعة الليلة يستقبل المجوس فاتحاً يديه للهدايا والعذراء أمّه تتقبّل التهاني بميلاد المسيح المخلّص.


فلنسجد الليلة لميلاد المسيح مسبيحن مع الملائكة والرعيان والمجوس ويوسف فرحين بأجمل هدية أهدانا إياها الله وهي ابنه مخلّصنا وفادينا.

من أسرة موقع الفن نتمنى للّبنانيين عموماً وللمسيحيين خصوصاً ميلاداً مجيداً مليئاً بالمحبة والسعادة والعطاء وعاماً سعيداً.